استطاع تنظيم "داعش" توفير مصدر جديد للرزق له بعد تحويل طريق تهريب مادة "الحشيش" من المغرب إلى ليبيا التي تسيطر على جزء كبير من أراضيها والطرق الرئيسة فيها.

وحسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، فإن شحنات المخدرات كانت تسلك الطريق البحري الأقصر من المغرب إلى إسبانيا ومنها إلى أوروبا عبر مضيق "جبل طارق"، حيث كان يتم تخبئتها داخل "جيت سكي" حتى عام 2011 عندما بدأت الثورة الليبية والتي سرعان ما تحولت إلى فوضى شاملة في البلاد.

وأضافت الصحيفة، أن مهربي المخدرات استفادوا من تلك الفوضى فبدأوا في عام 2013 في تحويل طريق التجارة ليتم نقلها من المغرب إلى ليبيا ومنها إلى إيطاليا ومن ثم أوروبا، ولكن هذه المرة في سفن الشحن العملاقة والتي تتم في فترات متباعدة ولكن بكميات كبيرة جدًا بعكس ما كان يتم في السابق من تهريب كميات صغيرة تسمح بتخبئتها في "جيت سكي".

وتابعت الصحيفة، أن تنظيم داعش استفاد من ذلك التحول ليس من خلال التجارة ولكن كونه متحكمًا في المدن والطرق التي تنقل عصابات التهريب عبرها الحشيش ومعظمها مدنًا ساحلية مثل سرت وردنة، فيفرض ضرائب على مرور تلك المواد، وهو ما يجني منه أموالا طائلة تشكل نحو 7% من دخل التنظيم.

وكانت السلطات الإيطالية تلقت إشارة عن وجود سفينة كبيرة محملة بالحشيش بالقرب من جزيرة صقلية في إبريل 2013.

وحاصرت سفينتين حربيتين إيطاليتين سفينة الشحن المشتبه فيها وعثروا على متنها على 15 طنًا من الحشيش بقيمة 150 مليون دولار، الأمر الذي أثار قلق السلطات الإيطالية.

وكانت السفينة واسمها "آدم" واحدة من 20 سفينة يجري اعتراض مسارها في مياه المتوسط في الأشهر الـ32 اللاحقة، وفق ما ذكر مسؤولون إيطاليون.

وبلغت حمولة هذه السفن جميعا نحو 280 طنًا من الحشيش والمواد المخدرة، وبلغت قيمتها حوالى 3.2 مليار دولار.

ورغم أنه لم يجر منذ مطلع 2016 ضبط أي سفينة محملة بالحشيش، إلا أن المسؤولين الإيطاليين يعتقدون أن حركة التهريب ماتزال مستمرة.

وقالوا إن شحنات المخدرات أصبحت تعبر عدة دول في شمالي إفريقيا إلى أن تصل إلى ليبيا، ومن هناك يجري نقلها بحرًا إلى الدول الأوروبية.