في دراسة جديدة أجريت تحت إشراف الحكومة الأمريكية، ظهرت ضرورة خفض ضغط الدم إلى معدلات أقل مما كان يعتقد، حيث كان المستهدف عادة هو أن يكون ضغط الدم الانقباضي 140 وأن يكون الانبساطي 90. وكان عدم التوافق على هذين الرقمين هو الدافع الرئيسي لإجراء هذه الدراسة. وقد تسهم نتائج هذه الدراسة في تغيير أساليب العلاج والممارسات الطبية المتبعة.

شملت الدراسة 9300 مريض وجرت على مدى خمس سنوات على مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم وتوقفت الدراسة بعد نحو عامين من بدايتها بعد أن لاحظ مراقبون مستقلون الفوائد الجمة المتعلقة بتجنب الوفاة وعوامل الخطر الأخرى.
وقورنت النتائج المبدئية بين مرضى تم خفض ضغط الدم لديهم إلى ما دون 120 لضغط الدم الانقباضي وبين مرضى يصل لديهم هذا الرقم الى 140 وأعلنت النتائج في سبتمبر/ أيلول الماضي، أي بعد شهر من وقف الدراسة وكشفت تفاصيل الدراسة خلال المؤتمر عن فوائد خفض ضغط الدم الانقباضي.

وقال مارك فيفر من مستشفى النساء في بوسطن الذي طرح نتائج الدراسة: "أعتقد أنه إنجاز كبير"، وقال إنه يتعين تعديل الإرشادات العلاجية وفقا لهذه النتائج.

وقال الباحثون إنه عند اتباع هذا الأسلوب تراجعت الأزمات القلبية بنسبة 38 في المائة وقلت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 43 في المئة. كانت نتائج سابقة قد أشارت إلى أن خفض الضغط الانقباضي إلى ما دون 120 أدت إلى تراجع الأزمات القلبية والسكتات الدماغية مجتمعة بواقع الثلث فيما قلت مخاطر الوفاة بواقع الربع.

لكن يبدو أن لهذه النتائج التي طرحت أمس الاثنين بعض الآثار الجانبية المزعجة المحتملة التي قال الباحثون إنها في حاجة لمزيد من التحليل لكنهم توصلوا إلى أن الفوائد تتجاوز الأضرار. ومن بين الآثار الجانبية لخفض ضغط الدم الإغماء وتأرجح نسب الموائع الالكتروليكية وخلل وظائف الكلى. ومن المتوقع أن تثير هذه النتائج جدلا حادا بشأن تغيير طرق وأساليب علاج ارتفاع ضغط الدم.