اعتدنا الحديث عن أسطورة "سي السيد" في الماضي، الذي كان يُخضع "أمينة" لسطوة أوامره بالترهيب والإهانة، لكن الزمن ولى وتبدلت أحواله، وأصبحت المرأة تمتلك القوة والشجاعة بدلاً من الغلب وقلة الحيلة، فتمردت على الرجل وسحبت بساط التحكم من تحت قدميه، وأصبحت تدير علاقتها به بقوانينها هي.
المصرية تتفوق عالمياً في "العنف" ضد الرجل
وووفقاً لدراسة نشرت مؤخراً، تبين أن المصريات تفوقن على جميع نساء العالم بضرب أزواجهن، بنسبة تجاوزت الـ 28% من المتزوجات، لكن الأمر لم يتوقف عند الضرب فقط، بل وصل للقتل والتنكيل.
وكان من أبرز قصص العنف الزوجي ضد الرجال، قصة المهندسة التي قتلت زوجها بعد خلاف معه، ووضعته أسفل السرير وغطته بالاسمنت لإخفاء الجريمة، وجريمة أخرى بطلها "20 جنيه" طلبتها الزوجة من زوجها كمصاريف للمنزل، فتعدى علها بالضرب على إثرها، فقامت بطعنه بمقص انتقاما منه أدى لقتله.
مواطنون: المرأة مفترية وزنانة
وعند سؤال المواطنين عن افتراء الزوجة على زوجها، قال "أحمد" أن الزوجة المصرية مقارنة بالزوجات في الوطن العربي الأكثر افتراءً، فيما قالت "شيماء": "أنا ألي شايلة كل مطالب البيت وجوزي ميعرفش حاجة عن البيت يبقى مين آلي مفتري".
وعبر "هاني" عن رأيه في المرأة المصرية بقوله أن الزوجة المصرية تتسبب أحياناً في مشاكل عائلية، وبالتحديد بين زوجها وعائلته، وتابع: "المرأة المصرية معروفة بالافتراء والزن والنكد".
خبراء: الرجل السبب في "توحش" المرأة
وفي السياق، أوضحت دكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز الدولي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المناخ العام أصبح يتسم بالعنف، سواء من جانب المرأة أو ضدها، فلعبت التغيرات المناخية في المجتمع دور فعال في إجبار المرأة على استخدام العنف.
وتابعت: "زمن أمينة وسي السيد انتهي نهائياً"، مرجعة ذلك إلي خروج المرأة إلى سوق العمل واستقلالها ومعرفتها الجيدة بحقوقها، علاوة على المسئولية التي وقعت على عاتقها من تربية الأبناء وأعمال المنزل والعمل.
وأكدت أن مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة انتشر بشكل غير صحيح، موضحة أن المساواة كانت على أساس الحفاظ على الكرامة والحقوق، وليس أعباء الحياة، لافته إلى أن الرجل استغلها إلى صالحه فتواكل عليها في المهام، فأصبحت المرأة متجردة من أنوثتها، و"مخشوشنة"على حد وصفها.
وعند سؤالها عن "افتراء" المرأة المصرية على زوجها، قالت: "لا أظن أن المرأة المصرية مفترية ، ولكن مسئوليات الحياة والعنف الذي قابلته في حياتها هو ما جعلها ترفض الإهانة، والذي فسره المجتمع عل أنه افتراء".
من جانبه، أوضح دكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، أن أغلب الزوجات المصرية تحولن من كائنات لطيفة إلى متوحشة نتيجة لمعاملات الأزواج المستبدة معهم من ضرب وإهانة واستغلال وتواكل عليهم في كثير من المهام.
وتابع" طبيعي جداً عندما يتعدى الراجل علي زوجته، أن تدافع عن نفسها وتقاومه، فاستبداده هنا هو الدافع القوي لتحولها ضده، فلا تعد هنا مفترية بالمعني الحرفي ولكنها ضحية، ولفت إلى أن كثير من الرجال يفضلون النوم في المنزل، وترك زوجاتهن للعمل وتحمل المسئولية، وتظل في نظره جسد للمتعة وبنك للأموال