رأى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن «الحرب والمعركة فرضا على الكويتيين» مؤكدا «سنخوضهما متعاضدين متلاحمين وسننتصر بإذن الله، كما انتصرنا في الكثير من المحطات التاريخية.

وقال الغانم خلال استقباله اهالي شهداء مسجد الإمام الصادق في مجلس الامة أمس ان «الكويتيين يمتلكون أهم عناصر الانتصار التي لا يمتلكها غيرنا وهي الوحدة الوطنية والارادة الحقيقية».

وقال ان «اسر الشهداء هم حجر الزاوية واساس اللحمة الوطنية»، مقدرا «موقف اعضاء المجلس لعدم انقيادهم الى ما كان يخطط له من هم وراء هذا العمل الجبان ومن كان يريدها حربا بين المذهبين».

وقال الغانم ان «اهالي الشهداء قدموا اروع الامثلة التي تحدث عنها الجميع داخل وخارج دولة الكويت وهم من سطروا الامثلة في عدم الانقياد لما كان يخطط له من وراء هذا العمل الجبان، ومن كان يريد حرباً بين مذهبين، فإذا به يرى دينا وإلها واحدا وكتابا واحدا وقبلة واحدة وشعبا واحدا...هو شعب الكويت، وهنيئا لكم بشهدائنا جميعا، وهنيئا للشهداء بشهادتهم، فقد كانوا عابدين صائمين ساجدين في بيت الله وفي شهر رمضان الفضيل».

ورأى أن «جميع المؤشرات التي نجمت عن التفجير يعيها القاصي قبل الداني، وجميع الاحداث التي حدثت وقد تحدث مستقبلا لن تزيدنا إلا قوة ولحمة»، متحدثا عن «وجود اخطاء وثغرات يجب اصلاحها، لكن اصلاحها يجب أن يكون بيننا داخل البيت الواحد ولا نقبل لكائن من كان ان يوجهنا من الخارج وان كان هناك من رد شاف وبليغ على من أراد لهذا الشعب الأبي الانقسام والفتنة فإن وجود اهالي الشهداء اليوم في بيت الامة مع اعضاء مجلس الامة متكاتفين متلاحمين متعاضدين أكبرُ رد على هذا الفعل الجبان وعلى الجبناء الذين يقفون وراءه».

واضاف «اود أن اقول كلاما من القلب إلى القلب أن دماء شهدائنا لن تذهب هدرا، ونحن نهنئ انفسنا بشهادتهم ونسأل المولى عز وجل أن نلقاه كما لقوه، ونؤكد أننا لن نتخلى عن مسؤوليتنا وان كان قدرنا أن نكون في الصفوف الامامية في هذا الحدث فلن نتخلى عن مسؤولياتنا ولكن لا نستطيع أن نقوم بها لولا دعمكم ومساندتكم وتعاضدكم وتلاحمكم».

وزاد «اننا في معركة وحرب فرضتا علينا ولم نخترهما ولم نبدأ بهما، لكننا بالتأكيد لن نهرب وسنواجه الحرب ونخوض المعركة متلاحمين متعاضدين وسننتصر بإذن الله سبحانه وتعالى كما انتصرنا في العديد من المحطات التاريخية التي مرت بنا وتاريخ الكويت يشهد بان اهم عناصر الانتصار نملكها ولا يملكها غيرنا».

وتابع «نحن قد لا نملك العدد، وقد لا نملك العدة وقد لا نملك العتاد،لكن نملك ما هو اقوى من كل هذه الامور نمتلك الوحدة الوطنية والارادة الحقيقية، ونعلم يقينا باننا على حق، لذلك هذه الامور بدأت منذ الدقائق الاولى بفضل الله تعالى اولا ثم بفضل صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه ثم بفضلكم انتم اهالي الشهداء، ولأن ما كان يريد تحقيقه من هم وراء هذا العمل الجبان انتم اول من احبطه واول من بدأ بالرد عليهم بشكل عفوي وتحولت كل بيوت اهل الكويت الى بيوتكم وكل البيوت كانت حزينة بحزنكم».

­واردف الغانم قائلاً «ما أبكاكم أبكانا جميعا، ودموعكم سالت على خدود الكويتيين قبل خدودكم، ومشاعركم تجسدت في المظاهر التي رأيتموها خلال ايام العزاء في كل بيت كويتي وعندما أتونا من الخارج معزين وجدونا جميعا نتلقى العزاء لأن المصاب مصاب الجميع وليس مصاب عوائلكم المحترمة، ولكم مني نيابة عن اعضاء مجلس الامة كل الشكر والتقدير ولكم مني ونواب الامة الوعد بأن دماء شهدائنا لن تذهب هدرا وأننا سنخوض الحرب والمعركة التي فرضت علينا وسنتحلى بشجاعة شهدائنا الذين فقدناهم ونقول لهم فتنتكم أخطأت العنوان».

من جانبه، قال رجل الاعمال ممثل اهالي الشهداء جواد بوخمسين: «حضورنا جاء لتقديم الشكر لرئيس مجلس الامة على وقفته المشرفة في مصاب مسجد الامام الصادق، وما حدث للمصلين الصائمين»، مثمنا موقف القيادة الحكيمة «ولا ريب ان حضور سمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الامة ووزير الداخلية والاجهزة الامنية الى موقع الحادث وقت حدوثه كان له الاثر الكبير على الشعب الكويتي، وساهم في توحيد الصفوف، وتماسك الايادي» مؤكدا ان «الكويتيين اسرة واحدة، وقلب واحد، وسنركز على التعاون وعموما هناك متطوعون لمساعدة رجال الأمن في اداء عملهم».

واعلن بوخمسين ان «الجمعة المقبلة ستشهد صلاة مشتركة في المسجد الكبير، كما بادرت الحكومة وفتحت المسجد للعزاء على مدى الثلاثة الايام».

وفي سياق آخر، أشاد رئيس لجنة الخارجية البرلمانية النائب حمد الهرشاني بخطوة صاحب السمو وسرعة تفاعله مع الحدث الإرهابي،«فهو أول من وقف على موقع التفجير مخاطراً بنفسه، لا لشيء إلا لشعوره بالمسؤولية حيث ردد كلمة (هذولا عيالي)...و سموه فعلاً أب الكويتيين جميعهم».

وأثنى الهرشاني أيضا على «جهود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد لسرعة تعامله الأمني مع منفذي التفجير الإرهابي وإلقائه القبض على الجناة في وقت قياسي»، معتبرا أن «ذلك دليل على اليقظة الأمنية للوزير الخالد ورجال الأمن».

وشدد الهرشاني في تصريح على «أهمية دعم أولويات وزارة الداخلية والإجراءات الأمنية للوزارة في ضبط الفئات الضالة»، معتبرا أن «أمن الكويت فوق كل اعتبار ويجب الدفع باقرار التشريعات الأمنية اللازمة لبسط الأمن». وحذر الهرشاني «ممن تطلق على نفسها صفة المعارضة من اطلاق الإشاعات من أجل زعزعة أمن البلد ولعمل الفتنة بين المواطنين من خلال تصريحاتهم بين فترة واخرى».

وقال: «إنهم يحلمون بالسيطرة على البلد من خلال فرض أجندتهم البغيضة وإشاعاتهم الكاذبة التي انكشفت امام الجميع، لكن سنقف لهم بالمرصاد»،

مشيدا «بحكم أسرة الصباح التي تعتبر فريدة من نوعها في العالم».