تشارك مصر في أعمال الاجتماع الأول للمنتدي العربي العالمي الذي يعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من7-8 ديسمبر2009, ويناقش عددا كبيرا من القضايا الاقتصادية وفي مقدمتها تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط كلا من مصر والدول العربية بالولايات المتحدة ويضم الوفد المصري عددا من الوزراء ود.عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام وممثلي منظمات الأعمال, وذلك بمشاركة300 من كبار المسئولين ورجال الأعمال وقادة الفكر في العالم العربي والولايات المتحدة والعالم.
ويشارك في تنظيم هذا الحدث الضخم منتدي مصر الاقتصادي الدولي برئاسة السيد محمد شفيق جبر رئيس مجلس إدارة منتدي مصر الاقتصادي الدولي وصاحب مبادرة المنتدي العربي العالمي, وفي هذا الإطار يتضمن هذا الحوار معه استكشاف أهمية هذا الحدث وانعكاساته علي التعاون الاقتصادي المصري الأمريكي:
لماذا هذه المبادرة من جانب منتدي مصر الاقتصادي الدولي؟
بدأ التفكير في تنظيم المنتدي العربي العالمي منذ ما يقرب من عام, حيث تشابكت مجموعة من التطورات علي الساحتين الإقليمية العربية والدولية, سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية, بدءا بالأزمة المالية العالمية وانعكاساتها السلبية علي جميع الاقتصاديات العربية, وانتهاء باستمرار بؤر التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. هذه التطورات جعلت لزاما علي تنظيمات الأعمال والمجتمع المدني العربي, باعتبارها القوي البازغة التقدم لتحمل مسئولياتها في رسم أجندة مستقبل العالم العربي وخريطة تفاعلاته مع العالم, وعلي وجه الخصوص القوي والتجمعات الاقتصادية الكبري, وعلي رأسها الولايات المتحدة وأوروبا, وآسيا.
و لماذا كان اختيار واشنطن تحديدا لتدشين أعمال المنتدي العربي العالمي؟
الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري واستثماري واستراتيجي للغالبية العظمي من الدول العربية, ومن ثم كان اختيار واشنطن طبيعيا, ولكن الحقيقة أن اختيار واشنطن فرصة, بالإضافة إلي ذلك خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما التاريخي إلي العالم الإسلامي من جامعة القاهرة يوم4 يونيو الماضي.
حيث جاء الرئيس الأمريكي إلي القاهرة داعيا إلي ما وصفه ببداية جديدة بين العالمين العربي والإسلامي وبين الولايات المتحدة تقوم علي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة, وأعلن فيه عن عدد من المبادرات في مجالات التعليم والصحة والأعمال والمسئولية الاجتماعية. وكما تعرفون فقد قوبل الخطاب بالترحاب الشديد رسميا وشعبيا في مصر وفي غيرها من الدول العربية والإسلامية, وسادت لفترة حالة من التفاؤل المفرط بإمكان إحداث تحسن ملموس وتقدم حقيقي في القضايا محل الاهتمام المشترك للجانبين,
وعلي رأسها بطبيعة الحال عملية السلام في الشرق الأوسط, والوضع في العراق, فضلا عن تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع أكبر اقتصاديات العالم, وقد دعم من ذلك بطبيعة الحال المواقف المبدئية التي اتخذتها الإدارة الحالية بالنسبة للعديد من القضايا والتي كان من الواضح معها أن القرار قد اتخذ في واشنطن لتغيير المسار والسير علي نهج مختلف عن ذلك الذي اتبعته الإدارة السابقة في التعامل مع المنطقة ودولها. غير أن الثابت هو أن ما تحقق من نتائج كنتيجة لمبادرة أوباما, لا يزال أقل من التطلعات والآمال التي عقدتها الشعوب والحكومات عليها.
هل سيسهم تنظيم هذا المنتدي في ترجمة خطاب الرئيس الأمريكي في تعزيز التعاون؟
إن اقتناعنا بجدوي وأهمية المحاولة هو الذي دفعنا في منتدي مصر الاقتصادي الدولي, كأحد أهم تنظيمات الأعمال والمجتمع المدني المصرية والعربية, إلي أن يكون إطلاق مبادرة المنتدي العربي العالمي من واشنطن, سعيا إلي المشاركة قدر استطاعتنا في دفع العجلة إلي الأمام والمساهمة في تطوير أجندة إيجابية للعمل المشترك بين العالم العربي والولايات المتحدة في قادم الأعوام تقوم علي الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
وما هي أجندة المؤتمر, وما هي أهم الموضوعات التي سيناقشها مؤتمر واشنطن؟
الأجندة متنوعة, فالتركيز الرئيس بالطبع هو للموضوعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية, حيث تتطرق مناقشات كبار المسئولين ورجال الأعمال وقادة الفكر والخبراء المشاركين إلي توقعات الاقتصاد العالمي لعام2010, وتأثيراتها المحتملة علي الاقتصاديات العربية, وعلي فرص الاستثمار الأمريكي في العالم العربي وعلي الاستثمار العربي في الولايات المتحدة, كما يسعي المؤتمر إلي رسم الخريطة الاستثمارية للعالم العربي خلال السنوات الخمس القادمة,
ويلقي الضوء علي سبل إدارة المخاطر في العالم العربي, مع التركيز بشكل خاص علي عدد من القطاعات الحيوية, مثل الاستثمار العقاري, والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, والطاقة التقليدية والمتجددة, والتكنولوجيا النظيفة, والتمويل الإسلامي, والتعليم, والصحة, غيرها.
بالإضافة إلي ذلك, تتطرق مناقشات المؤتمر الافتتاحي للمنتدي إلي الجدل الدائر حول ضرورة موازنة العلاقات الاقتصادية العربية بين القوي الاقتصادية التقليدية في الغرب والقوي الاقتصادية البازغة في الشرق, وعلي رأسها الصين والهند, ومراجعة التقدم المحرز في دفع أجندة تحرير التجارة بين العالم العربي والولايات المتحدة وفقا لتصور اتفاقية التجارة الحرة الذي هدفت الإدارة الأمريكية السابقة لتحقيقه بحلول عام2013, كما نتطرق إلي نمو صناديق التمويل العربية السيادية وتزايد نفوذها والتأثيرات المتوقعة لذلك علي النظام المالي الدولي.
كما تتطرق المناقشات إلي القوي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يتوقع أن ترسم خريطة العالم العربي المستقبلية, مثل: الصحة والتعليم, وظاهرة التغير المناخي, وإلي الدور المتنامي للقطاع الخاص في اقتصاديات الدول العربية, ولسيدات الأعمال العربيات في رسم خريطة الأعمال العربية, فضلا بالطبع عن مراجعة وتقييم التقدم الذي تم إحرازه في مجال تنفيذ المبادرات التي أعلن الرئيس أوباما عنها في خطابه بالقاهرة.
وما توقعاتك بالنسبة لنتائج المؤتمر؟
إتاحة الفرصة للمشاركين من صناع القرار ورجال الأعمال لبدء المناقشات حول فرص التعاون والمشروعات المشتركة, فإننا بالتعاون مع شركائنا في العالم العربي والولايات المتحدة وسويسرا نخطط لإصدار أوراق سياسات تتضمن توصيات محددة قابلة للتنفيذ للوضع أمام صناع القرار في كل من العالم العربي والولايات المتحدة, بما في ذلك في مجالات مثل التعليم والتبادل الطلابي والشبابي والثقافي والصحة والتصدي لظاهرة التغير المناخي.