يواجه مواطنو محافظة سوهاج، الذين يعانون من الأمراض الصدرية، أزمة كبيرة، مع قرار مديرية الصحة بالمحافظة بهدم المستشفى الوحيدة في المحافظة لمثل هذه النوعية من الأمراض، من أجل إعادة بنائها مرة أخرى، ونقل المرضى إلى أحد أدوار مستشفى سوهاج العام.
ويشغل مستشفى الصدر مساحة 5 أفدنة، ويحتوي على 4 مبانٍ مستقلة، يخدم أهالي سوهاج من جميع أنحاء المحافظة وبعض قرى قنا؛ لأنه المستشفى الوحيد في سوهاج المتخصص في التعامل مع الأمراض الصدرية المعدية التي تنتشر بسرعة، مثل حالات الدرن الرئوي، وأنفلونزا الخنازير، والطيور، والأنفلونزا الموسمية والمستجدة، ومصمم بمواصفات قياسية فنية، تسمح بتجدد الهواء في المبني وتحيط به حديقة شجرية من جميع الجهات، لضمان عدم انتشار الأمراض المعدية، كما أنه يعتبر مصحة عزل المرضى الوحيدة في سوهاج، في حالة انتشار الأمراض والأوبئة سريعة الانتشار.
وقرر مسؤولو الصحة بالمحافظة، هدم المستشفى لإعادة بنائها، ونقل المستشفى إلى أحد أدوار مستشفى سوهاج العام، ما يهدد بكارثة صحية، حذر منها أطباء المستشفى، الذين أكدوا سهولة انتشار عدوي الأمراض والأوبئة، في حالة اختلاط مرضى الأمراض الصدرية سريعة الانتشار بغيرهم من المرضى، وهي الفكرة التي قامت علي أساسها المستشفيات المتخصصة في الأمراض الصدرية، لعزلهم عن باقي المرضى في المستشفيات غير المتخصصة.
وأكد عدد من أطباء المستشفى، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أن المستشفى يضم حاليًا 10 حالات لمرضى مصابين بالدرن، و4 حالات اشتباه في أنفلونزا الخنازير، وحالة اشتباه في أنفلونزا الطيور، بالإضافة إلى تردد عشرات الحالات من المصابين بالدرن الإيجابي لتلقي العلاج، ومئات الحالات من المصابين بالربو، والأمراض الصدرية الأخرى.
وأضافوا، أن مديرية الصحة نبهت على المرضى وذويهم بضرورة إخلاء المستشفى خلال ساعات، لتسليم المبنى للشركة التي تتولى هدمه، مما أدي إلي تجمهر أهالي المرضى، صباح اليوم الثلاثاء، رافضين تنفيذ قرار الإخلاء لعدم مقدرتهم على توفير نفقات العلاج خارج المستشفى، وكذلك عدم وجود مستشفى صدر متخصص آخر في سوهاج.
ولمنع هذه الكارثة قدم الأطباء العاملون بالمستشفى اقتراحًا باستمرار العمل في مباني المستشفى الثلاثة الأخرى ونقل جميع المرضى والأسرة، والأجهزة إليها، وتسليم المبنى الصادر بشأنه قرار إزالة لهدمه وإعادة بنائه لضمان استمرار المستشفى في تقديم خدماته الطبية للمرضى، وعدم القضاء عليه، وتعريض حياة المرضى في المستشفيات العامة للخطر في حالة اختلاطهم بمرضى الأوبئة الصدرية المعدية المحجوزين بالمستشفى.
كما نبه أطباء المستشفى إلى وجود أجهزة ومعامل يستحيل نقلها من أماكنها بالمستشفى لمكان آخر، وإلا تعرضت للتلف، فهناك 3 أجهزة أشعة حديثة، تم توريدها للمستشفى مؤخرًا، ضمن المشروع المصري السويسري للأشعة، وهناك جهاز أشعة جموعي بالسيارة ، هو الوحيد من نوعه بمحافظة سوهاج، وهو معد لعمل مسح جماعي لقطاع كبير، كالمدارس والقرى وأماكن التجمعات المزدحمة، وكذلك هناك جهاز أشعة تليفزيونية لتشخيص حالات الانسكابات البللورية حول الرئة.

من ناحيتهم، استنجد مرضى المستشفى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أحمد عماد، وزير الصحة بالتصدي لهذه العشوائية، والنظر لهم بعين الرحمة، وإنصافهم والإبقاء على المستشفى الوحيد بسوهاج المتخصص في علاج أوبئة الصدر والجهاز التنفسي، والمستشفى الوحيد المتخصص لمكافحة أمراض الدرن والربو والأنفلونزا الموسمية.
وأكد المرضى أنهم في حالة إجبارهم على إخلاء المستشفى، لن يستطيعوا تدبير نفقات العلاج في الخارج، كما أن المستشفيات العامة لن تستطيع توفير العلاج المتخصص الذي يجدونه في المستشفى، ولن يصبح أمامهم سوى الاستسلام للموت بعد أن تخلت وزارة الصحة عنهم