شكرا معلمّي الوافد فلك الفضل بعد الله تعالى في أن أخرجتنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم.

شكرا أيها الطبيب الوافد الذي ربما لا يوجد فرد من عائلتنا إلا ووقف بين يديك يوما كي تصف له العلاج الشافي.

شكرا أيها العالم الوافد يا من فقّهت الناس بأمور دينهم، وأجبت عما حارت عن معرفة إجابته عقولهم.

شكرا أيها الإمام الوافد يا من تؤم الناس في صلاتهم، ولولاك لبقيت الكثير من المساجد بلا إمام راتب تنتظم بوجوده إقامة الصلاة.

شكرا يا عامل المخبز، شكرا يا فني الكهرباء، شكرا أيها الميكانيكي.

شكرا أيها السائق الأمين يا من خففت العبء عن رب الأسرة في التوصيل، شكرا أيتها الخادمة يا من رفعت الكاهل عن ربات البيوت، خصصوصا مع خروج الكثير منهن في هذا الزمن إلى الوظائف والأعمال.

شكرا يا عامل النظافة يا من تقوم كل يوم برفع القمامة من أمام منازلنا، ولولاك لتكدّست ولانتشرت الأمراض والأوبئة.

لو أردت أن أعدّد فضل كثير من الوافدين الشرفاء في بلادنا لربما لن تتسع صفحة كاملة للانتهاء منها.

الوافدون في بلادنا قدموا بعقود عمل، من أجل كسب اللقمة الحلال، وبعضهم من طول بقائه فيها يعتبر الكويت بلده الأول، ولو ذهب إلى بلده الأصلي لكان غريبا فيه.

الوافدون هم ضيوف بيننا، والضيف لا بد من إكرامه، إن كانوا مسلمين فحقوق الأخوة الإسلامية، وإن كانوا غير مسلمين فيدخلون في المعاهدين وأهل الذمة.

العامل الوافد يحتاج للإنصاف، وقد أُمرنا في الإسلام أن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه.

ومع دعوتنا إلى إكرام الوافدين الذين يعيشون بيننا إلا أننا لا بد وأن نشير إلى مشكلة الأعداد الكبيرة المتواجدة على أرض الكويت حتى تجاوزت أضعاف المواطنين، وهذه أعداد بلا شك لها أضرارها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، والسؤال الذي يطرح نفسه: من المتسبب في ذلك؟

أليس السبب هو جشع تجار الإقامات الذين لم يجدوا من يردعهم؟

إن العامل الذي يأتي إلى الكويت بعقد عمل- وربما دفع المئات من الدنانير من أجل الإقامة- ويعتقد بأنه سيجد وظيفة يكسب رزقه من خلالها ويعيل أسرته التي فارقها، يصدم بأن الشركة التي تعاقد معها وهمية، ويفاجأ بطرد صاحب الشركة له في الشارع، والطلب منه البحث عن العمل في مكان آخر، وإن وجد كفيلا آخر فلا يحوّل له الإقامة إلا بدفع مبلغ جديد! فماذا تتوقعون من العامل أن يفعل؟

ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له... إياك إياك أن تبتلّ بالماء.

إن وجود هذه الأعداد الكبيرة بلا عمل نتج عنها الكثير من المشاكل، ولعل المشاجرات إحداها، ونحن نرحب بالوافدين في بلادنا بلاد الخير وإكرام الضيف، نرحب بهم معززين مكرمين، وندعوهم إلى التزام قوانين البلاد وعدم مخالفتها، والابتعاد عن المشاجرات والتقاتل، وإلى سعة الصدر، والعفو عند المقدرة.

نرحب بهم ونتمنى أن لا يقعوا في مخالفات تلجأ الدولة معها إلى إخراجهم منها، حفظا على أمنها واستقرارها وأمن من يعيش على أرضها.

أخيرا لا بد من التفريق بين الوافد الذي له فضل سابق، والمحترِم لقوانين البلد ونُظُمها، وبين من لا يحترم تلك القوانين ويسعى لتجاوزها ومخالفتها.
الرأي