استقال قائد أركان الجيش الألماني الجنرال وولفغانغ شنايدرهان على خلفية تقارير اتهمت وزارة الدفاع بالتكتم على معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في غارة أمر بها جنرال ألماني في قندز بشمال أفغانستان في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، وهو تكتم أقر به وزير الدفاع الألماني كارل ثيودور زو غوتنبرغ.
وأعلن وزير الدفاع الألماني الجديد زو غوتنبرغ استقالة رئيس الأركان في افتتاح نقاش برلماني حول المهمة الألمانية بأفغانستان، وقال إن شنايدرهان أراد التنحي طواعية، وشكر الوزيرُ للجنرال المستقيل خدماته.
وإضافة إلى شايدرهان، استقال أيضا وكيل وزارة الدفاع بيتر فيشرت بسبب القضية ذاتها.
وأثارت غارة قندز، التي قتلت حسب الحكومة الأفغانية 30 مدنيا و69 مسلحا من حركة طالبان، ضجة في ألمانيا الأسابيع الأخيرة.
نفي متواصل
وظل وزير الدفاع السابق فرانتز جوزيف يونغ، وهو الآن وزير للعمل، ينفي في لقاءات صحفية وفي البرلمان سقوط قتلى مدنيين، مما جعل حزب الديمقراطيين الاجتماعيين وحزب الخضر المعارضيْن يهددان بطلب تحقيق فوري في الغارة التي كانت العمل الأكثر فتكا الذي يشارك فيه الجيش الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال تقرير مطول لصحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار اليوم إن تسجيلات مصورة وتقريرا عسكريا سريا كانا يشيران بوضوح إلى وقوع ضحايا مدنيين عندما كانت الحكومة والجيش ينفيان ذلك.
وقد مددت الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي المهمة الألمانية في أفغانستان، في قرار يصوت عليه البرلمان الذي يتزامن نقاشه مع زيارة لألمانيا يقوم بها اليوم الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن الذي يلتقي المستشارة أنجيلا ميركل.
ويستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لإعلان إستراتيجية أفغانية جديدة يتوقع أن تشمل تعزيزات أميركية ودعوة الحلفاء في الناتو إلى إرسال مزيد من القوات والأموال.
حتى تتضح الرؤية
لكن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيليه قال اليوم الخميس إن النقاش لن يتطرق إلى زيادة القوات الألمانية إلى أن تتضح إستراتيجية الناتو في أفغانستان.
وافتتح فيسترفيليه النقاش بالدعوة إلى "الانفتاح والثقة" في التعامل مع مسألة انتشار القوة الألمانية في أفغانستان البالغ عددها 4500 جندي، تخضع مهمتهم لرقابة برلمانية صارمة.