قتل شخص في اشتباكات بين الشرطة التركية وآلاف المتظاهرين الأكراد في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا.
وكان نحو 15 ألف شخص تظاهروا في شوارع المدينة ذات الأغلبية الكردية احتجاجا على ظروف اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في جزيرة إيمرالي، ورشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وقذفوا مقرا لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالحجارة الكبيرة.
كما خرج آلاف الأكراد في تظاهرات مماثلة في مدن سيرت وماردين وبطمان وهكارى المجاورة.
وذكرت مصادر طبية وأمنية أن طالبا جامعيا قتل بالرصاص في حرم جامعة ديكل، لكن لم يتضح من المسؤول عن قتله. كما جرح عدد من رجال الشرطة.
وتأتي هذه التظاهرات عقب رسالة من الزعيم الكردي نشرتها صحيفة النهار اللبنانية اليوم قال فيها إنه يعيش شبه غائب عن الوعي وشبه ميت في زنزانته الجديدة التي نقل إليها يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولفت إلى أن مشاكله الصحية مستمرة لا سيما المتعلقة بالجهاز التنفسي جراء نظام التهوية، وأشار إلى أنه يتحمل منذ 11 عاما ولولا عقيدته القوية لدخل في محاولات انتحارية.
ووصف أوجلان زنزانته الجديدة وتقسيماتها، وشبهها بـ"حفرة الموت"، معتبرا أن نقله إليها بمثابة "انقلاب".
وحذر من أنه قد يموت في أي لحظة، وأن موته "سيكون له تأثير كبير، وستحدث الفوضى، كما ستظهر سياقات دموية جدا وفوضى كبيرة" على حد قوله.
وقال إن تركيا ليست المسؤول الأساسي عن الإتيان به إليها والاحتفاظ به تحت هذه الظروف، "فكل من إنجلترا وأميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي خلف هذا الأمر، إضافة إلى استغلال الدولة اليونانية لصداقتنا".
وأضاف قائلا "وفي الحقيقة الولايات المتحدة هي التي أتت بي إلى هنا. أحد المسؤولين الأميركيين أوصلني إلى هنا وسلمني إلى تركيا، وتحددت المهمة التي كُلّفت نها تركيا بأن تكون سجانا وحارسا لي".
وكانت التوترات تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية في جنوب شرق تركيا تزامنا مع استعداد حزب المجتمع الديمقراطي لجلسة استماع في الثامن من الشهر الجاري في قضية تهدف إلى حظره بدعوى صلته بجماعة انفصالية كردية محظورة.
ومن المحتمل أن تشعل هذه القضية توترات عرقية في المنطقة التي سبق أن أودت أعمال العنف فيها بحياة أربعين ألف شخص منذ 1984 عندما حمل حزب العمال الكردستاني السلاح لإقامة دولة للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وحظرت السلطات التركية جميع الأحزاب المؤيدة للأكراد التي سبقت حزب المجتمع الديمقراطي في قضايا مماثلة فيما عدا حزب واحد هو حزب السلام والديمقراطية ذو النفوذ المحدود وغير الممثل في البرلمان.