سافر أحمد عاطف، إلى دولة الكويت منذ عام ونصف تقريبا، بحثا عن لقمة العيش وفرصة عمل، لم توفرها له بلاده، لكن القدر أراد له أن يعود جثة هامدة بعد مشاجرة ربما لم يكن طرفا فيها، كانت بالأساس دفاعا عن كرامته وكرامة المصريين من زملائه في العمل، وقد حاول شباب لا هم لهم سوى البحث عن المشكلات أن يعبثوا بهذه الكرامة.
كان عاطف، البالغ من العمر 25 عاما، قد سافر إلى الكويت بداية 2014، بعد أن تعب من كثرة البحث عن لقمة عيش في بلاده تصون كرامته، ورغم توسط الحال إلا أنه حاول أن يجمع مبلغ 35 ألف جنيه، للحصول على فيزا حره لدخول دولة الكويت، لم يكن يعلم وقتها أنه يشتري موته.
أخر من علم بوفاة عاطف، كانت أمه البالغة من العمر 65 عاما، وذلك بعد وفاة ابيه منذ عدة أعوام، لم يستطع أشقائه أن يبوحوا لها بالأمر الجلل، الذي قد يقضي عليها، بل إنهم حاولوا مصارحتها، بأن هناك مشاجرة كان أحمد طرفا فيها، وأصيب إثر ذلك كنوع من تخفيف وقع الصدمة، لكنها فوجئت بترتيبات العزاء وحدثها قلبها الذي باح لها بالسر، الذي حاول أهله إخفائه عنها.
ينتمي عاطف لعائلة من الأسر المتوسطة، يتنوع مستواها المادي ولم يتزوج عاطف، رغم أنه كان يستعد لذلك لكي يفرح والدته وساعده أشقائه في تجهيز شقة الزوجية في مدينة أسيوط، التي تبعد عن قريته أكثر من 100 كم، وذلك في انتظار قدومه نهاية العام المقبل لكي يتزوج ويفرح أمه.
امتاز عاطف بين شباب أهل القرية، بأنه حسن الخلق والطلعة متدين لا يفوته فرض من فروض الصلاة، هكذا كان تعليق كل أصدقائه، بل أكدوا أنه كان يستعد لاستقبال الموت فراح شهيدا.
تخرج عاطف من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة سوهاج، منذ 4 أعوام، ولم يكن راغبا في السفر كبقية أبناء القرية بل حاول البحث عن عمل في مدينة أسيوط، وابتعد أكثر من ذلك بالبحث في القاهرة، لكن الظروف التي تمر بها البلاد من عدم استقرار للوضع الاقتصادي، دفعته للتفكير في الغربة، رغم أنه كان يقول أنه لا يستطيع البعد عن والدته، التي ارتبط بها كثيرا وسافر إلى الكويت واستطاع أصدقائه توفير فرصة عمل له في محل لبيع الأجهزة الكهربائية في العاصمة الكويتية، بأحد المجمعات الشهيرة.