خرجت لليوم الخامس على التوالى تظاهرات فى مدينة ماديسون عاصمة ولاية ويسكونسين فى الغرب الأوسط الأمريكى، للاحتجاج على مشروع قانون طرحه حاكم الولاية الجمهورى للحد من قوة النقابات العمالية وحقها فى الإضراب.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية البى بى سى، إن تظاهرة مؤيدة لمشروع القانون شارك فيها أعضاء فى حركة "حفلة الشاى" المناهضة لسياسات الإدارة الحالية، إلا أن الجانبين لم يصطدما ببعضهما بل اكتفيا بتبادل الهتافات والشتائم.
وكانت التظاهرات التى جرت فى الأيام الخمسة الماضية، قد شارك فيها الآلاف من الموظفين والعمال والطلبة، وذلك للاحتجاج على مشروع القانون الذى طرحه الحاكم الجمهورى سكوت ووكر، والذى يقول مؤيدوه إنه ضرورى للحد من الإنفاق العام، بينما يقول مناوؤوه إنه سيكسر ظهر الحركة النقابية فى الولاية.
وقد تمكن الجانبان، مؤيدو مشروع القانون ومعارضوه، من جذب الآلاف من مؤيديهم إلى مقر الحاكمية، ولكن عدد المعارضين كان أكبر من المؤيدين بعدة أضعاف.
وقالت البى بى سى، أصبحت ولاية ويسكونسين خط التماس فى الصراع الذى يعتمل فى الولايات المتحدة، والذى يهدف إلى خفض الأجور والحوافز والحقوق النقابية التى يتمتع بها الموظفون الحكوميون. فلو نجح الجمهوريون، الذين يتمتعون بأغلبية فى مجلس الولاية، فى مسعاهم، سيصبحون قدوة للولايات الأخرى التى ستتشجع لاتخاذ خطوات مماثلة بحق موظفيها وعمالها.
وقال المواطن الأمريكى جيم شنايدر: "المصريون مثلنا الأكبر"، وقد طاف معارضو مشروع القانون حول مقر الحاكمية مرددين شعار "اقتلوا مشروع القانون"، بينما ردد مؤيدوه من أنصار "حفلة الشاى": "أعيدوهم كلهم" فى إشارة إلى أعضاء مجلس الولاية من الحزب الديمقراطى الذين فروا إلى ولاية الينوى المجاورة لحرمان الأغلبية الجمهورية من النصاب الضرورى لتمرير القانون.
وكان بين مؤيدى مشروع القانون "جو السباك" الذى اشتهر إبان الحملة الرئاسية الأخيرة، الذى قال: "لا تستحق النقابات شيئاً. لا تستحقون شيئاً، فعليكم العمل من أجل أنفسكم".
أما معارض مشروع القانون جيم شنايدر البالغ من العمر (69 عاما) فقد حمل لافتة عليها صورة لحاكم الولاية، الذى رفض التفاوض مع النقابات، وإلى جانبها سؤال: "حسنى مبارك؟".
وقال شنايدرن وهو مدرس متقاعد: "المصريون مثلنا الأكبر. إن ما سيحدث هنا سيكون مهما جدا بالنسبة لما سيحدث فى الولايات الأمريكية الأخرى، تماما كما كان الأمر مع مصر التى ألهمت ثورتها العديد من الثورات فى الشرق الأوسط".
يذكر أن ولاية ويسكونسين تواجه عجزاً فى ميزانيتها سيبلغ 3,6 مليار دولار فى السنتين المقبلتين، ويقول حاكم الولاية إن مشروع قانون النقابات سيوفر مبلغ 300 مليون دولار فى الفترة ذاتها.