شهدت الكويت صباح أمس، هطول أمطار غزيرة مفاجئة، مصحوبة بالعواصف الرعدية والصواعق، ومسبوقة بعاصفة رملية قوية ناتجة عن التيارات الهابطة المُصاحبة للسُحب الرعدية.
وأحدثت العاصفة الرعدية التي لم تتجاوز فترة تأثيرها الساعة الواحدة أضراراً واسعة في الممتلكات العامة والخاصة، حيثُ تسببت الرياح القوية بتطاير المظلات وأسقف «الزينكو» ولوحات المحال التجارية.
وشهدت الطرق حالة من الإرباك الشديد بحركة السير نتيجة الارتفاع الكبير بمنسوب المياه.
وأكدت وزارة الأشغال العامة أن فرق الطوارئ التابعة لها منتشرة في جميع المناطق بالمحافظات الست للتعامل مع كل الحوادث والحالات وعلى مدار الساعة.
وقال الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتنمية والناطق الرسمي للوزارة م.عبدالمحسن العنزي إن الوزارة تعاملت مع نحو 100 شكوى في الساعات الأولى من صباح أمس، مع هطول الأمطار الغزيرة المصاحبة بالرياح، ما أدى الى تساقط بعض أغصان الأشجار وجرف بعض المخلفات التي تسببت بتكسير مناهيل تصريف الأمطار وتعاملت معها فرق طوارئ «الأشغال» المنتشرة في المحافظات الست.
وأضاف العنزي أن «الأشغال» ممثلة بقطاع هندسة الصيانة وقطاع الهندسة الصحية استنفرت جميع فرق الطوارئ من أجل التعامل مع أي طارئ وعلى مدار الساعة.
وبين أن تجمع المياه في بعض الأماكن أمر طبيعي، ويستغرق بعض الوقت حتى تستوعبه الشبكة، نظرا إلى كمية هطول الأمطار في وقت قصير، متمنيا السلامة لجميع مرتادي الطرقات.
جدير بالذكر، أن وزارة الأشغال ممثلة بقطاع الصيانة، أكدت اتخاذها مجمل التدابير والإجراءات استعدادا لموسم الإمطار، ولاسيما في مجال تنظيف وصيانة مناهيل صرف الأمطار ومعالجة كل المعيقات التي ظهرت خلال المواسم السابقة للحيلولة دون تكرار أي مشكلات طارئة هذا الموسم، حيث باشرت الوزارة بتنظيف غرف «التصريف والمناهيل» وخطوط الأنابيب الواصلة بها، إضافة إلى تنظيف جميع مجارير الأمطار، وتوفير المعدات والأفراد اللازمين لحل المشكلات الطارئة أثناء فترة هطول الأمطار، إضافة إلى تحديد الأماكن الحرجة والمناطق التي ظهرت بها مشكلات أثناء هطول الأمطار، وتنفيذ الحلول اللازمة لها.
وأكدت وجود اجتماعات دورية للوقوف على آخر تطورات العمل والاستعدادات التي تم اتخاذها من قبل قطاعاتها المختلفة لاستقبال موسم الأمطار ووضع الحلول الفنية المناسبة لها ومعرفة المرحلة التي وصلت إليها القطاعات في تنفيذ برامجها ومدى حجم الإنجاز الذي تقوم به.
وأعلنت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة للإطفاء عن عدد البلاغات التي تلقتها غرفة العمليات منذ الساعة 5:30 صباحا، التي بلغت 58 بلاغا، كانت تأتي من معظم مناطق البلاد.
وصرح مدير عام الإدارة العامة للإطفاء الفريق يوسف الأنصاري بأن غالبية هذه البلاغات كانت عبارة عن احتجاز أشخاص داخل مركبات أو منازل من جراء تجمع مياه الأمطار وارتفاع منسوبها وبعض حالات الانهيارات في مباني الكيربي، وحوادث تصادم كان أبرزها حالة وفاة وإصابة آخر، وقال الفريق الأنصاري، إن محافظة الجهراء كانت الأكثر بعدد البلاغات، حيث ورد منها 34 بلاغا، وأتت بعدها محافظة حولي بعدد 15 بلاغا ومحافظة العاصمة بعدد 9 بلاغات. وأكد أن جميع مراكز الإطفاء رفعت جهوزيتها منذ اللحظة الأولى عند انطلاق التحذيرات من الأرصاد الجوية عبر تجهيز مضخات سحب المياه والقوارب المطاطية المحمولة، وتم انقاذ عدد من الأشخاص، كانوا عالقين في مركباتهم بمستنقعات المياه، ومن ضمنهم باصات نقل طلبة المدارس، وأضاف الأنصاري أن جميع هذه البلاغات كانت على متابعة واهتمام من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، الذي كان على اتصال دائم معه لمتابعة المستجدات أولاً فأولا، كما شكر الفريق الأنصاري أنس الصالح وزير المالية، الذي اتصل به هاتفياً للاطمئنان على أحوال المناطق المتضررة.
يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه عضو المجلس البلدي عبدالله الكندري الإجراءات الحكومية في التعامل مع نسبة الأمطار الكثيفة التي هطلت على الكويت، التي كشفت ضعف الاستعدادات الحكومية في هذا الشأن في ظل تنامي ظاهرة النينو المناخية، التي رجح خبراء الأرصاد الجوية بأنها ستكون السبب الأول في زيادة كمية الأمطار في العالم، وفي منطقة الخليج تحديداً، وتساءل هل من المعقول أن ترتبك الدولة بجميع مؤسساتها في التعامل مع الأمطار فجر أمس بهذه الطريقة؟ وما علاقة وزارة التربية في تحديد الدوام الرسمي من عدمه؟ ولماذا لا يكون هناك تنسيق واضح بين إدارة الطيران المدني مع ديوان الخدمة المدنية حول جدية وخطورة الوضع الجوي؟ وهل من المعقول أن يأتي خبر تعطيل المدارس من عدمه بعد وصول الأهالي والطلبة للمدرسة في هذه الشوارع المكتظة والمتعطلة، كما صرحت وزارة الداخلية؟ ولماذا لا تقر الدولة جهاز الإنذار المبكر للتعامل مع هذه الأوضاع الطارئة التي قد تعرض أرواح المواطنين وكل مرتادي الطريق للخطر؟
وأكد الكندري أن إنشاء الإنذار المبكر للكوارث وإدارة الأزمات أسوة ببعض الدول التي عملت بهذا النظام بعد تأثرها من الكوارث الطبيعية (كالأمطار والعواصف الغبارية، وغيرها) والتأخير في إنشاء جهاز الإنذار المبكر يعرض أرواح أهل الكويت «كالحداقة وأطفال المدارس وأصحاب الكشتات» للخطر.