تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة الجهود لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أنقرة لن تفقد الأمل، رغم ذلك شدد على ضرورة تعزيز علاقات تركيا مع جيرانها، كما دافع عن حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي.
وقال أردوغان في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" بشأن معارضة بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا توسيع الاتحاد إن "بعض الزعماء الأوروبيين يريدون تطبيق القواعد التي لا تتناسب مع قانون الانضمام للاتحاد الأوروبي، وبدؤوا تطبيقها مع تركيا، وهذا غير عادل".
وأشار الزعيم التركي إلى أنه بغض النظر عن عضوية بلاده في الاتحاد أو عدمها "فإننا موجودون فيه، إذ إن هنالك خمسة ملايين تركي في دول الاتحاد الأوروبي حاليا".
وحذر أردوغان من أن الاتحاد سيخسر إن ترك تركيا وراءه لأنها لن تشكل عبئا عليه في حال الانضمام إليه بل ستحمل عنه بعض الحمل.
ورفض الخوض في الإجراءات التي ستتخذها تركيا إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بعدم ضمها، موضحا أن أنقرة ستتخذ قرارها بناء على التصرف الأوروبي، لكنه أشار إلى أن حكومته تجري محادثات حاليا مع رئيس الاتحاد الجديد وعلى وشك الدخول في مرحلة جديدة.
ونفى أردوغان أنه يبذل جهودا ليصبح زعيما للعالم الإسلامي، وأكد أن بلاده بحاجة لتكون أقوى وأن تدفع بعلاقاتها مع جيرانها إلى نقطة إيجابية، وبعدها تقوم بتوسيع دائرة السلام.
أميركا وأفغانستان
وأشار رئيس وزراء تركيا إلى أن بلاده زادت عدد قواتها في أفغانستان في نوفمبر الثاني الماضي إلى 1750 جنديا، لأنها وجدت الأمر ضروريا لمواصلة مساعدتها للمنطقة، نافيا أن تكون أنقرة تلقت حينها أي طلب من واشنطن للقيام بذلك، ومؤكدا أن بلاده اتخذت القرار بنفسها.
وبشأن الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، أشار إلى أن أنقرة وواشنطن بدأتا عملية تحقيق الشراكة النموذجية التي وعد بها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لتركيا.
وقال إن البلدين يتعاونان في قضايا أفغانستان والعراق ولبنان، إضافة إلى العمل معا بشأن البلقان وكوسوفو وكل المناطق التي توجد فيها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف أن بلاده تقف مع الولايات المتحدة خصوصا فيما يتعلق بالشؤون العسكرية، أما سياسيا فهناك أيضا تعاون بين الجانبين من خلال منظمات ولجان دولية مختلفة، وأشار إلى ضرورة تحفيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
الموقف من إيران
وجدد أردوغان دفاعه عن إيران وحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، معتبرا أن الغرب "غير عادل وغير منصف" بحقها، وأضاف "لا يمكنك فرض عقوبات عليها، وفي الوقت عينه تبيع لها الأشياء عبر قنوات مختلفة. إنني لا أعتقد ذلك ممكنا".
وأشار أردوغان إلى أنه "إذا كانت إيران تقول إنها تطوّر محطة للطاقة النووية لغايات سلمية، ويعتبر آخرون أنه لا يمكنها القيام بذلك بل عليها القيام بشيء آخر، فإن ذلك ليس بالأمر النزيه أيضا".
وبخصوص اتهام أرمينيا لتركيا بارتكاب إبادة جماعية بحق الأرمن إبان العهد العثماني، قال أردوغان إن "على أرمينيا أن تسمح بالاطلاع على أرشيفها وتدع المحققين يقومون ببحثهم من أجل التوصل إلى حل للمسألة، لكن أرمينيا لا تقوم بذلك، وبالتالي لا أرضية لديها لاتهام تركيا".
وأشار إلى أن بلاده مدت يد السلام لأرمينيا بغض النظر عن قبولها من عدمه.