أطلقت الإمارات اليوم الاثنين، استراتيجية قطاع الفضاء وخطة وكالة الإمارات للفضاء، لإنشاء أول مركز أبحاث فضاء فى المنطقة بتكلفة إجمالية تقارب 100 مليون درهم – 200 مليون جنيه مصرى-. وتندرج فى إطار الخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء فى دولة الإمارات العربية أربعة أهداف رئيسية، يتمثل أولها فى تنظيم وتطوير قطاع الفضاء الوطنى بمعايير عالمية بما يخدم المصالح الوطنية، ويسهم فى تنويع الاقتصاد الوطنى ويدعم التنمية المستدامة.. فيما يتمثل الهدف الثانى فى تعزيز ودعم جهود البحث العلمى والابتكارات والمشاريع فى مجال الفضاء بما يدعم التقدم العلمى للدولة ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية، فى حين يتمثل الهدف الثالث فى استقطاب وإعداد كوادر وطنية ليصبحوا روادا فى مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة. أما الهدف الرابع فيتم التركيز من خلاله على بناء وتقوية العلاقات والشركات الدولية والعالمية فى مجال الفضاء بما يساهم فى تطوير قطاع الفضاء الوطنى، فضلا عن ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية. كما ستهتم الوكالة بتطوير الشراكات الدولية لتنمية قطاع الفضاء الوطنى والمساهمة فى نقل المعرفة فى مجال تكنولوجيا الفضاء إلى جانب تمثيل الدولة فى الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية فى مجال الفضاء واستخداماته السلمية، علاوة على دعم المؤتمرات والندوات فى هذا المجال الهام والمتنامى داخل الدولة والمشاركة فيها إلى جانب تشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية السلمية فى الدولة، وتقديم الدعم الفنى والاستشارى فى مجال الفضاء لجميع الجهات المعنية فى الدولة. شهد حفل الإطلاق فى أبوظبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى اليوم فى أبوظبى و الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبى وزير المالية و الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية . وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن تأسيس قطاع فضائى متكامل فى دولة الإمارات بما يتطلبه من موارد بشرية وبنية تحتية وأبحاث علمية هو مصلحة وطنية عليا تتطلب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد وتوحيد الجهود والطاقات لترسيخ قيادة دولة الإمارات لهذا القطاع وبناء قدرات علمية متقدمة للدولة فى هذا المجال. وأضاف "تطوير قطاع فضائى جديد بشكل متكامل سيقدم قيمة مضافة كبرى لاقتصادنا الوطنى ومعارفنا التقنية ومواردنا البشرية وسمعتنا العالمية". وتضمن برنامج الحفل الذى أقيم فى مركز أبوظبى الوطنى للمعارض عرضا للخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء فى دولة الإمارات العربية المتحدة والتى تشمل على رسالة ورؤية وكالة الإمارات للفضاء التى تحدد أولوياتها للمرحلة المقبلة وعدد من المبادرات والبرامج المنبثقة عن الأهداف الاستراتيجية الأربعة التى تمهد الطريق إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات فى قطاع تكنولوجيا الفضاء العالمى والعمل على تنظيم ودعم وتنمية القطاع فى الدولة. من جانبه قال الدكتور خليفة محمد الرميثى رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إن اهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء ليس وليد اللحظة إذ يرجع إلى عام 1976 عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع فريق وكالة ناسا المسئول عن رحلة أبولو إلى القمر، حيث كان هذا اللقاء حافزا لتوجيه الإمارات اهتمامها بالفضاء منذ ثلاثة عقود وستتوج الدولة جهودها بوصول "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر خلال السنوات المقبلة. وأشار الدكتور الرميثى فى كلمته إلى أن قيمة استثمارات الدولة فى قطاع الفضاء تتجاوز اليوم حاجز الـ20 مليار درهم ممثلة فى أنظمة الاتصالات الفضائية واستكشاف الأرض والفضاء وخدمات نقل البيانات والبث التليفزيونى عبر الفضاء والاتصالات الفضائية المتنقلة وغيرها .. منوها بدور الوكالة المحورى فى تنظيم هذا القطاع المتنامى وتطوير الكوادر الإماراتية لتغدو رائدة لهذا القطاع على مستوى العالم وهو ما يؤكد رسالة الإمارات إلى العالم بأن أبناءها "قادرون" على الابتكار والتحدى وخوض غمار المنافسة. وكشف المهندس محمد ناصر الأحبابى المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، أن الوكالة تعمل على إنشاء أول مركز أبحاث فضاء فى المنطقة بتكلفة إجمالية تقارب 100 مليون درهم على مدى خمس سنوات وذلك من خلال شراكة استراتيجية مع جامعة الإمارات وهيئة تنظيم الاتصالات ممثلة بصندوق دعم قطاع الاتصالات - أى سى تى أف يو أن دى " حيث سيعمل المركز كحاضنة للبحث والتطوير والابتكار فى مجال الفضاء على مستوى الدولة، كما كشف الدكتور على التنسيق جارى مع بعض الجهات لتنفيذ مشروع "مرصد الإمارات" الذى سوف يثرى مفهوم البحث والابتكار فى مجال الفضاء. ومن جهته قال عالم وكالة ناسا الفضائية السابق وعضو فريق رحلات أبولو لاستكشاف القمر الدكتور فاروق الباز "أود أن أهنئ جميع مواطنى دولة الإمارات العربية المتحدة لما حققته هذه الدولة الفتية فى أقل من نصف قرن.. ربما لا يعلم البعض أن مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اهتم كثيرا برحلات الفضاء ونتائجها العلمية واحدة تلو الأخرى.". وأوضح الباز بأن أول مقابلة له مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان فى يونيو 1974 بعد انتهاء برنامج أبوللو لاستكشاف القمر. ومنذ ذلك الحين قابله ثلاث مرات مع مجموعة من رواد فضاء مهمات أبولو لإطلاعه حول مهماتها إلى الفضاء. وأضاف " استمر اهتمام قادة الإمارات بالتعرف على أسرار الكون من خلال رحلات الفضاء.. وأن أهم ما يتضح من كل ما سلف هو أن دولة الإمارات تنوى تحقيق آمال العرب فى كل مكان بسواعد أبنائها وبناتها. ومن جانبه أكد سامر حلاوى الرئيس التنفيذى لشركة الثريا للاتصالات دعم الشركة لاستراتيجية وكالة الإمارات للفضاء. وكانت دولة الإمارات قد كشفت مطلع الشهر الجارى التفاصيل العلمية والتقنية والخطة الزمنية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" والذى من المخطط أن يصل المريخ بحلول عام 2021 تزامنا مع ذكرى مرور خمسين عاما على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة . وكشفت الإمارات أن المسبار سينجز على يد فريق من المهندسين والعلماء الإماراتيين بالتعاون مع مؤسسات علمية وبحثية مرموقة على مستوى العالم. ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أول مشروع عربى من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائى لاستكشاف الكواكب الأخرى .