استوعبت أسواق النفط العالمية التداعيات التي اسفرت عن تراجع الاسعار بسبب عدة عوامل مختلفة منها فنية وجيوسياسية وعادت مرة اخرى للارتفاع في توجه جديد سيقود نحو مزيد من الاستقرار. وخلال الاسبوع الماضي بلغ متوسط سعر سلة أوبيك 77.18 دولارا للبرميل طبقا لموقع المنظمة على الانترنت وهو سعر يعبر عن حالة التوازن بين العوامل الداعمة للاسعار ونظيرتها الدافعة لانخفاضها كما انه يظل ضمن النظاق المستهدف الذي طالما عبرت عنه دول أوبيك والواقع بين 70 و80 دولارا للبرميل.

وكان احد اسباب استقرار اسعار النفط العالمية اعلان شركة دبي العالمية الاثنين الماضي عن خطتها لاعادة ديون هيكلتها تقدر بـ 26 مليار دولار وهو ما ساهم في دفع اسواق المال العالمية الى التخلص من التأثير السلبي الذي سيطر عليها في بداية الازمة حيث عادت من جديد للارتفاع.

وقال الخبير الاقتصادي جاسم السعدون ان ازمة دبي كانت اصغر من ان تؤثر في الاقتصاد العالمي مستدركا بانه في الازمات لا يمكن تدارك الاثر النفسي الذي جعل الاسواق العالمية تتراجع في اول رد فعل لها ثم تعود من جديد للارتفاع مع توتر الاخبار الايجابية.

وتوقع السعدون ان «تبقى اسعار النفط خلال العام المقبل في مستوى 70 و90 دولارا للبرميل وهذه هي المنطقة المريحة لدول المنطقة حيث توفر لها فائضا ماليا يمكنها من تمويل نفقاتها العامة التي تعد عصب الاقتصاد في هذه الدول». واشار الى ان دول المنطقة ستحظى بنمو ايجابي خلال العام المقبل بما فيها الامارات وحول اوضاع الاقتصاد العالمي التي تؤثر بدورها على الطلب على النفط اوضح السعدون ان النمو في الاقتصاد العالمي سيكون ايجابيا خلال العام المقبل 2010، مشيرا الى ان ذلك لا يمنع من امكانية وجود بعض العثرات في الاقتصادات الرئيسية في العالم.

وافاد بان اهم هذه العثرات يمكن ان تنتج في اوروبا من دول مثل اليونان والمجر ودول البلطيق وفي اسيا يمكن ان تحدث في كل من الصين والهند اللتين لديهما فقاعات في الاصول يمكن ان تنفجر في أي لحظة.

وعلى المستوى الأميركي اشار السعدون الى ان الولايات المتحدة تواجه عجزا كبيرا في الموازنة العامة قدره 1.5 ترليون دولار كما انها تواجه مستوى مرتفعا من الدين وكلاهما لا يمكن احتماله على المديين المتوسط والطويل.

وحول استمرار ارتفاع معدلات البطالة في الاقتصادات الغربية في أميركا واوروبا قال السعدون ان تحسن معدلات البطالة يكون عادة بعد تعافي الاقتصاد بعام تقريبا حيث يتشجع المستثمرون لرفع انتاجهم وتشغيل عمالة اضافية مشيرا الى ان كل التوقعات تؤكد استمرار البطالة على حالها حتى منتصف عام 2010.

من جانبه قال الخبير النفطي موسى معرفي ان الوضع الحالي لاسعار النفط مريح وحتى تذبذباتها تظل في النطاق «المريح» لجميع الاطراف المنتجة والمستهلكة على حد سواء، مشيرا الى ان تصريحات وزراء أوپيك الاخيرة كانت مطمئنة ومعبرة عن ارتياح للوضع الحالي.

وتوقع معرفي الا تحدث تغيرات كبرى في اسعار النفط من الان وحتى نهاية الربع الاول من العام المقبل 2010 اذا اتفقت أوبيك في اجتماعها المقبل في 22 ديسمبر الجاري في انجولا على بقاء الانتاج الحالي دون تغيير.

وقال ان مستوى الاسعار يمكن ان يصل الـ 85 دولارا للبرميل كحد اقصى لكنه خلال الفترة المذكورة سيظل يحوم حول سقف الثمانين دولارا للبرميل.

وتوقع الخبير النفطي د.خالد بودي ان تظل الاسعار في حالة استقرار حول مستوى 80 دولارا للبرميل اذا لم يكن هناك تغيير في مستويات انتاج أوبيك.

النعيمي لا يتوقع تغييراً في إنتاج «أوبيك»

قال وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريحات ان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيك) لن تغير مستويات الإنتاج المستهدفة في اجتماعها الوزاري في أواخر هذا الشهر. وفي ظل أسعار النفط التي تحوم حول 75 دولارا للبرميل. قال العديد من وزراء النفط في «أوپيك» انه ليس هناك حاجة لدول المنظمة لتغيير مستويات انتاجها النفطي في الاجتماع المقرر عقده في 22 ديسمبر. على صعيد متصل، قال مندوب خليجي بمنظمة أوبيك ان من غير المرجح ان تعدل المنظمة من مستوى الإمدادات المستهدف خلال اجتماعها هذا الشهر قائلا ان أسعار النفط في مستوى معقول بالنسبة للمنتجين والمستهلكين. وقال المندوب «من غير المرجح مع وضع جميع العوامل في الاعتبار ان تحدث أوپيك تغييرا في سياسة الإنتاج في اجتماعها القادم في أنغولا غير ان القرار النهائي سيتخذه الوزراء حين يجتمعون.