"لاصوت يعلو فوق صوت الخطر"، هذا هو الشعار السائد هناك، فالحذر سمة الواقفين والعابرين، من كمين الريسة بمدينة العريش، الذي أستهدف ما يقرب من 55 مرة من قبل مسلحين وإرهابيين ومهربين، في فترة لم تتجاوز الثلاث سنوات، لكنه هذه المرة كان ميدانا لميلاد جديد.
ليست الواقعة الأولى من نوعها ولكنها الأغرب، حيث شهد كمين الريسة شرق العريش حدثا فريدا، صباح اليوم الأربعاء، بولادة أم لطفلها خلال دقيقتين، دون معاناة أو تدهور في صحة المولود ووالدته، ما جعل جميع قوة الكمين تردد في صوت واحد "لا إله إلا الله".
القصة بدأت بقدوم أحد أهالي رفح من أبناء قبيلة الرميلات، في سيارة، ومعه سيدة تعاني آلام الولادة، ليشير إلى الجندي الواقف على كمين الريسة، وسط الزحام الشديد من العابرين للكمين قرابة السابعة من صباح، اليوم الأربعاء، ليمكنه من العبور.
الجندي المكلف في الكمين فوجيء حينما وصل إلى السيارة بصرخات سيدة تخرج من المقعد الخلفي للسيارة، وما هى إلا دقيقتين بالتمام والكمال، حتى وضعت السيدة مولودها بالسيارة، وسط ذهول جميع السيارات، التي تنحت جانبا لتتمكن السيارة من العبور، بينما قالت السيدة العجوز، التي صاحبت الرجل وزوجته، "الحمدلله" لقد نزل المولود وهو بحالة جيدة"، والأم أيضا كانت بكامل وعيها، ولم تتغيب لحظة عن الوعي رغم آلام الولادة.
أمن كمين الريسة، بدوره، طلب سيارة إسعاف، لتقوم سيارة الإسعاف بنقل المولود وأمه إلى مستشفى العريش، ولكن زوجها فضل أن يقوم بسيارته، بمواصله طريقه باتجاه أحد العيادات بالعريش أو المستشفى العام، ليكمل العناية الطبية لزوجته، فما كان من أمن الكمين، إلا أن فتح السواتر الحديدية، أمام سيارة الفيرنا، لينطلق الرجل باتجاه العريش، التي لا تبعد سوى 7 دقائق فقط عن كمين الريسة.
وتعليقا على الحادثة قال، إبراهيم أبو شعيرة عضو مجلس النواب، عن الشيخ زويد ورفح، "طالبت محافظ شمال سيناء مرارا وتكرارا أن يخصص سيارة إسعاف لأهالى الشيخ زويد، يكون مقرها القسم أو المستشفى، أو معسكر الزهور للحالات المشابهة، ولكن المحافظ كثير الوعود قليل الأفعال"، بحسب تعبيره.
وأضاف أبو شعيرة، أتمنى أن تصل قصة السيدة، التي وضعت مولودها بكمين الريسة، وهي تشتكي آلام الولادة طوال الليل، المسئولين، الذين يرفضون تخصيص سيارة إسعاف.