فجر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، مفاجأة في كتابه Tout pour la France "كل شيء من أجل فرنسا"، قبل أيام بإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة، خلفا للرئيس الحالي فرانسوا أولاند، وعاد أمس الأربعاء، بمفاجأة أخرى في تصريحات وصف فيها المايوه الشرعي، المعروف باسم البوركيني بأنه "استفزاز" يدعم الإسلام المتطرف.

فقال في حوار تليفزيوني على القناة الفرنسية الأولى: "نحن لا نخفي نساءنا خلف الملابس، مؤكدا على أن المسلمين في فرنسا هم مواطنون فرنسيون، مثلهم مثل الآخرين، وإذا أرادوا أن يعيشوا في هذا البلد فعليهم استيعاب اللغة الفرنسية وأسلوب الحياة هناك والمناطق والتاريخ الفرنسي.

وأثار ساركوزي الجدل بتصريحاته التي رفضها داعمو لباس البحر الإسلامي، من بينهم مصممة "البوركيني، لبنانية الأصل، عاهدة وينتي، قالت إن الإدلاء بمثل هذه التصريحات من أجل قطعة من الملابس مخصصة للاستمتاع أصلا، يعني أن صاحب التصريح لا يعرف ما الذي يتحدث عنه.

إثارة الجدل ليست غريبة على ساركوزي

وعد ساركوزي من قبل بإجراء تغييرات كبرى في فرنسا، حال ترشحه لانتخابات الرئاسة، من بينها ملاحقة المتطرفين الإسلاميين وفرض قيود على ارتداء الحجاب كخطوة لإصدار إجراءات فعالة لمنعه في شوارع فرنسا.

وقبل تصريحاته، لاحقت الفضائح القانونية والفساد ساركوزي في نهاية فترته الرئاسية، وأثارت الرأي العام الفرنسي ضده، ومنحته لقب أول رئيس فرنسي لا يعاد انتخابه لولاية ثانية منذ فاليري جيسكار ديستان عام 1981.

وشملت الفضائح الرئاسية فضيحة "بيجماليون" المالية، الخاصة بالشركة التي نظمت حملته الانتخابية وواجه اتهامات بشأنها بالتورط في إصدار فواتير وهمية تقدر بنحو 18 مليون يورو، صادرة عن الشركة، وقالت وكالة "رويترز" إن هذا يعني أن تكاليف الحملة زادت عن ضعفي الحد القانوني المسموح به، إلى جانب اتهامات واجهها حزبه "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية" بالتآمر لإخفاء التكلفة الفعلية لحملته الرئاسية عام 2012.

كما لاحقت حملته الانتخابية لعام 2007 شائعات باستغلال ضغف وريثة امبراطورية "لوريال" لمستحضرات التجميل، ليليان بيتانكور، لتمويله بشكل غير شرعي.

وخلال فترة رئاسته، ارتفعت معدلات البطالة وتراجعت القوة الشرائية للأموال، بحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، ما أثار حالة من اليأس والغضب وانعدام الثقة بالمستقبل، وفي أعقاب الأزمة المالية التي اجتاحت أوروبا عام 2008، تأزمت العلاقات بينه وبين المستشار الألمانية أنجيلا ميركا، ما أثر على العلاقات الفرنسية الألمانية.

وعلى المستوى الشخصي، نشرت جريدة "لو جورنال دي ديمونش" خبرا عن علاقة جنسية تجمع ساركوزي وعارضة الأزياء الإيطالية الشهيرة، كارلا بروني، في الوقت الذي كان فيه متزوجا من سيسيليا ساركوزي.