قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس “إنه خلال السنوات الخمس الماضية أصبح هناك ألية فعالة لتنسيق الجهود مع دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تعزيز الأمن الإقليمي والدولي بالإضافة إلى تطوير التعاون الاقتصادي والإنساني”.

وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي يرأس وفد مجلس التعاون الخليجي في موسكو - “أنه رغم وجود بعض الاختلافات حول بعض القضايا الإقليمية، تم التوصل إلى تفهم أفضل إلى بعض القضايا محط الخلاف سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال جلسة اليوم مع وفد مجلس التعاون الخليجي على حل جميع مشكلات الشرق الأوسط بالاعتماد على الشرعية الدولية وانطلاقا من مبدأ الحوار الشامل الوطني في دول المنطقة، موضحا أنه تم التأكيد على ضرورة تأمين حقوق جميع الأقليات في الشرق الأوسط، مؤكدا في الوقت ذاته الدعم الكامل للجهود الرامية للأزمة السورية على أساس قرارات مجموعة دعم سوريا، وقرارات مجلس الأمن، بالإضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن وليبيا والعراق.

وأشار إلى أنه تم التطرق إلى مناقشة الوضع في منطقة الخليج العربي، وتم الاتفاق على ضرورة اعتماد مبدأ حسن الجوار مع جميع الدول وبشكل خاص مع إيران، لافتا إلى أنه تم التأكيد المشترك لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الحدود المعترف بها دوليا والتوصل إلى هذا الهدف تجاوز الانقسام الفلسطيني.

وأكد على توحيد الرؤى حول مكافحة الإرهاب والقضاء عليه بدون أي تنازلات للتغلب على أي مخططات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة، مشيرا إلى أن الحديث تطرق أيضا إلى مبادرة الرئيس بوتين حول إنشاء جبهة واسعة دولية تحت راعية الأمم المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب، لافتا إلى تركيب موسكو بتشكل التحالف الإسلامي تحت رعاية المملكة العربية السعودية.

وأشار لافروف إلى أنه في ختام الجلسة تم الاتفاق على ضرورة تعزيز التعاون التجاري والإنساني والاقتصادي بين روسيا ودول الخليج العربي، وتوسيع التعاون في النفط والطاقة والاستثمارات والنقل والمجالات الأخرى.

ومن جانبه،قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير - في كلمته خلال المؤتمر المشترك مع نظيره الروسي - أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر روسيا دولة مجاورة تربطها بها روابط تاريخية ودينية، بالإضافة إلى المصالح المشتركة العديدة بين روسيا ودول مجلس التعاون، معربا عن تقديره لموقف روسيا فيما يتعلق باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئون الآخرين وحسن الجوار.

وأكد الجبير أنه تم الاتفاق مع روسيا على عدد من الموضوعات الهامة من ضمنها تطوير التجارة والاستثمارات بين الطرفين، فضلا عن التشاور والتنسيق في مجالات التعليم والطاقة والفضاء والقطاع الدفاعي، تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب، والتحديات الموجودة في المنطقة والعالم.

كما أكد الجبير تقدير دول مجلس التعاون لموقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية وإيجاد حل للقضية وإقامة الدولة الفلسطينية يكون القدس الشرقية عاصمة لها، مشيرا إلى أنه تم بحث الأوضاع في سوريا، والاتفاق على التزام الطرفين بحل سلمي مبني على إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لكافة المناطق السورية.

وعن الأوضاع في العراق وليبيا واليمن، أوضح وزير الخارجية السعودي أنه تم بحثها كذلك مع الجانب الروسي، وهناك تطابق في وجهات النظر، مؤكدا على اتفاقه مع لافروف على مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله المختلفة، متابعا “تحدثنا أيضا بخصوص إيران وقلق دول المجلس من تصرفاتها وتدخلها في شئون دول المنطقة، وغيرها من الأعمال السلبية التي تقوم بها إيران، وترحيب دول المجلس بأي جهود قد تؤدي إلى تغيير في سلوكيات إيران”.

وأكد الجبير أن الاجتماع -بشكل عام- كان مثمرا وبناء وشاملا، كما سيساهم في دفع علاقات دول مجلس التعاون مع روسيا إلى آفاق جديدة، موضحا أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تفعيل آلية التشاور والتنسيق بين الطرفين وسيتم الموافقة عليها خلال الاجتماع الوزاري المقرر عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي على عقد الاجتماع القادم للمجلس في عام 2017 في دولة البحرين الشقيقة.