تتجه أنظار المستهلكين هذه الأيام الى سوق الأضاحي من ناحية وأسواق الملابس وأزياء عيد الأضحى المبارك من ناحية أخرى لشراء ملابس العيد للصغار والكبار على حد سواء.
«الدار» قامت بجولة ميدانية لرصد حركة الأسواق قبل حلول عيد الأضحى بأيام، حيث أكد الزبائن تفاوت درجات الجودة وارتفاع الأسعار ورواج «الاستوكات» في بعض منافذ البيع من أجل تصريفها في زحمة العيد.
في نفس الوقت تفاوتت آراء أصحاب المعارض حول المبيعات مقارنة بالأعوام السابقة نظراً لتعدد منافذ البيع إلا أن الأغلبية رأت ركود حركة البيع مقارنة بالسنوات السابقة.
وحول نوعية المعروض في الأسواق من ملابس من جهتهم أكد الباعة ان الاقبال يزداد على الأزياء الربيعية والخريفية نظراً لاعتدال الطقس، بينما يقصد شراء الأزياء الشتوية الذين يقصدون السفر لقضاء عطلة عيد الأضحى خارج الكويت وفي بلدان ذات أجواء باردة.
ومن جانبه شدد رئيس جمعية حماية المستهلك التطوعية، والمستشار بجمعية الصحافيين المحامي فيصل السبيعي على ضرورة ترشيد الاستهلاك في ظل تفاقم الغلاء وعدم الانزلاق أو الجري وراء الاعلانات لأن بعضها مضلل وخادع لا يعكس حقيقة التخفيضات، وطالب السبيعي المستهلك بان يتأكد بنفسه من وجود تنزيلات حقيقية بعيدة عن الوهم، وأن يقوم بشراء ما يلزمه بعيداً عن أي اسراف، وأن يلتزم بترشيد الاستهلاك حتى لا يكلف نفسه ما يفوق طاقته الفعلية الحقيقية وميزانيته مما يشكل عبئاً على حياته المعيشية.
قال مدير أحد المعارض للأزياء النسائية: ان الازدحام الموجود بالأسواق لا يعني انتعاش حركة البيع، فالايرادات أقل من الأعوام السابقة، وحول نوعية المعروض من الملابس قال: ان المعروض يجمع بين الخريفي والشتوي طبقاً لظروف الطقس، مشيراً الى أن معظم الزبائن الذين يشترون الشتوي يفضلون قضاء العيد خارج الكويت حيث تكون درجة الحرارة أقل والبرودة أكثر ليلاً فيفضلون شراء الملابس الشتوية، أما من هم في داخل الكويت فيقصدون شراء الربيعي والخريفي نظراً لأن درجة الحرارة مازالت تسمح بارتداء الملابس الصيفية والربيعية، فضلاً عن أن موسم الشتاء قصير في الكويت لا يستدعي توفير كميات كبيرة من الملابس الشتوية.
بسؤاله عن ارتفاع الأسعار من عدمه قال: ان الأسعار لدينا ثابتة، مشيراً الى أن الملابس النسائية تجمع ما بين المستوردة والمنتجة محلياً في مشاغل الكويت.
استوكات
وقال محمد فضل «بائع»: ان الأسواق مليئة بالاستوكات ودور وزارة التجارة غائب، مشيراً الى أن بيع الاستوكات بأسعار زهيدة يؤثر على تصريف البضائع الأصلية ذات الجودة العالية.
وأشار الى أن المعروض من الملابس النسائية والأطفال المصنعة محلياً هو الأنسب سعراً لأن المستوردة مرتفعة الثمن من مصدرها. وأضاف: فيما يتعلق بالمصنع محلياً يكتب عليه «تصنيع الكويت» بدلا من ان يوضع عليه «ليبل» صنع في ايطاليا او فرنسا، ولا عيب، طالما ان الخامات جيدة وذوقها جميل يرضي الزبون.
تقليد الماركات
واشار الى ان تقليد الماركات المعروفة دفع البعض لشراء هذه الماركات المقلدة مما اثر على القوى الشرائية لهذه الماركات الاصلية، لان الزبائن يبحثون دائما عن الارخص فضلا عن ان هناك شركات تتعامل مع استوكات بأسعار رخيصة وتطرحها بالاسواق مما يؤثر سلبا على بيع البضاعة الاصلية.
أسعار متفاوتة
التقت «الدار» عددا من الزبائن في اسواق الكويت المختلفة تشمل مجمعات تجارية ومعارض شعبية وقالت ام يوسف زبونة: ان الاسعار تتفاوت من محل لاخر بينما توجد بعض الشركات التي تبيع بأسعار محددة لا تقبل المساومة، وغالبا ما تكون نسبة الربح معقولة، وبالتالي لا يكون هناك مجال للمساومة.
واضافت قائلة: ان الاسعار بالنسبة لملابس الاطفال مرتفعة ومبالغ فيها، وان الباعة يستغلون نقطة عاطفية، وهي ان الاسرة لا تبخل على الطفل مهما كان سعر القطعة التي يريد شراءها ويختارها.
وبالتالي يقومون برفع الاسعار، وانتهاز فرصة العيد لتحقيق مكاسب تعوضهم عن فترة الركود.
وقالت ام عبدالله ان بعض المعارض يقوم بترويج الرديء، وان المعروض في بعض المحال ليس بضائع جديدة وانما هي بضائع رديئة وليست بالجودة المطلوبة، يتم تصريفها في زحمة العيد، وناشدت وزارة التجارة والصناعة تصعيد حملاتها لقمع محاولات الغش التجاري للذين يقومون بوضع «ليبل» ليس من بلد المنشأ، مشيرة الى ان هذه التصرفات تسبب القلق والحيرة لدى المستهلك.
إقبال محدود
وقال عصام دلالي صاحب معرض في سوق السالمية: ان معظم الملابس النسائية التي تباع داخل الاسواق في سوق السالمية هي مصنعة في مشاغل الكويت واسعارها ثابتة فبعضها يباع بخمسة دنانير، والاخر بثلاثة، فضلا عن وجود قطع تباع بأسعار اعلى حسب الخامات المصنعة منها ودرجة جودتها.
واضاف: اما ما يتم تسويقه خلال فترة عيد الاضحى فهو من الازياء الربيعية والخريفية، مشيرا الى ان عرض الشتوي قليل لقصر الموسم من جهة ولاعتدال الطقس حاليا، ولا يوجد مبرر لارتداء الملابس الشتوية.
واضاف ان الازدحام الموجود في بعض الاسواق لا يعكس حقيقة البيع في بعض الاسواق، مشيرا الى ان البيع لا يغطي دفع الايجارات ورواتب الموظفين لكثرة المعارض، وان حركة البيع تراجعت بنسبة 60 في المئة مقارنة بالاعوام السابقة.
واشار الى المشاغل المحلية الكويتية توفر ملابس المحجبات، لان من الصعب استيراد هذه الازياء بشكل كامل سوى من تركيا، مشيرا الى ان اسعار المشاغل المحلية معتدلة قياسا بالذي يتم شراؤه من تركيا فهي اسعار اعلى مقارنة بغيرها، وهو ما يرجع لنوعية الجودة وزيادة التكلفة بسبب الشحن وخلافه.
حول نوعية الزبائن الذين يقصدون الشراء قال: هناك المتسوقون الذين يقصدون شراء الملابس الشتوية وهم من المسافرين لبلدان ذات اجواء باردة، اما الفئة الاخرى وهم المقيمون والمواطنون الذي سيقضون اجازة عيد الاضحى في الكويت وبالتالي يقومون بشراء الملابس الربيعية والخريفية.
زبائن عيد الأضحى أقل
وقال محسن عبدالباسط مدير احد المعارض المعروفة الكبرى: ان المبيعات افضل في عيد الاضحى مقارنة بعيد الفطر، مشيرا الى ان التركيز دائما يكون منصبا على الاطفال اكثر من الكبار، واضاف قائلا: في الحقيقة لا يعكس الازدحام حقيقة البيع في بعض المعارض، فالبعض يقصد الاسواق للتعرف على الاسعار ولمجرد الفسحة او النزهة.
حول نوعية الملابس الموجودة قال: توجد ملابس من بلدان اسيوية ومن تركيا وبعض من مشاغل محلية، وعلى الزبون ان يختار ما يريد، مشيرا الى انه يتم وضع هامش ربح بسيط من اجل البيع الكثير.
وقال عبد الباسط: ان الذين يقصدون السفر خارج الكويت يقومون بشراء الملابس الشتوية اما الموجودون فيشترون الازياء الخريفية والربيعية.
اما البائع باسم رفاعي مستثمر «هدايا وكماليات» فاشار الى ان حركة البيع متوسطة، وقال محمد ابو العلا: مسؤول قسم الرجال، ان المبيعات اكثرها شبابية وللاطفال والبناتي، مشيرا الى وجود انتعاش في حركة البيع في عيد الاضحى لوجود المسافرين الذين غابوا عن البلاد في عيد الفطر.
الأسواق الشعبية
أكدت شريحة من المستهلكين انها تفضل الشراء من الاسواق الشعبية لضمان السعر المناسب والجودة المتوسطة، بما يتناسب مع الدخول الشهرية، كما حذرت من اسعار المجمعات التجارية المرتفعة خاصة في ظل غلاء المعيشة الذي يبتلع المعاشات والرواتب الشهرية، مؤكدين ان التنقل بين محل واخر عملية ضرورية للحصول على اسعار مناسبة، فضلا عن ان انتشار المحال الشعبية يلبي حاجة اصحاب الدخول البسيطة، في الوقت نفسه اكد بعض اصحاب المعارض ان محال كانت حريصة على بيع «ماركات» معينة قامت مؤخرا بعد التحرير بتنويع بضائعها من بلدان اسيوية ومشاغل محلية حتى تضمن استمرارية حركة البيع بالمعارض وبما يتناسب مع دخول المستهلكين في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثيراتها السلبية على أرباب الأسر.
80 في المئة صناعة آسيوية
أكد معظم باعة المحال ان الاسواق امتلأت بالمنتجات الاسيوية لاعتدال اسعارها بالنسبة للمستهلكين الذين يركضون وراء السعر الرخيص، وهذا شمل الملابس والاحذية والشنط والكماليات.
اما بالنسبة للملابس النسائية وخاصة «المحجبات» فقد اكدوا ان 90 في المئة من معروضات السوق يتم شراؤها عن طريق المشاغل المحلية تحت شعار «صنع في الكويت» خاصة ان هذه المشاغل توفر ملابس المحجبات والقياسات الكبيرة. احد الباعة اكد ان التبكير في الشراء يضمن اختيار الموديلات الانسب لهم على الرغم من ان حركة العيد في عيد الاضحى اقل من عيد الفطر المبارك. فضلا عن ان التبكير يزيد ويتيح من فرص انتقاء واختيار الاجود سواء كان ذلك بالنسبة للملابس او الاحذية او من حيث توفير المقاسات المطلوبة للزبون.
محلات المئة فلس
لوحظ اقبال كبير على المحلات التي تبيع كل شيء بـ100 فلس، وربما تباع بضعف ثمنها في المحلات والبقالات الاخرى. وقال ابو ابراهيم (بائع): ان 95 في المئة من زبائن هذه المحلات من النساء. واشارت ام فادي الى انه على الرغم من ان هذه السلع متوسطة الجودة فإنها تسد الحاجة وقت اللزوم خاصة ان سعرها بسيط، وقد نشتريها من البقالة بربع دينار على الاقل اذا اضطررنا اليها، واضافت: هناك اشياء قد لا يكون شراؤها في الحسبان، لكن مع كثرة المعروض من السلع ننتقي اشياء مهمة تلزمنا في البيت، وهي متعددة تضم لوازم منزلية ونسائية وادوات مكياج وقرطاسية وتحف وغيرها.