وسط أجواء من الخوف والحذر سادت المدارس والمستشفيات والجامعات أيضا، حاولت الوزارات المعنية مواجهة الإصابات المتلاحقة بإنفلونزا الخنازير بإجراءات على أكثر من صعيد. وفي الوقت الذي تضاربت فيه التصريحات بين مسؤولي وزارتي الصحة والتربية، والقيادات المختلفة داخل كل وزارة منهما حول صحة انتشار إنفلونزا الخنازير بين الطلبة، فرض الحديث حول انتشار الفيروس نفسه على الساحة المحلية، لاسيما بعد الإعلان الرسمي عن إصابة 4 حالات جديدة في المدارس، ووصول المرض إلى الساحة الجامعية، بتوارد أخبار عن إصابة أستاذة جامعية.ورغم حالة الهلع التي تنتاب الأهالي وارتفاع حيرتهم خوفا على أبنائهم، وأمام قطار الاختبارات الذي لا يتوقف في المراحل التعليمية المختلفة، يقف أولياء الأمور أمام الحالة الضبابية التي تفرض نفسها في تعامل الجهات المعنية مع ما يثار من أخبار، ومما يؤكد ذلك أنه في الوقت الذي تشجعت فيه أمانة جامعة الكويت بإعلانها أنها تلقت اصابة بإنفلونزا الخنازير في كلية العلوم الاجتماعية بالشويخ لأحد أعضاء هيئة التدريس والتي تعتبر الحالة الأولى التي تسجل في الجامعة، نفى عميد الكلية بالتكليف د.حمود القشعان ما تم تداوله عن هذا الأمر، مؤكدا عدم وصول أي حالات بها إنفلونزا الخنازير بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية، وانهم لم يصلهم أي شيء رسمي حتى من «الصحة الوقائية».على الساحة التربوية، كان أول تصريح عن وجود المرض بين طلبة المدارس على لسان الوزير د.بدر العيسى، حيث أعلن عن اكتشاف 4 حالات إنفلونزا الخنازير في عدد من المدارس الحكومية في منطقتي حولي والعديلية لافتا إلى اتخاذ إجراءات احترازية بالتعاون مع وزارة الصحة.وفي رده على سؤال حول التباين بين تصريحات مسؤولي «التربية» و«الصحة»، حيث أعلنت الأولى عن وجود حالات فيما تصر «الصحة» على وجود حالات اشتباه فقط، لفت د.العيسى إلى ان وزارة الصحة هي الأصح لأن لديها الأطباء والمختبرات التي تعطي النتائج الصحيحة للتحاليل، مشيرا إلى أن التشابه بين أعراض الإنفلونزا العادية والخنازير تؤدي إلى اللغط في التشخيص نظريا، إذ أن التشخيص الفعلي لا يحسم إلا بتحليل الدم وأضاف أن نتائج التحاليل للحالات التي تم رصدها في المدارس لم تصل حتى الآن إلى وزارة التربية.