تزايدت الضغوط على إيران في حين بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا يستمر يومين لبحث قرار يندد بما يعتبره الغرب مماطلة إيران فيما يتعلق بصفقة تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها.

وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي إن عدم رد إيران على اقتراح الدول الكبرى "مخيب للآمال"، في حين هددت إيران من جانبها بخفض مستوى تعاونها مع الوكالة إلى الحد الأدنى في حال صدور القرار.

وكانت الخطة التي صاغتها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة إلى ألمانيا، تقضي بأن ترسل إيران 75% من اليورانيوم المنخفض التخصيب لديها إلى روسيا وفرنسا حيث يتم تحويله إلى وقود خاص لمفاعل في طهران ينتج نظائر طبية يتوقع أن ينفد وقوده العام المقبل.

وفي كلمة ألقاها اليوم أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، قال البرادعي الذي تنتهي ولايته الاثنين المقبل بعد 12 عاما قضاها مديرا عاما للوكالة، "وصلنا بالفعل إلى نهاية المطاف، إلا إذا قررت إيران التعاون معنا".

اقتراح بديل

وأوضح البرادعي أنه اقترح بديلا يتمثل في نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى دولة ثالثة محايدة مثل تركيا "التي تتمتع بثقة كل الأطراف" على أن تبقى المادة هناك تحت إشراف الوكالة حتى تحصل إيران على وقود المفاعل، لكن إيران لم توافق على الاقتراح الأصلي أو تعديلاته.

من جانبه، قال دبلوماسي غربي إن حوالي 20 من 35 دولة في المجلس تؤيد نصا يعبر عن "القلق الخطير" بشأن الموقع القريب من مدينة قم الذي أبلغت طهران الوكالة عنه في سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك بعد عامين على الأقل من بدء أعمال الإنشاء، علما بأن القرار في حالة صدوره سيمثل أول إجراء تتخذه الوكالة ضد إيران بشأن برنامجها النووي منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

وقد حثت روسيا إيران اليوم على الالتزام بالاتفاق الذي قالت إنه يهدف إلى تهدئة المخاوف الدولية بأن طهران تحاول صنع أسلحة نووية، في حين قالت الصين إنها تبحث تأييد قرار الوكالة بمطالبة إيران بأن تجمد على الفور موقعا لتخصيب اليورانيوم أخفته لأعوام.

 

يذكر أن الدول الغربية تسعى لخفض مخزونات إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى أقل من الكمية اللازمة لصنع رأس حربي نووي إذا تم تخصيبه لدرجة نقاء أعلى.

ومن جانبها فإن إيران تقول إن الصفقة المعروضة تفتقر إلى ضمانات بحصولها في النهاية على الوقود، وهو موقف يرى فيه الغرب مماطلة واعترافا ضمنيا من إيران بأن مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب لن يستخدم في توليد الكهرباء كما تؤكد.