الزوجة لمحكمة الأسرة: "خيانة زوجي لي جعلته يظن أن كل النساء خائنات وعاهرات"
"اعتاد الاستيلاء على مالي وجردني من مصوغاتي خوفًا من أن أتركه"
"فوجئت باتصال هاتفي يبلغني باتفاق زوجي مع صديقه لإقامة علاقة معي في وجوده"
في ركن منزوٍ بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، انتظرت الزوجة التي تستعد لمغادرة عامها السابع والثلاثين، ساعة مثولها أمام المحكمين لتلقي على مسامعهم أسباب طلبها الخلع من زوجها، بعد علمها باتفاقه مع شخص تعرف عليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على الإيقاع بها في شباكه وإقامة علاقة غير شرعية معها في وجوده، تلملم الزوجة الثلاثينية خيوط معاناتها، وتتأهب كي تنثرها جميعًا على ميزان عدل المحكمين.
وبصوت مثقل بألم 18 عامًا تبدأ الزوجة الثلاثينية سرد حكايتها للمحكمين: "تزوجته بناء على رغبة أمى، فقد كانت تراه عريسا مناسبا لى، فقد كان ينتمى إلى عائلة ميسورة الحال، تمتلك عقارات وأراضى وأرصدتها في البنوك لاحدود لها، يشغل منصب مدير مالي بشركة كبرى بإحدى الدول العربية، ويقال عنه إنه تقى ورع يخاف الرحمن، ويقيم حدوده، ولا يترك له فرضا، صوام، قوام، حديثه لا يخلو من كلمات الوعظ، وعلامة السجود تعلو جبينيه العريض، لم أكن وقتها قد أكملت عامي التاسع عشر بعد، ولم استطع أن أرد لأهلى أمرا أو أبدى اعتراضى أو حتى رأى فيمن اختاروه لي زوجا وروجوا لمحاسنه".
تعود الزوجة الثلاثينية برأسها إلى الخلف وتغمض عينيها الذهبيتين وهى تقول: "وبالفعل تمت الزيجة سريعا، لأصطدم بعد الزواج بوجه غير الذى اعتاد أن يظهره زوجى للعالمين، وجه فظ غليط القلب، تدينه زائف، يرتكب المعاصى ويبررها بدم بارد، فيشاهد الأفلام الإباحية، ويسيل لعابه على الساقطات، ثم يسجد الى الله ويطلب منه أن يهديه إلى سواء السبيل، يقيم علاقات مع النساء عبر"الفيس بوك"، ويشتكي من أنني اتقاعس عن اداء صلاة الفجر، يشد الأنفاس ليلا ويتلو كتاب الله نهارًا ويسبح بحمده ويستغفره، يتحدث عن حدود الله، ويحذر من أكل حقوق العالمين، ثم يجرد زوجته من مصوغاتها ومالها الذى تجنيه من أعطاء الطلاب دورس خصوصية فى اللغة الإنجليزية، كي تتمكن من الإنفاق على نفسها وصغارها، كان يظن أنه بذلك سيمنعني من الرحيل".
تصمت الزوجة الثلاثينية قليلا، وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها وهي تكمل روايتها: "لم يكن زوجى قاسيا وخائنا فقط بل كان مريض بداء الشك، فقد كان دائما يعبث فى هاتفى وأغراضى، وكان يقول لي: "نفسي أعرف إنتي بتخبي الأرقام الغريبة فين"، يبدو أن خيانته لي جعلته يظن أن كل النساء خائنات وعاهرات، وكان يضربني ضربًا مبرحًا بسبب وبدون سبب، ما زلت أتذكر اليوم الذي قطع فيه جسدى بسلك الهاتف، لمجرد أنه عاد إلى البيت ووجدني أتحدث إلى شقيقتي في الهاتف، ليلتها جثم على صدرى وأخذ يوجه لى اللكمات والصفعات لوجهى، ثم تركنى انزف وأدار لي ظهره ورحل، بعد أن اغلق الباب علي، واستولى على هاتفى حتى لا استنجد بأحد، ولولا أنه نسى أن يفصل خدمة "الإنترنت" عن جهاز الكمبيوتر، لأصبحت اسم على شاهد قبر".
تقبض الزوجة الثلاثينية بيدها على عنقها، ثم تبدأ بتحريك رأسها يمينا ويسارا لتبدو وكأنها تصارع أحد يحاول خنقها: "طلبت الطلاق من زوجى لكنه رفض، فلجأت إلى المحكمة الأسرة وأقمت دعوى طلاق للضرر، كما أقمت دعوى تبدبد منقولات زوجية بعدما علمت ببيعه للشقة والأثاث، لكنى لم أستطع أن اصمد كثيرا أمام طغيانه وكلمات أمي الجارحة، وأهلى الذين كانوا يعاملنى كمذبنة، تسعى إلى خراب بيتها وتشريد أولادها، متناسٍ جسدي الذي انهك من الضرب، وعدت إليه صاغرة، لأعيش معه كالميتة فى بيت تحملت والدتى تكاليف بنائه وتأثيثه، وألعن ضعفي واستسلامي في كل ليلة، وانتظر اليوم الذي تقبض فيه روحي، كي أقف بين يد الله لأشكو له ظلم أهلى لى وتخليهم عن خوفًا من أن أحمل لقب مطلقة، حتى علمت باتفاق زوجي مع شخص تعرف عليه عبر "فيس بوك" على الإيقاع بى وإقامة علاقة معي في وجوده".
يبسط الصمت سيطرته من جديد على السيدة الثلاثينية للحظات، وبنبرة مجروحة تقول:" كل شىء انكشف عن طريق الصدفة، حيث فوجئت ذات اليوم باتصال هاتفى من رجل غريب يخبرنى بأن زوجى اتفق معه أن يوقع بى فى شباكه ويقيم علاقة معى فى وجوده، لم أصدقه كلماته فى البداية، حتى ارسل لى تسجيل صوتى بتفاصيل الاتفاق الذى تم بينه وبين زوجى، وصوته وهو يشرح له مفاتنى ومنحنيات جسدى وعلاقتنا الحميمة، ونبراته وهو يقول بنبرة واثقة:" أنا متأكد إن مراتى مش هتوافق بس حاول معاها"، ونسخة من صورى التى أرسلها له عبر"الإنترنت"، ومحادثات "الفايبر"، وطريقة تعارفهما عبر "فيس بوك".
تنهى الزوجة الثلاثينية حكايتها:"هرعت إلى أهلى، وسردت لهم ما قاله لي ذلك الشخص الغريب، وكالعادة لم يصدقونى، فهاتفت زوجي في حضرتهم، واسمعتهم صوته وضحكاته واستقباله لموافقتى على عرض صديقه بدم بارد، فصمتوا وقبلوا أن أقيم دعوى خلع ضده، ومعي نسخة من تلك التسجيلات الصوتية، لا أعرف أي نوع هذا من الرجال هذا الذي يقبل أن يكشف عن جسد امرأته أمام رجل غريب، وكيف هداه تفكيره لهذا المخطط الشيطاني، ولماذا يفعل هذا بي، ألهذه الدرجة هو رجل بلا نخوة، أم هذه هي طريقته لاختبار إخلاصي ووفائي له".