قال السفير طاهر فرحات الجديد في الكويت خلال حوار معه اجراه موقع «مصريون في الكويت www.egkw.com» ان المواطن المصري يأتي في أول سلم أولويات البعثة الدبلوماسية وأن على البعثة أن تساعد أي مواطن ولكن بشرط في إطار القوانين المعمول بها في دولة الكويت.
وحذر السفير فرحات المصريين من تجار الاقامات مشيرا إلى غلاء الاسعار في الكويت وضرورة ألا يقيس المصري الرواتب في الكويت بالاسعار المعمول بها في مصر لانها مختلفة كليا مؤكدا حرص الحكومة المصرية على توعية افراد الشعب الحالمين بفرصة عمل في الخارج من الوقوع في شباك النصابين.
وأوضح السفير المصري أن حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت يصل إلى 165 مليون دولار سنويا وأن الكويت تحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية الاكثر استثمارا في مصر مشيرا إلى تميز العلاقات بين البلدين.

وفيما يلي نص الحوار:

هل عرفت جمهور القراء بشخصك الكريم؟

انا خريج كلية التجارة الخارجية.. لي في الوزارة 28 سنة وعملت في عدة دول منها واشنطن وفيينا والبرازيل واليابان وأخيرا الصين كقنصل عام.

أتيت لتشغل مكان رجل نال حب واحترام الجميع.. وكان بحق خير سفير لمصر وهو السفير عبدالرحيم شلبي.. فماذا تقول عن هذا الرجل؟

اتيت مكان استاذي ومعلمي عبدالرحيم شلبي الذي تعاملت معه منذ خمسة عشر عاما وهو خبرة متميزة وليس ادل على تميزه ما يتمتع به من حب واحترام سواء من الجانب الكويتي أو المصريين المقيمين في الكويت.. وهو مثال نحتذي به وان شاء الله احاول ان اصل لمستوى في الاداء قريب من مستواه.

هل قدم لك نصائح معينة قبل قدومك للكويت؟

بطبيعة الحال أي سفير يكون في طريقه لبلد ما ليتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية فيها يلتقي بالسفير الذي سبقه ليتعرف على هذا البلد.. وبالطبع هناك نصائح قدمها لي السفير شلبي وهي خاصة بالدولة وطبيعتها والثقافة والشعب وغيرها وبصراحة كل النصائح التي قدمها لي كانت في محلها واستفدت منها.

ماذا تقول عن العلاقات المصرية الكويتية؟

هي بالطبع علاقات متميزة جدا.. ومتشعبة.. لها عمق تاريخي.. وخصوصية تستمدها من التاريخ المشترك إلى جانب الجالية المصرية الكبيرة المتواجدة هنا.. وفي المقابل التزايد في أعداد الكويتيين الذين يزورون مصر للسياحة والعلاج والدراسة والاستثمار.. واكاد اقول أنه لا يوجد مجال لا توجد فيه علاقات بين مصر والكويت. وأحب هنا أن أوضح أن الكويت تحتل حاليا المرتبة الثانية في حجم الاستثمارات العربية في مصر .. وحوالي 165 مليون دولار عام 2006هي حجم التبادل التجاري.

ما أهم الصادرات الكويتية لمصر؟

المشتقات البترولية والبتروكيماويات وبالنسبة للاستثمارات الكويتية في مصر فهي تصل الى 12 بليون دولار و381 شركة كويتية تعمل في مصر.. وهذا كله يدل على أن العلاقات وطيدة ونأمل أن يزيد حجم التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين وهذا ما نضعه في سلم الاولويات.. (مزيدا من التقارب الاقتصادي والثقافي).

حرصك في الحديث عن الاستثمار نابع من كونك في الاساس خريج كلية التجارة الخارجية؟

بالتأكيد وأعتبره شيئا طبيعيا وأعتقد أن هذا لم يعد أمرا خاصا وإنما الان هو اهتمام مصر كلها من أجل زيادة الاسثمار فيها واعتقد ان دور السفارات في هذا المجال اصبح ذو اولوية في السياسة الخارجية المصرية.

فما هي المجالات التي تعمل فيها الاستثمارات الكويتية في مصر؟

تعمل الاستثمارات الكويتية في مصر في مجالات عديدة أهمها المجال الصناعي ثم السياحي والخدمي وهذا يفتح المجال لفرص عمل جديدة.

لماذا لا نشاهد استثمارات مصرية كبيرة في الكويت كما توجد استثمارات كويتية في مصر.. مع العلم أن هناك مستثمرين مصريين كثيرين لديهم الامكانيات المادية لذلك؟

ان الدول المصدرة للاستثمار تتوافر لديها مدخرات داخلية والتي بطبيعتها تتجه الى القطاعات والدول التي تحتل موقعا جاذبا ومربحا لها و مصر بلد جاذب للاستثمار لذلك معظم المستثمرين المصريين يفضلون الاستفادة من الفرص المتاحة بالسوق المحلي يستثمرون فيها.

أم أن الامر يعود إلى تعقيدات في الاستثمار داخل الكويت ولعدم امكانية تملك المستثمر لمشروعه بنسبة مئة في المئة كما يحدث في مصر؟

بالنسبة لنا نحن نريد أن نجتذب الاستثمارات الأجنبية وهذا ما نسعى إليه، وما يتحقق من عوائد من هذه السياسة وما يتم توفيره من فرص العمل للشباب المصريين في مصرله دور هام في عملية التنمية حتى ان معدلات النمو وصلت لحوالي 7.2 وهذا شيء جيد جدا.

ماذا عن علاقة البعثة الدبلوماسية بابناء الجالية المصرية؟

يجب أن يعلم الجميع أن أحد أهم المهام الاساسية للبعثة الدبلوماسية هو رعاية الجالية وشؤونها وهو محور اساسي ونحن نتميز هنا بان لنا بعثتين دبلوماسيتين (القنصلية والسفارة) وهناك علاقة وثيقة جدا بينهما والهدف الوطن ومواطنينا وخدمتهم.

في لقاء لنا مع السفير هاني شاش القنصل العام السابق قال ان هناك موروثاً قديماً منذ عهد الانكليز يجعل الشعب يلفظ كل ما هو حكومي وهذا مازال موجوداً وينعكس على البعثة.. كيف ترى هذا؟ وما هي خطتك للتقريب بين البعثة والمواطنين المصريين؟

هذه ليست ظاهرة مصرية فقط ولكن هناك مواطنين لدول كثيرة يترددون في التعامل مع اي شيء حكومي سواء في الداخل او الخارج وبالنسبة لمصر هذا الشيء موجود طبعا ولكن اعتقد ان المواطن شعر خلال العشر سنوات الاخيرة بتحسن كبير في التعامل مع متطلباته من البعثة الدبلوماسية وخدمته، وانا حريص على ان اركز على نقطتين وهما ان عملنا يتلخص في تسهيل الأمور الحياتية وثانيا يجب أن يكون هذا في الاطار القانوني للدولة التي نتواجد فيها كما يجب ان نراعي هذا جيدا لأن هناك البعض الذي يعتقد ان السفارة ممكن ان تساعد في مخالفة القانون وهذا غير صحيح ونحن ابوابنا مفتوحة بالفعل للجمهور المصري ولكن بشرط أن يكون قد استنفد كل السبل الممكنة لحل مشكلته ولكنه لم يجد لها حلاً وهو على حق. ويجب أن يعلم المواطن أن السفير حريص على تسهيل مهمته ومن المفترض أن يتدخل في الامور المعقدة والتي لم يكن لها حل مع قنواتها الشرعية ورغم استحقاق هذا المواطن وبالطبع انا كلي ثقة في زملائي في المكاتب الفنية وفي القنصلية والذين يعملون في ظروف صعبة جدا ونحن على اتصال ببعض بشكل يومي لبحث مشاكل مواطنينا كذلك سنقوم بإنشاء موقع الكتروني حتى يكون هناك تواصل مع المواطنين.

كم يبلغ العدد الرسمي للمصريين في الكويت؟

الرقم التقريبي فوق 400 ألف نسمة.

ما أبرز مشاكل المصريين في الكويت؟

اولا يجب ان نحدد لأن الجالية فيها شرائح مختلفة.. فمنها المهني والحرفي ولكل منها مشاكله المختلفة.. ولدينا العمالة الماهرة والعمالة الهامشية. فالماهرة عليها اقبال شديد على عكس الهامشية ولكل منها مشاكل غير الاخرى وعلينا ان نتعامل مع الجميع. اما بالنسبة لاكثر المشاكل فهي تتعلق بالعمالة الهامشية وهي المتعلقة بالكفالات وما يعرف بالتأشيرة الحرة.. فيدفع المواطن مبالغ مالية ثم يأتي للكويت بوضع غير قانوني وتبدأ المشكلات.. ولهذا انصح الجميع بالابتعاد عن مثل هذه الاعمال.. واعتقد أن ما حدث مع شهدائنا في البحر كفيل بان نبتعد عن المخاطرة من اجل ان نسافر للعمل بأي شكل.

ارى ان هناك تقصيرا اعلاميا وحكوميا تجاه هذه القضية؟

لا اتفق معك في هذا الرأي فالحكومة تقوم بواجبها تجاه هذه المشكلة سواء وزارةالخارجية او القوى العاملة وفي وسائل الاعلام كذلك.. فمساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية بات من الوجوه المألوفة في وسائل الاعلام ويتحدث يوميا عن مثل هذه المشكلات في الوسائل الاعلامية.. وتقام المؤتمرات الصحافية للتحذير من هذه المشاكل.. فما الذي يمكن ان يقدم اكثر من هذا.. ولكن اقول ولله الحمد ان معظم افراد الجالية المصرية في الكويت يتمتعون بحياة مستقرة وهادئة ويلاقون الاحترام الكبير من الحكومة والشعب في الكويت.

فما هي المشاكل الاخرى للجالية التي تلاحظها بشكل كبير؟

مشكلة المرتبات وتدنيها للبعض.. فكثيرون لا يعرفون ان مستوى المعيشة في الكويت يختلف عن مصر ويقيس الاسعار في الكويت بمصر ولكن عندما يأتي للكويت يصطدم بالواقع لأن هناك فرقاً كبيراً في الاسعار.. وقد تحسب المرتب بالمصري فتعتقد انه كبير لكن تكتشف انه غير ذلك ولا يكفي احتياجاتك الاساسية.

هل من امل في حل مشكلة انشاء مدرسة مصرية في الكويت؟

لدينا الآن فصول التقوية المسائية ونسعى لتكون هناك فصول صباحية وهذا يوفي بالكثير من الغرض.. أما موضوع المدرسة فهو بناء على اتفاقيات في جامعة الدول العربية رأوا أن المصلحة العامة تقتضي عدم إنشاء مدارس لدول عربية في الدول العربية وهذا قرار لايمكن تجاوزه.. واعتقد انه ليس من الممكن انشاء مدرسة مصرية في الكويت.

كان هناك حديث قبل سنوات عن انشاء مجمع ديبلوماسي مصري في الكويت مع معاملة بالمثل للكويت.. ولكن هذا لم يحدث حتى الآن فهل هناك جديد؟

هذا الاقتراح موجود وجاري العمل عليه ليتم توفير قطعة أرض في الكويت ومماثلة في مصر ونحن نسير في هذا الامر منذ اتينا للبلاد ونتمنى أن ينفذ في اقرب وقت.

هل أنت مع حق المصريين في الخارج بالانتخاب؟

لابد أن ندرك حجم المشكلة لنعرف الصواب ففي تصوري أن عدد المصريين في الخارج يصل إلى 8 ملايين وهو عدد سكان دول مجتمعة.. لذلك لابد من وجود آلية ليشارك كل هؤلاء. الامر ليس بالصعوبة بدليل تطبيق سورية لهذا الأمر. هناك دول تسمح بالتراسل البريدي فيكون الامر سهلا.. كالولايات المتحدة.. سورية لها طريقة اخرى ونحن نبحث هنا عن الآلية الممكنة التي لا تظلم أحدا ويكون الامر ممكناً للجميع.. ولا شك أنني مع حق المصريين فى الانتخاب سواء في الداخل او فى الخارج لانه حق دستوري بل وتكليف لكن كيف تكون الية تطبيق هذا الحق.. هنا المعضلة التي تحتاج لحل.

ما تقييمك للاوضاع في الكويت مقارنة بالدول التي عملت فيها؟

المجتمع الكويتي مجتمع عربي شقيق وهو ما كنت افتقده في كل الدول التي عملت فيها.. فلدينا ثقافات متقاربة ودين واحد وعادات وتقاليد ولغة.. وكل هذا يجعلك تشعر أنك لست بعيدا عن مصر.. وهذا التقارب اراحني كثيرا.. فانا استمتع بهذا الرباط الوثيق بين البلدين.

جئت للكويت منذ سبتمبر الماضي ولكن لم تقدم اوراق اعتمادك لامير الكويت الا في شهر نوفمبر فما سبب هذا التـأخير؟ وما هو خطاب الاعتماد؟

كنت احتل الترتيب الثالث من تاريخ الوصول بين السفراء الجدد وانتظرت دوري الذي اتى في نفس اليوم مع السفيرين الآخرين.. وهذا التأخير يكون بسبب انشغال القيادة السياسية في البلاد إلى ان تأتي الفرصة المناسبة فيتم الاعتماد.. و خطاب الاعتماد يعني انني احمل رسالة من الرئيس لنظيره.. يقول فيها الرئيس أنه يقدم حامل الرسالة كسفير له في هذه البلد ويتم العمل معه على هذا الاساس.

ما رأيك في فكرة انشاء موقع «مصريون في الكويت» وما هي في رأيك ايجابيات وسلبيات التجربة؟

لاشك أن أي فكرة للتواصل والتفاعل بين المصريين في الخارج تكون فكرة ممتازة واعتقد أن فيه جهدا ممتازا.. ويساعد في التواصل ويخلق الحوار المفيد بين ابناء الجالية.

نعتقد أننا أول من أنشأ موقع للمصريين في الخارج.. فهل وجدت موقعاً مشابهاً له خلال عملك الديبلوماسي؟

للحقيقة لم اشاهد موقعا للمصريين بالخارج من قبل.. وهذه نقطة مهمة احب ان القي عليها الضوء وهي أن لكل جالية مصرية في بلد ما اساليب مختلفة للتعبير عن نفسها.. فمنها من يعبر عن نفسه بمجلة أو يتجمعون من خلال النوادي أو غيرها من وسائل الاتصال الأخرى.

ماذا تقول للمصريين في الكويت؟

حريص ان اؤكد ان السفارة هي في خدمة المواطن أولا ونرحب بأي مواطن لم يجد حلاً لمشكلته.

ماذا تقول للمصريين الذين يلجأون للصحف لنشر مشاكلهم ربما يجدون لها حلاً بعد النشر؟

اقول لهم لماذا لا تلجأون للقنصلية والسفارة اولا؟ وإن شاء الله سيكون هناك تعاون وحل.. أما اللجوء للصحافة فهو أمر يعود إلى صاحب المشكلة ولا نستطيع أن نقول له لا تلجأ للصحافة فأنا شخصيا أؤمن بالحرية .. ولكني اعتقد ان الاهم هو حل المشكلة وليس الاعلان عنها.



السفير المصري متوسطا مدير الموقع أمجد جلال والمستشار الإعلامي