لم تكن «غادة» تتخيل أن يأتى اليوم الذى تهرول فيه بنفسها هى إلى اللقب الذى تخشاه كل فتاة، مطلقة، حتى وصل بها الأمر إلى إقامة دعوى طلاق للضرر ضد زوجها عبدالمجيد. م، 32 سنة، أمام محكمة الأسرة بالجيزة، حملت رقم 245 لسنة 2016، بعد أن فقدت كل مقدرة لديها على الاحتمال، تقول غادة 23 سنة، بخجل واضح: «كنت عارفة إنه رد سجون ومشبوه وبيشتغل فى الحرام، وفضلت مستحملة على أمل إن ربنا يهديه وأقدر أقنعه إنه يعيش بشرف لكن عمرى ما كنت أتخيل إنه فى يوم من الأيام هيطلب منى إنى أشتغل فى الحرام، قلت خلاص لازم أسيبه، طلبت الطلاق لكن رفض فقررت إقامة دعوى طلاق للضرر».

 

الزواج استمر 3 سنوات.. والعلاقة بينهما وصلت إلى طريق مسدود

 

فى دعواها لخصت «غادة» مأساتها فى أنها تضررت من حياتها مع زوجها، خاصة أنه يعمل فى كل شىء غير مشروع، وأنها لم تكتشف ذلك إلا بعد زواجهما، وأن شقيقه يساعده فى الأعمال المشبوهة، مما جعلها لا تتحمل الحياة معه وقالت إنه تم ضبطه فى أكثر من قضية، والآن هو مسجون ويرفض تطليقها، وقدمت لمحكمة الأسرة صورة من عقد زاوجها الشرعى، وصورة من محضر بقسم الشرطة، وصورة من قضية دعارة ضد زوجها، وصورة من شهادة ميلاد ابنها الوحيد.

الزوجة حضرت إلى مقر المحكمة برفقة اثنين من الشهود وقال الشاهد الأول، وهو شقيقها: أختى سنها صغير وجوزها شيطان واتسجن، بيعاملها بكل سوء وعاوز يستغلها فى الأعمال المنافية للآداب وتعرضت للتحرش من أقرب الناس له وهو زوج أمه، وعندما اشتكت له لم يصدقها وقام بضربها، ولم أستطع أخذ شقيقتى لمسكن العائلة إلا بعد حبس زوجها.

وقالت الشاهدة الثانية، وهى جارة الزوجة: «ذات يوم رأيت فتيات ليل فى مسكن «غادة» أثناء غيابها عند أسرتها ولاحظت أن الموقف يتكرر أثناء غياب الزوجة، حيث يستغل زوجها الشقة فى الأعمال المشبوهة وأخطرنا الشرطة بذلك».

 

«غادة»: حماتى اتهمتنى بالتحرش بزوجها وساعدت زوجى وشقيقه فى تجارة الممنوعات

 

الزوجة «غادة» تروى تفاصيل قصتها لـ«الوطن»: «حصلت على دبلوم تجارة، وكنت أعمل فى مصنع ملابس على ماكينة خياطة، لشراء مستلزمات زواجى خاصة أن والدى رجل كبير السن وظروفه المادية الصعبة ولم يستطع شراء أى شىء لى، وقتها تقدم لخطبتى «عبدالمجيد» حارس عقار وكان صديقاً لخالى، حيث تعرف عليه خالى أثناء جلوسه على القهوة، وسأل خالى عن عروس للزواج ورشحنى خالى له، وجاء لرؤيتى وأشاد بجمالى وقال إنه يريد الزواج منى، وقبلت لتوسمى به خيراً كما ظهر لى فى بادئ الأمر، خاصة أن والدته كانت تشكر فى أخلاقه وأنه يعمل ليلاً ونهاراً من أجل توفير نفقات المنزل، واتضح لى بعد زواجى أن والدته تعلم بكل ما يفعله ابنها، وتشجعه على ذلك».

تضيف: «تزوجت من «عبدالمجيد» وكنت أقيم فى شقة إيجار وكان يحاول أن يظهر لى أنه إنسان طيب، ولاحظت أنه يغيب طيلة الوقت عن مسكن الزوجية بحجة عمله كحارس عقار ومضت الأيام وأثمر زواجى إنجاب «سيد» ابنى، وتغير حال الزوج لأسمعه ذات يوم يتحدث عبر الهاتف مع أحد الرجال، ويقول له «البنت هتكون عندك الساعة 5 حسب فلوسك، واللى اتفقنا عليه» وحينها ذهبت لأسأله فقام بضربى وقال لى «انت بتتصنتى علىَّ ليه وظل يضربنى بحزام البنطلون، كى يخيفنى ثم تركنى، وخرج فاتصلت بشقيقى وأخبرته فحضر ليأخذنى، لكن فوجئت بعودة زوجى من الخارج وتشاجر مع شقيقى، وطرده خارج مسكن الزوجية، وهددنى أنه سوف يتهم شقيقى بمحضر تعدٍ بالضرب عليه، ولن يتركه فى حاله لو استغثت به مرة أخرى، وكتمت ما يحدث معى عن أهلى، لخوفى على شقيقى».

تكمل: «مرت الأيام وتم ضبط شقيق زوجى بتهمة الاتجار بالمخدرات، واكتشفت أن حماتى كانت تشجع زوجى وشقيقه، وحينها طلبت حماتى من زوجى أن يختفى لفترة عن مسكنه خوفاً من ملاحقة الشرطة له، وبالفعل غاب عنى زوجى لأشهر وحينها قامت حماتى بالزواج من رجل يصغرها، وكانت حماتى تعاملنى بكل سوء، وذات ليلة تسلل زوجها إلى غرفتى وحاول الاعتداء علىَّ فصرخت واستيقظت حماتى لأشرح لها ما حدث فلم تصدقنى وقامت بضربى، واتهمتنى فى شرفى واتصلت بزوجى وأخبرته أننى أتحرش بزوجها».