الخيانة في حقيقة الأمر لا تقتصر على شخص واحد فقط ولا يمكن أبداً أن نقصرها على الرجل دون المرأة ولا امرأة دون رجل خصوصاً أنها تتم برضا الطرفين وموافقتهما، فلا يمكن أن نقول بأن الرجل أكثر خيانة من المرأة والعكس صحيح فالخيانة في الدنيا يكون بطلها رجلاً وامرأة معا.

فالخيانة الزوجية نشأت في بادئ الأمر بسبب خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج بسبب بعض السلبيات أو التأثير الخارجي للثقافات والحضارات، فتؤدي إلي زعزعة نظام الأسر وتفككه وفي كل الحالات الضحايا هم الأولاد.

هذا بالضبط حال هدير التي تزوجت منذ 3 سنوات من طبيب وأنجبت منه ابنتها سارة، وتؤكد بأنها منذ بداية زواجي وأنها تعلم بعلاقات زوجها المتعددة مع النساء، ولكنها تحملت خيانته علي أمل ان يتغير حاله ويقتنع بحبها له. بدأت هدير سرد قصتها من داخل أروقة محكمة الأسرة.

قالت: نشأت في أسرة متحابة، الأب والأم كان شغلهما الشاغل هو سعادتنا اعتقدت أن الحياة جميلة وان كل شخص يخلص لغيره ويفني حياته من أجله كنت مثل أي فتاة أحلم بفارس الأحلام الذي سأكون معه أسرتي الصغيرة كانت أحلامي بسيطة للغاية.. مرت سنوات عمري سريعا والتحقت بالجامعة وعشت خلالها أجمل سنوات حياتي حتي تخرجت في الجامعة وفور تخرجي حاولت ان التحق بأي عمل يناسب شهادتي الجامعية لكن كل محاولاتي باءت بالفشل وخلال هذه الفترة تقدم لخطبتي العديد من شباب العائلة والمنطقة التي أعيش فيها لكني كنت أرفض الارتباط بهم لانني لم أجد الصورة التي كانت في مخيلتي.. وفي أحد الأيام كنت مع صديقاتي في إحدي الكافتيريات لاحظت شابا تابعني بنظرة طوال فترة وجودنا وعقب خروجنا شاهدته مرة أخري يسير خلفنا، فشعرت بأن الفضول يشدني نحوه ظللت أفكر فيه طوال الطريق حتي غاب عن نظري وفي أحد الأيام شاهدته يقف أمام باب العقار الذي أقطن به وبمجرد ان شاهدته شعرت بأن جسدي يرتعش وضربات قلبي تزداد، فجأة وقفت في مكاني فترة وجيزة ثم استجمعت قوتي وبدأت في التحرك وبعد ان بعدت عن بيتي قليلا قام هذا الوسيم بإيقافي والتحدث إلي حيث طلب مني ان أستمع إليه لخمس دقائق فقمت بالإسراع والعودة مرة أخري إلي منزلي.. رويت لوالدتي ما حدث فطالبتني بتوخي الحذر خاصة بعد ما شاهدته في البلاد من إنفلات أمني ومر يومان علي هذا اللقاء وفي اليوم الثالث فوجئت بجارنا يتحدث إلي والدي بأن هناك شاباً يريد التقدم لطلب يدي وتم تحديد موعد وعندما شاهدته حدث لي في بادئ الأمر صدمة وأخبرت والدتي بأن هذا الشاب هو من حاول استيقافي في الشارع للتحدث إليّ.. جلست معه وأخبرني بإعجابه بي منذ ان وقعت عينه علي وبعد فترة وجيزة تمت الخطبة وبدأت في تجهيز عش الزوجية وخلال أشهر قليلة انتقلت إلي بيتي الجديد كانت الأيام الأولي من زواجي من أسعد أيام حياتي علي الإطلاق وبعد مرور شهر من الزواج أخبرني الطبيب بأنني حامل وغمرتني السعادة وشعرت بأن أحلامي كلها تتحقق ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد فترة من زواجي شعرت بتغير زوجي من ناحيتي وابتعاده عني حاولت اكتشاف الأمر، وفتشت في هاتفه الخاص وأوراقه واكتشفت الواقع الأليم مع فتيات كثيرات. ذهبت إلي والدتي وأخبرتها بمأساتي فطلبت مني الصبر علي زوجي ومحاولة الاهتمام به وان أسكت ولا أخبره بما علمته. مرت الأيام وأنا أشعر بالألم والحزن كلما اكتشفت إصراره علي إقامة العلاقات العاطفية مع الفتيات والسيدات وفي النهاية اكتشفت انه علي علاقة بأعز صديقاتي التي كنت أثق فيها وأحبها وأسرد لها كل أسراري، ولكنها استغلت جميع التفاصيل التي سردتها وحاولت التقرب من زوجي، وبالفعل أصبحا علي علاقة آثمة ببعضهما، وهو لم يحترم حبي له، وهي لم تحترم صداقتها لي، قررت الانفصال عنه والابتعاد عن صديقتي، ولكنه طلب مني أن أسامحه وأنه يعترف بأنه أخطأ في حقي، وبالفعل سامحته لحبي الشديد له واستطردت «هدير»: «لاحظت في هذه الفترة أنه تغير بالفعل، وأصبح يهتم بي أكثر مما كان وأنا لم أهمله أبدا، وشعرت بأن الحياة بدأت تبتسم لي لأن زوجي تغير وأصبح إنسانا مخلصا، ولكن فجأة تغير كل شيء رأسا علي عقب عندما علمت بأنه علي علاقة بامرأة أخري، وبدأ يتغيب كثيرا عن المنزل، ويبرر ذلك بأن ذلك لظروف عمله بالمستشفي، ولكني علمت بكذبه، وعندما واجهته بذلك قال لي إنها علاقة عابرة، وأنه لم يقم بالزواج منها، وعندما ثرت عليه قام بالتعدي علي بالضرب والسب، فطلبت منه الطلاق، بعد ان كرهت العيش معه وشعوري بأنه أهدر كرامتي لكنه رفض وطلب مني ان أسامحه وأن أتحمله وبسبب شعوري بالانكسار وخيبة الأمل لجأت إلي محكمة الأسرة ورفعت دعوي خلع ضده وتركت هدير ودموعها تنسال علي خديها ولسان حالها يقول: وماذا سأفعل بعد الخلع..؟ والسؤال لا يجد إجابة!