أدى حجاج بيت الله الحرام طواف وسعي الإفاضة، وهما من أهم أركان الحج بعد الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة مصداقا لقوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم) ونحروا الهدي ورموا جمرة العقبة الكبرى أمس وتحللوا من إحرامهم ولم يبق إلا رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق وأباح الله لهم التعجل في الرمي في يومين فقط مصداقا لقوله تعالى: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) وقوله تعالى: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا).

وأشاد ضيوف الرحمن من الكويت وسائر الدول الإسلامية بالجهود الجبارة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين للوقوف على خدمة وراحة ضيوف الرحمن.

وأشاد النائب خالد السلطان ورئيس جمعية إحياء التراث م.طارق العيسى بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين، مؤكدين ان الحج هذا العام «سهالة» ولله الحمد ولم تحدث اي مشاكل تذكر ولفتا الى ان اكتمال توسعة المرجم وكذلك اكتمال المسعى حل المشكلة الرئيسية في الحج كل عام وهي الازدحام الشديد في اداء المناسك، حيث أصبح الحجاج يؤدون مناسكهم بكل راحة ويسر بفضل الله.

ومن جانبه، اكد مدير حملة مكة والمشعر الحرام د.وليد الكندري ان مطر الخير الذي هطل على مكة المكرمة يوم التروية الثامن من ذي الحجة طهّر الأجواء من اي ميكروبات او &<700;يروسات، مؤكدا ان الله سبحانه وتعالى أرسل هذا المطر خيرا وبركة على ان المسلمين من حجاج بيت الله الحرام.

وشدد على ان موسم الحج هذا العام يعتبر من أفضل المواسم التي شهدها الحج خلال السنوات الأخيرة نظرا لاكتمال التوسعة في المرجم والمسعى وهو إنجاز ضخم يحسب لحكومة خادم الحرمين الشريفين.

إلى جانب ذلك، ألقى الداعية فيحان الجرمان درسا دينيا لحجاج حملة «مكة والمشعر الحرام» عن «الإيمان ونبذ التطرف» شدد خلاله على ان النبي صلى الله عليه وسلم حذّر المسلمين في خطبة حجة الوداع من التكفير، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

ودعا الجرمان الى ضرورة التصدي لمن يطعنون في العلماء ويلمزونهم بعدم فقه الواقع ويشحنون العامة والغوغاء ضد ولاة الأمر وتكفيرهم ويستبيحون دماء المسلمين.

وأضاف الجرمان قائلا: ان البعض ممن يكون منهجه التكفير والخروج على ولاة الامر قد يكون صادقا في نيته المنحرفة وضرب مثالا لذلك بإمام الخوارج عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مشيرا الى ان ابن ملجم كان صواما قواما، ولما سئل: لماذا قتلت عليا، أجاب: لأتقرب بدمه الى الله.

وشدد على ان من تلك الفتنة بدأت الوقيعة وانتشرت الفتن بين المسلمين، مؤكدا ان آثارها امتدت الى يومنا هذا وما زال هذا الفكر المنحرف والمنهج الباطل يتغلغل في أمتنا ومجتمعاتنا بسبب ابتعاد بعض المسلمين عن العلماء الذين تمسكوا بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين والائمة.

واكد ان فكر تكفير ولاة الأمر والمجتمعات المستمد من فكر الخوارج بدأ يعتنقه بعض الشباب من قبل بعض الدعاة معتقدا انه المنهج الحق وما سواه باطل.

وانتقل الجرمان للحديث عن الحج وفضائله باعتباره احد اركان الاسلام، مذكرا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

واكد ان حج بيت الله الحرام من أعظم العبادات، حيث يستوي فيه الغني والفقير والكبير والصغير، وهو محشر يشبه يوم الحشر الاكبر حينما يقوم الناس جميعا لرب العالمين.

الى ذلك، اكد امين سر لجنة شؤون الحج الكويتية محمد العليم ان جميع الحجاج القادمين من الكويت أوضاعهم طيبة ولم تسجل أي حالة وبائية بينهم، وقد أدوا المناسك في اجواء تسودها الطمأنينة والأمن والأمان.

وأشار العليم الى ان آخر فوج من بعثة الحج الكويتية سيغادر مكة المكرمة الخميس المقبل بعدما أكملت البعثة مهمتها في خدمة حجاج الكويت وغيرهم من الجنسيات الاخرى بفضل التعاون والتنسيق الكامل مع الجهات السعودية المعنية، وبفضل ما وفرته القيادة والحكومة الكويتية من امكانات لتسهيل عمل البعثة.

وأشاد بالخدمات التي وفرتها السعودية لأجل راحة الحجاج من كل النواحي الامنية والخدمية، مما مكنهم من أداء الفريضة في اجواء يسودها الخشوع والاطمئنان، معربا عن تقديره لحجم الانجازات الكبيرة التي شهدها جسر الجمرات، الامر الذي انعكس في تخفيف الزحام وأتاح للجميع أداء شعيرة الرجم بكل سهولة ويسر.