كثرت في الآونة الاخيرة التوقعات حول غرق الارض بالعتمة جراء تغيرات تشهدها الشمس, في وقت نشر العديد من المواقع الالكترونية ان 15 يوما من الظلام ستمر فيها الارض بين الخامس عشر والثلاثين من الشهر الجاري, واستند الجميع في ذلك الى دراسة نسبت لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التي لم تؤكدها او تنفها, الا ان سلسلة العواصف الشمسية التي بدأت الاسبوع الماضي, ويتوقع العلماء ان تستمر حتى مايو المقبل, اثرت على بعض مناطق العالم ولا سيما القطبية منها, ولهذا باتت المخاوف من العواصف الشمسية اكثر من ذي قبل لا سيما ان واحدة منها عطلت اول من امس رادارات مطارات في جنوب السويد ما تسبب بارباك حركة الملاحة الجوية فيها, ووفقا لما اعلنته سلطات الطيران المدني هناك, ونقلت وكالة” أ ف ب” عن المتحدث باسمها ان “عواصف شمسية اثرت على المجالات المغناطيسية الارضية, مسببة خللا في عمل الرادارات المستخدمة في تنظيم حركة الملاحة الجوية, ما اضطرنا الى اغلاق المجال الجوي, الامر الذي ادى الى تأخير اقلاع الطائرات, أما الطائرات التي كانت تحلق بالقرب من المطارات فقد سمح لها بالهبوط, واستمر هذا الاضطراب نحو الساعة, ثم استؤنفت الحركة بشكل تدريجي”. هذا الحدث يتوقع ان يتكرر في العام 2022 بعنف اكبر حين تضرب عاصفة شمسية الكرة الأرضية وسط مخاوف من أن تقضي على معالم حضارتنا الحالية القائمة على التكنولوجيا. واستنادا لما نشرته صحيفة”ايلاف” الالكترونية فان البيت الأبيض الاميركي يبحث في خطة لمواجهة هذا الخطر الداهم, الذي قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن العالم كله لأشهر عدة. وكانت آخر عاصفة شمسية قوية قد ضربت الأرض في العام ,1859 وما تزال تعتبر الأعنف على مدى خمسمئة عام, وأدت إلى تفجير خطوط التلغراف, واشتعال النار في عدد من المكاتب, كما تسببت في انقطاع الطاقة الكهربائية في أوروبا وأميركا الشمالية. وكان باحثون من أكاديمية العلوم الأميركية الوطنية قد توقعوا في العام 2008 أن تصل تكلفة مثل هذه الضربة القوية في الولايات المتحدة وحدها إلى 2.6 تريليون دولار. وقال المستشار في الأحوال الجوية في الفضاء جون كابينمان, لمجلة “جزمودو” الاميركية المتخصصة بعلوم التكنولوجيا:”إن العاصفة المتوقعة قد تكون أقسى كارثة طبيعية يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة ومناطق كبرى في العالم”. كما أقر مساعد الرئيس لشؤون العلوم والتكنولوجيا في مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا الاميركي جون هولدرن ب¯”أن العواصف الشمسية تمثل تحديًا ضخمًا, قد تكون له آثار كبيرة جدًا على الاقتصاد وعلى المجتمع”. هذا وقد وضعت السلطات الاميركية المعنية ستراتيجية ستركز على تهيئة الولايات المتحدة لمثل هذه الكارثة المحتملة, وتحديد حجم الخطر وقياسه, ومن أهم المخاطر الحالية في مجال دراسة الأحوال الجوية في الفضاء هو أن آليات التوقع الحالية لا يمكنها معرفة ما سيحدث إلا قبل وقوع الحدث بفترة تتراوح بين 15 إلى 60 دقيقة, وفي الخطة الجديدة سيتم إطلاق أقمار اصطناعية جديدة إلى الفضاء, وتطوير تكنولوجيات جديدة على الأرض, لتحسين القدرة على التوقع. على اي حال ان غدا لناظره قريب فالخامس عشر من الشهر الجاري لم يعد بعيدا, واذا اظلمت الارض 15 يوما في ظاهرة لم تحدث منذ نحو مليون عام, عندها يمكن للمرء ان يبدأ التفكير جديا بما ستكون عليه الحال بعد سبع سنوات.