انتبه ايها الاب المغترب
منذ فتره وانا افكر فى كتابه سلسله من المقالات اتناول فيها الغربه بما لها وما عليها وكان الدافع وراء تلك الرغبه فى كتابه هذه السلسله هو ماتراه عينى يوميا هنا وهنا اقصد بها فى الغربه فانا احيا فى تلك الغربه منذ عشر سنوات رايت الكثير وتعلمت الكثير ايضا رايت الايجاب وكذالك السلب رايت من يتعامل مع الغربه على انها وسيله وفقط ورايت من اعتبرها غايته رايت من نجح وابهر الاخرين ورايت من نجح فقط وهذا ايضا جيد ورايت من فشل وفقط وايضا رايت من فشل لدرجه انه احزن الاخرين رايت من كانت الغربه نعمه عليه وليس فقط بل وعلى من حوله(اسرته واهله) ورايت من كانت الغربه نقمه عليه ومن ثم على من حوله وكنت ساختار لها عنوان غير هذا العنوان الا اننى اصددمت اليوم بحاله من تلك الحالات التى اعتبرت الغربه لها غايه ولذلك احببت ان اكتب هذا المقال منفردا تحت هذا العنوان فلقد رايته اليوم معنا فى المسجد يخرج بعد الصلاه مسنودا على احد اصدقائه وذلك لمرضه ولسنه ايضا فهو رجل قارب على الستين من عمره ولكنه مازال هنا فى بلاد الغربه ومنذ زمن بعيد وانا هنا لست بصدد ان احكى حكايته ولكن اردت ان نقف سويا امام هذا المشهد الذى وبكل صدق احزنى كثيرا وفى البدايه اريد ان اسال سؤال اليس الافضل لهذا الرجل ان يذهب فيستند على احد ابنائه بدلا من ان يستند على احد اصدقائه حتى وان كان وفيا مخلصا له؟!!
وهنا ممكن ان يقول قائل وما ادراك انت بظروفه فربما هناك من الاسباب التى تدفعه الى الاستمرار فى الغربه وهذا القول مقبول ولكن ما هى تلك الظروف التى تدفعه للعيش فى الغربه حتى بعد ان شارف على الستين وقد بدئها وهو فى منتصف الثلاثين الم تتحسن تلك الظروف الم يبحث عن بديل ناجح اخر ليتفادى به بعده عن ابنائه وهنا اريد ان اقول عده اشياء ولكن ليست لهذا الرجل وانما لمن هم يخطوا خطواتهم الاولى على ارض الغربه :
- 1/ايها المغترب لابد وان تكون غربتك وسيله وليست غايه 2/لابد وان تبدء غربتك بخطه واضحت المعالم واستعين بمن يساعدك على هذا 3/حدد اهدافك على اساس فقه الاولويات اى تبدء بالاولى فالاولى والاهم ثم المهم 4/ضع اهداف يمكن ان تتحقق حتى لا تصاب بليأس والاحباط ومن ثم يضيع منك الطريق 5/ضع الحفاظ على دينك ايا كان دينك والحفاظ على اسرتك من اهم اهم اولوياتك 6/استغل كل وقتك لتنفيذ خطتك وتحقيق اهدافك حتى يتسنى لك ان ترجع سريعا الى اهلك واسرتك واولادك 7/اعلم ان المال وحده لا يساوى شيئا اذا ضحيت من اجل الحصول عليه بكل شئ 8/اعلم ان وجودك مع اسرتك واولادك والحفاظ عليهم هو ثروتك الحقيقيه · واخيرا اريدك ان تنظر دائما الى هذا الرجل حتى وان لم تراه انت ثم تسال نفسك هل اذا عاد هذا الرجل الى ابنائه الان وبعد كل هذا التعب من اجلهم كما اتوقع فانا اعرف انه من الناس المحترمه الملتزمه هل ستكون علاقته بهم على ما يرام بعد كل هذه السنين من البعد والفراق فى غالب الظن لن تكون علاقتهم طبيعيه به ولما لا فهم لم يروا منه الا تلك الارقام التى كانت ترسل لهم منه نعم كان يعمل من اجلهم لكن هل الابناء لا تحتاج فقد الا للمال وهل كل دور الاب ينحصر فى توفير المال وارساله اين الاب القائد واين الاب المربى واين الاب المرشد والموجه واين الاب الصديق فى الوقت الذى يجب ان يكون فيه الاب صديق لابنائه بنينا وبناتا واين الزوج بالنسبه لزوجته اليست هى الاخرى لها حقوق ام انها جماد لا يحس وهو نفسه اليس له حقوق كانسان وكأب وكزوج فانا اعلم تماما كيف يحى الانسان وحيدا دون اسرة وهنا اقول بصوت عالى ووضح انتبه ايها المغترب الى اين تضع قدماك على ارض الغربه واسعى الى ان تحقق ذاتك ولكن ليس على حساب نفسك وعلى حساب اسرتك وابنائك اسعى ان تكون من الناجحين الذين يزهلوا الاخرين وليس من الفاشلين الذين يحزن من اجلهم الاخرين وانتبه ان نجاحك الحقيقى لن يتحقق اذا بنيى على حساب نفسك واهلك واسرتك وابنائك فهذا فى تقديرى لا يعد نجاح ولكن النجاح الحقيقى ان تنجح بهم ولهم ومعهم بقلم(عادل عبد الستار.... ممرض بالطب النفسى