حسرات...
بقلم/اسامة ابوزيد
كانت فائقة الحسن والانوثة. لا تعبأ بأحد في ذهابها أو إيابها. لا تعير عبارات الغزل التي تحاصرها اثناء سيرها أدنى اهتمام. تمضي شامخة، عالية الرأس، كأن الحياة لم تنجب سواها. تنشر فتنتها اينما تحل. أما هو فكان يشعر بالفخر والنشوة عندما يسير الى جوارها متأبطا ذراعها. تغمره السعادة لامتلاكه كل هذا السحر والجمال.
وتمضي الاعوام، ويتسلل الشيب الى الشعر الاسود الحالك المنسدل، ويترهل الجسد الممشوق، وتغزو تجاعيد ثقيلة الوجه المشرق المضيء. مازالت جميلة لكنها لم تعد فاتنة كالسابق. لم تعد العيون تلتهمها. ولم تعد عبارات الغزل تحاصرها او تلاحقها. تضاءل زهوها. راحت تكثر التلفت بعصبية حولها. لم يعد طاووسا اذا سار الى جوارها. صار يتحسر عندما يخرجان سويا فيلتقي في الطريق فاتنة ممشوقة تسرع الخطا دون ان تعبأ بأحد. كانت تتلظى بالحسرات عندما تلمحه يختلس النظر اليها...