"فانوس رمضان" أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في مصر والوطن العربي، التي تعتبر رمزا أصيلا للشهر الكريم، ويسعى غالبية المسلمين على شراءه للكبار والصغار إضافة إلى تزيين المنزل أو المحل به استعدادا لاستقبال تلك المناسبة الدينية الرائعة، ولكن يبدو أن مصر ستحتفي برمضان 2016 بدون فانوس نظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، وما جعل استيراده وتصنيعه يكلف الدولة أموالا طائلة دون جدوى.
فقال أسامة جعفر مستورد في الغرف التجارية القاهرة، إن رمضان المقبل سيكون بدون فانوس، وذلك بسبب الدولار وصعوبة الضوابط والشروط الموضوعة من جانب وزارة الصناعة لفحص لعب الأطفال ما أدى إلى امتناع عدد كبير من الاستيراد، إضافة إلى زيادة التكلفة ونقص السيولة وضعف في القوة الشرائية.
وقال جعفر، في تصريحات صحفية: "كنا نستورد سنويا فوانيس بحوالي مليون دولار وأهمها الصاج"، مشيرًا إلى أن أسعار الفانوس المحلي الكبير هذا العام سيزيد بنسبة 40% لارتفاع أسعار الخامات المصنعة.
وفيما وصلت أسعار تصنيع الفوانيس في السيدة زينب وباب الشعرية، غلاء في الأسعار فيما وصل سعر الفانوس الكبير الذي يتواجد في الفنادق والخيام الرمضانية إلى 4 آلاف جنيه.
وقال أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين في اتحاد الغرف التجارية، أن الفوانيس المصرية "غير آمنة" وعالية الأسعار، وهو ما ينفر المستوردين من شرائها، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخامات والكهرباء إضافة إلى مضاعفة أسعار النقل التي تسبب في زيادة تكلفة المنتج النهائي.
ومن جهتة قال محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية في دمياط، إن ورش دمياط امتنعت هذا العام عن إنتاج الفانوس الرمضاني لفشل التجربة وخسائر بالجملة للورش، التي كانت أبدت استعدادتها لصناعة الفانوس الخشبي وأرجع الأسباب إلى ارتفاع التكلفة والخامات والإيجارات، لافتًا إلى أن هناك مبادرات فردية من جانب بعض التجار ولكن لن تلبي احتياجات الأسواق.
يذكر أن وزير التجارة والصناعة، أصدر قرارًا برقم 232 لسنة 2015 بمنع استيراد الموازييك والمعادن والفوانيس المستوردة من الخارج، ورفض دخول أي شحنات منها، اعتبارًا من 5 أبريل من السنة الماضية، وذلك لتوفير العملة الصعبة من جانب، وتشجيع الصناعة المحلية من جانب آخر.