مرتدية حجابها أسود اللون وزيها الحربي الأسود أيضا، تقود العراقية وحيدة محمد، المعروفة باسم "أم هنادي" كتيبة من 70 مقاتلا، تواجه تنظيم داعش في بلدة الشرقاط، الواقعة 80 كيلومترا جنوب مدينة الموصل العراقية، وتحكمهم بكلمة واحدة منها.
وفي لقاءها مع شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، وجهت لهم عبارة واحدة كانت "اصمتوا واسكنوا في أماكنكم"، ليلتزم جنودها الصمت ويصطفون وراء المكان الذي تجلس فيه، استعدادا لبدء الحوار.
وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن أم هنادي تعمل ضمن قوات المليشيات القبلية بالعراق، التي عملت مؤخرا، بمساعدة القوات الحكومية، على دفع مقاتلي داعش للخروج من المدينة، كخطوة من النادر أن تقدم عليها امرأة.
مطلوبة لدى داعشوتعلم المقاتلة العراقية جيدا أنها أبرز المطلوبين لدي التنظيم الإرهابي، "حتى أكثر من رئيس الوزراء نفسه"، منذ أن بدأت حربها على الإرهاب عام 2004 والتحالف مع القوات العراقية، وصنعت عداءً مع "تنظيم القاعدة في بلاد ما بين النهرين"، الذي أصبح بعد ذلك تنظيم "داعش".
وأكدت أنها تلقت تهديدات من تنظيم "داعش" أكثر من مرة، بينها تهديد موجه من زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، باسم "دولة الخلافة"، ونجت من هجمات بسيارة مفخخة وضعت أمام منزلها في أعوام 2006 و2009 و2010، وهجوم بثلاث سيارات في 2013 و2014.
ثأرها مع داعش
بعد مقتل زوجها الأول، تزوجت وحيدة من رجل آخر قتل على يد "داعش" في وقت سابق من هذا العالم، كما قتل التنظيم والدها وثلاثة من أشقائها، بل أنهم أيضا قتلوا الأغنام التي تمتلكها الكلاب التي ترعاها والطيور أيضا
أما محاولات اغتيالها فبلغت ست مرات، تركت شظايا التفجيرات آثارها على رأسها وقدمها، وتسببت في كسر بالضلوع، وأضافت: "لكن ذلك لم يثنيني عن القتال".
وردا على اعتداءات داعش عليها وعلى المقربين منها، قالت أم هنادي إنها كانت تقاتل متطرفي داعش وتذبحهم وتطهي رؤوسهم وتحرق أجسادهم، في كلمات وصفتها CNN بأنها كانت للتباهي أكثر من كونها اعترافا، مضيفة: "كل ذلك تم توثيقه، راجع صفحتي على فيسبوك".
رغم سلطاتها ونفوذها المستمد بدعمها للقوات العراقية، تصف أم هنادي نفسها بأنها ربة منزل، لديها ابنتان تبلغان 22 و20 عاما، كلتيهما مدربتان على القتال، لكنهما لا تشاركان في الوقت الحالي، بسبب انشغالهما بتربية أطفالهما.