شهدت مدينة نيس، جنوبي فرنسا، هجوما بواسطة شاحنة يقودها فرنسي من أصل تونسي يبلغ من العمر 31 عاما، ومطلوب للشرطة الفرنسية، ما أسفر عن مصرع 84 شخصا وإصابة العشرات، دهسا عندما هاجم تجمعا للمحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي.
ووصف الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، الحادث بأنه عملية إرهابية، متعهدا بزيادة وتيرة الهجمات الجوية على أهداف داعش والمتشددين في سوريا والعراق.
بصمات داعش
وقالت صحيفة "لو باريسيان" الفرنسية إن الهجوم يحمل بصمة تنظيم داعش، لافتة إلى أن أسلوب تنفيذ الهجوم يتوافق مع الوصية التي أوصى بها القيادي الداعشي المعروف بوزير هجمات داعش، أبو محمد العدناني" الذي أوصى بضرورة قيام أعضاء التنظيم باستهداف من وصفهم بالمشركين بواسط السكين أو الحجر أو السيارة إذا فشل عضو التنظيم في تفجير قنبلة أو واجهته صعوبات في تنفيذ مهمته.
الذئاب المنفردة
وتتوافق طريقة تنفيذ عملية نيس أيضا مع استراتيجية "الذئاب المنفردة" التي ظهرت لأول مرة في التنظير الفكري لتنظيم القاعدة عام 2004 على يد أبو مصعب السوري، الذي أطلق عليه مصطلح الجهاد الفردي، لكن هذا النوع من العمليات لم يدخل حيز الواقع إلا بعد خمس سنوات عبر عملية تايمز إسكوير في نيويورك عام 2009.
ففي عام 2009 أقدم باكستاني الأصل يدعى، فيصل شاه على محاولة تفجير سيارة مفخخة، وفي عام 2010، نشرت مجلة إنسباير التي تصدرعن تنظيم القاعدة، مقالا، لأنور العولقي القيادي اليمني الذي لقى مصرعه في سبتمبر 2011 عبر طائرة أمريكية دون طيار، بعنوان "الذئاب المنفردة كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك".
ويقصد بالذئاب المنفردة، تحول شخص أو اثنين إلى مقاتلين يستخدمون المتاح لديهم من أسلحة أو عتاد، دون وجود أي رابط تنظيمي يمكن تتبعه.
داعش والذئاب
ولجأ تنظيم داعش إلى هذا النوع من العمليات بعد تراجع مكتسباته خلال الحرب في سوريا والعراق، وتحقيق القوات المقاتلة انتصارات ملحوظة على التنظيم الذي لجأ إلى أسلوب الذئاب المنفردة لنقل العمليات إلى أوروبا والدول العربية لاستنزاف خصومه.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن هجوم نيس يأتي الذي تم تنفيذه بواسطة تكتيك "الذئاب المنفردة" يأتي ردا على اغتيال القيادي في داعش، أبوعمر الشيشاني.