هددت الدول الكبرى بتشديد العقوبات على إيران بعد الانتقاد الذي وجهته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لها بسبب ما وصفته بإخفائها لسنوات تطوير موقع لتخصيب اليورانيوم في قم.

وفي المقابل قالت إيران إن القرار سيقوض الأجواء الضرورية لمحادثاتها مع الدول الكبرى.

واعتبرت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أن الوقت ينفد أمام إيران لتفي بالتزاماتها بشأن برنامجها النووي، مشيرا إلى أن القرار يكشف عن وحدة العالم في التعامل مع هذا الموضوع.

وأضاف جيبز في بيان أن التصويت لصالح القرار "يظهر الحاجة الماسة كي تتعامل إيران مع افتقار العالم للثقة في نواياها".

وبدوره شدد السفير الأميركي لدى الوكالة جلين ديفيز على أنه لا يمكن "أن نواصل المحادثات من أجل المحادثات".

عقوبات

ومن جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الدول الكبرى لفرض عقوبات أشد على إيران خلال المرحلة المقبلة إذا تجاهلت القرار.

وقال في تصريحات بترينيداد حيث سيشارك في قمة دول الكومنولث، إن القرار وجّه "أوضح إشارة إلى إيران بأن عليها أن تتخلى عن خططها النووية وأن العالم يعرف ما يفعل".

وحث القرار إيران على توثيق الجدول الزمني للعمل، وتوضيح الغرض الأصلي من إقامة منشأة فوردو النووية قرب مدينة قم، وتأكيد عدم وجود المزيد من المنشآت الذرية السرية أو أي خطط سرية لبناء أي منها.

وجاء تبني هذا القرار -وهو الأول من قبل الوكالة ضد إيران منذ فبراير/شباط 2006- بموافقة 25 عضوا بينهم روسيا والصين ورفض ثلاث دول هي كوبا وفنزويلا وماليزيا وامتناع ست أخرى عن التصويت وهي مصر وأفغانستان والبرازيل وباكستان وتركيا وجنوب أفريقيا.

ودعت الخارجية الروسية إيران إلى التعامل "بجدية كاملة مع الإشارة الواردة في القرار، وأن تضمن التعاون الكامل مع الوكالة".

تخويف

ومن جهتها وصفت إيران القرار بأنه "تخويف" ستكون له تداعيات سيئة على مستقبل الوكالة أكثر من الإيرانيين أنفسهم، قائلة إنه سيقوض الأجواء الضرورية لمحادثاتها مع الدول الكبرى.

وقال السفير الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إن مثل هذا القرار لا يشجع طهران على التعاون الطوعي، موضحا أن مطالب القرار تتجاوز الالتزامات القانونية الإيرانية.

واعترفت إيران بوجود منشأة فوردو في سبتمبر/أيلول الماضي بعد سنتين من البدء في إنشائها.

وكانت طهران هددت بخفض مستوى تعاونها مع الوكالة إلى الحد الأدنى في حال صدور قرار ينتقدها.

وتتهم القوى الكبرى إيران بأن برنامجها النووي مخصص لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أن أهدافه سلمية.