أثارت دراسة حديثة أعدها المعهد الوطني للسرطان، التابع لوزارة الصحة الأمريكية، جدلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن فوائد مخدر القنب، «الحشيش»، بعدما زعمت الدراسة وجود فعالية مضمونة لمخدر الحشيش في علاج عدة أمراض أهمها السرطان، وأفادت الدراسة التي نشرتها مجلة «مترو» البريطانية أن المادة المخدرة والتي تستخرج من رحم القنب الهندي، له فوائد صحية عديدة.

فوائد المخدر

الدراسة التي نشرها المعهد الأمريكي، لم تكن السابقة، حيث سبقتها مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» والتي نشرت في عددها الصادر عن شهر يونيو الماضي، تقريرًا بعنوان «علم النشوة» عن فوائد القنب الهندي أو الماريجوانا، موضحة أن للقنب استخدامات هامة، وذكرت أكثر من 18 فائدة طبية للمخدر -حسب زعمها- منها استخدامه كمضاد للالتهاب، ولمواجهة نمو خلايا السرطان والأوعية الدموية التي تغذي الأورام، ومكافحة الفيروسات، وتخفيف تشنجات العضلات الناجمة عن مرض التصلب المتعدد، ويساعد على زيادة الشهية ومعالجة فقدان الوزن لدى المصابين بهذا الداء.

وانتقلت حالة الجدل هذه من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الأوساط الطبية، وتباينت الآراء وردود الأفعال حول مدى صحة الحديث عن فوائد هذا المخدر.

كارثة

الخبير الكيميائي، الدكتور عماد حمدي، يقول إن طريقة عرض الدراسة بهذا الشكل تُعد «كارثة» طبية واجتماعية، متابعا: إذا كانت هناك فوائد حقيقية للمخدر، اكتشفها المعهد الأمريكي، فهي بالتأكيد تكون لأغراض طبية، ومن غير المقنع أن يستفيد منها مدمنو المخدر، كما أن مخدر الحشيش المنتشر بين المتعاطين، يختلف تماما عن أصل المادة المخدرة الطبيعية، فكثير من مافيا الحشيش داخل مصر وخارجها يقومون بخلطه بمواد أخرى لها خطورة بالغة على صحة الإنسان، لتحقيق عائد مادي كبير.

ولفت الدكتور حمدي إلى أنه من غير المنطقي، مثلا التحدث عن فوائد صحية لمخدر الهيروين، رغم أنه يستخدم في أغراض طبية، ففي هذه الحالة سيصل مضمون الحديث بشكل خاطئ ويظن المدمن أن المخدر له فوائد صحية.

تدمير الصحة

أضاف حمدي أن دراسات سابقة عديدة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن مخدر الحشيش له أضرار عديدة أهمها الاكتئاب، بفعل تأثيره على بعض الموصلات العصبية في الدماغ، كما أنه يشعر المتعاطي في كثير من الأحيان بضعف في القدرة على التركيز والانتباه، وفي قدرة التذكر المباشر وقريب المدى، فضلاً عن معاناة الشخص من خلل في التوازن الحركي والحسي مع زيادة ضربات القلب.

وتابع: الحشيش مادة مخدرة تؤثر على الدماغ، وتعاطي الحشيش لسنوات طويلة يؤدي إلى ضمور في خلايا الدماغ، كما أن معتادي تدخين الحشيش تزداد بينهم احتمالات الإصابة بداء انتفاخ الرئة الذي يعمل على تدمير الجدران الداخلية للرئة والذي يؤدي إلى الموت.

وأوضح الخبير الكيميائي أن هناك كثيرًا من المتعاطين يتوهمون أن الحشيش له أثره في تحسين القدرات الإدراكية، بل على العكس فإنّ قدرته العالية على الشعور بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيرًا، فضلًا عن تسببه في اضطرابات الجهاز الهضمي، مما يؤدّي إلى سوء الهضم وفقدان الشهية والإسهال أو الإمساك، فضلًا عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها.

ويستطرد: إن تعاطي الحشيش يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية، وما يشعر به متعاطي المخدر من متعة ما هو إلّا وليد التخيلات التي يمر بها في أثناء حالة الهلوسة التي يكون عليها، كما أن الحشيش يحتوي على مادة فعالة وهي (تتيراهيد) وهي  تتراكم على المخ، مما يسبب الخرف المبكر.
 

خلط المخدر سبب خطورته

وفي السياق يؤكد الدكتور عادل ثابت، عضو اتحاد الكيميائيين العرب، أن عملية خلط المخدر مع التبغ تؤدّي إلى نقصان حامض المعدة وإلى التهابات في المعدة والأمعاء وتدهور في وظائف الكبد، كما يجعل المتعاطي أكثر عرضة من غيره في الإصابة بسرطان الرئة، وضعف الجهاز المناعي، حيث تتلف الشعيرات الموجودة في الشعب الهوائية ويؤدي ذلك إلى تراكم المواد البلغمية وإلى حدوث التهابات وضيق الشعب الهوائية.

فضلاً عن الاضطراب «الزوري» وهو الشكوك المرضية حيث يصبح شكاكًا، ويتوهم أن هناك مؤامرات تحاك ضده، فإذا كان متزوجا فإنه يبدأ بالشك في زوجته ويفسر الأمور حسب طريقته. 

وعن إدمان النساء للمخدر يوضح «ثابت» أن المخدر يعرضهن للإصابة باضطرابات الدورة الشهرية، وربما يعرضهن بعد تكرار تعاطيه إلى ضعف الإدراك وقرحة المعدة.