ألقت طهران اليوم القبض على عدد من الأشخاص على خلفية تمزيق وحرق صورة للزعيم الإيراني الراحل الإمام الخميني وخليفته علي خامنئي، في الوقت الذي تعهد فيه المرشح الرئاسي الخاسر المعارض مير حسين موسوي بمواصلة الاحتجاجات ضد الحكومة.

ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء (إسنا) عن المدعي العام عباس جعفري دولت أبادي أنه تم القبض على العديد من الأشخاص الذين شاركوا بالمظاهرات التي شهدت "إهانة" الخميني.

كما نقلت عنه قوله للصحفيين "تم التعرف على الناس الذين كانوا بالمكان (الذي جرى تمزيق صورة الخميني فيه)" مؤكداً أنهم "كلهم في الحجز".

ولم يعط المدعي العام أي تفاصيل بشأن الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، ولكنه قال إن أحد المحتجزين اعترف بالفعل مشيراً إلى أنه من المتوقع أن ترسل قضيته إلى المحكمة سريعاٌ.

وحذر دولت أبادي من أنه لن تكون "هناك رحمة مع من أهان مؤسس الثورة" ولكنه لم يوضح ما هي العقوبات التي سوف تواجههم.

وكان التلفزيون الرسمي قد عرض لقطات لأشخاص، قال إنهم من أنصار المعارضة وهم يمزقون ويطأون بأقدامهم صورة للخميني خلال تجمعات حاشدة لأنصار المعارضة بالسابع من الشهر الجاري.

تشكيك

وشكك موسوي الذي يتزعم التيار الإصلاحي وكان رئيساً للوزراء بعهد الخمينى، فى أن يكون أنصار "الحركة الخضراء" المعارضة قد فعلوا ذلك.

ونفى الطلاب أنصار الحركة الخضراء الذين قاموا بمظاهرات بعدة جامعات في طهران ورفعوا صور الخمينى، تلك الاتهامات قائلين إنها فبركة دعائية من جانب التلفزيون الحكومي.

وحذرت المعارضة في بيان نشر أمس على موقع موسوي أنصارها بتوخي الحذر، ومتابعة التطورات المحتملة في ظل ترتيبات حكومية للقيام بإجراءات "غير تقليدية" للقضاء على الحركة الإصلاحية المناهضة للرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقالت إن الحكومة تقوم بالإعداد لإجراءات انتقامية ضد التيار الإصلاحي بما فيها اعتقال موسوي، محذرة من أنها ستخرج بأعداد كبيرة للاحتجاج إذا ألقي القبض على قادتها.

من جهته دعا موسوي أنصاره لمواصلة الاحتجاج، وقال في بيان نشر اليوم على الإنترنت "إن من حق الناس أن يتساءلوا، ويجب ألا يواجهوا بالعنف". لكنه حثهم على اتباع الأساليب القانونية والسلمية باحتجاجاتهم ومطالبهم "كي لا تكون هناك ذريعة "لأولئك الذين هم ضد الشعب".

تحذير

وتأتي دعوات موسوي بعد يوم من توجيد مرشد الجمهورية علي خامنئي تحذيراً شديد اللهجة للمعارضة، متهماً إياها بانتهاك القانون بإهانتها للخميني ومعتبراً أن تجمعات المعارضة غير قانونية.

وطالب خامنئي السلطات بتحديد هوية "من يقفون وراء إهانة الإمام الخميني". لكنه دعا الشعب إلى التزام الهدوء وإعطاء القضاء فرصة لمعاقبة المخطئين.

بدوره اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن الخطوة الأخيرة التي قامت بها المعارضة تثبت بوضوح أن قادة المعارضة "ضد الدولة وأنهم عملاء لدول أجنبية".

ونقلت  وكالة أنباء العمال الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله "إن أعداء الدولة  الإيرانية غاضبون الآن ويريدون أن ينتقموا من خلال إهانة مقدسات البلاد".