انتقلت تداعيات أزمة الكهرباء لسوق العقارات خلال الفترة الحالية لتغير ثقافة المجتمع فى شراء الوحدات السكنية حيث اصبح السؤال الاول عن انقطاع التيار الكهربائى والمياه بغض النظر عن رقى المنطقة او حتى مستوى الوحدة العقارية، لدرجة ان وجود المصاعد بالعقارات ذات الادوار الكثيرة بعد ان كان ميزة تحول الى عيب ومصدر رعب بالنسبة للسكان مع تكرار التيار الكهربائى دون موعد مسبق.
بداية اكد نادر كشك - خبير عقارى - أنه رغم تزايد أزمة الكهرباء وتكرار انقطاع التيار الكهربى بجميع المناطق فان نسبة من يرفض شراء وحدات بالأدوار المرتفعة لا تتجاوز الـ 10% ، خاصة ان هناك املا كبيرا فى حل ازمة انقطاع التيار الكهربائى خلال الفترة المقبلة ، كاشفا عن أن الشقق بالادوار العليا تنخفض اسعارها بنسبة 20% تقريبا عن الأدوار الأخرى فالشقة التى تسعر بمبلغ 120 ألف جنيه على سبيل المثال ينخفض سعر مثيلها بالادوار العليا الى 90 ألفا .
وقال إن المشهد الحالى فى سوق العقارات تخيم عليه حالة من الركود بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء ، موضحا أن المقاولين الآن لا يستطيعون تحديد سعر متر البناء مسبقا بسبب عدم ثبات الأسعار ، و أن المقاولين يلجأون إلى عنصر جديد وهو حرق الأسعار من أجل إنعاش سوق العقارات ، حتى يتمكنوا من استكمال وحداتهم السكنية وتدوير عجلة السوق مما يكبدهم خسائر كبيرة جدا ، مشيرا الى أن أرباح المقاولين أصبحت لا تتجاوز نسبة البيع فى حين أنها كانت تتعدى الـ 100% منذ سنوات .
ومن جهته ، قال زكى عبد الستار - صاحب أحد المكاتب العقارية بمدينة أكتوبر - ان العميل دائما ما يبحث عن المكان الذى يناسب إمكاناته المادية دون التفكير فى الخدمات ، و هناك أماكن بعيدة عن الخدمات ولكن هناك نسبة إشغال بها لان أسعارها منخفضة رغم بعد المكان عن جميع وسائل المواصلات والخدمات العامة.
وأضاف أن سوق العقارات تعانى حالة من الركود التام خاصة بالمدن الجديدة ، مشيرا إلى أن قرارات وزارة العدل بمنع توكيلات الشقق تسببت فى وقف حركة البيع والشراء بالعقارات التى تخضع لاشراف جهاز التعمير بالمدن الجديدة .
ومن جانبه ، قال أحمد محمد - موظف بالمعاش - إن أفكاره تغيرت فى رحلة البحث عن الشقق وتغير موقع سكنه بعد تكرار انقطاع التيار الكهربائى تخوفا من الأدوار المرتفعة وركوب المصعد ، رغم أنه سيوفر عليه مجهودا كبيرا
، وأنه رغم أن الأدوار المرتفعة تتميز بانخفاض سعرها وبعدها عن ضوضاء الشارع فان أزمة الكهرباء تسببت فى تغيير ثقافة الشراء لدى معظم المواطنين.
وقالت عزة إبراهيم انها تبحث عن المناطق التى ينخفض فيها معدل انقطاع المياه والتيار الكهربائى لانها لا تستطيع تحمل تلك الأزمات فضلا عن كونها لن تستطيع صعود أدوار مرتفعة .
ومن ناحيتها ، اشارت شادية حسين احدى ساكنات التجمع الخامس الى ان انقطاع المياه عن الادوار العليا بسبب توقف عمل المواتير اوجد ازمة اخرى لسوق العقار خاصة ان مناطق القاهرة الجديدة والتجمع الخامس والشروق والرحاب تعانى منذ فترة ازمة انقطاع للمياه بشكل دائم ، ورغم اعتذار وزير الاسكان عنها ووعده بحلها فان الازمة كما هى بل تتفاقم ، مطالبة بوقف البناء فى مناطق القاهرة الجديدة فى الوقت الذى توجد فجوة فى حجم المياه التى تصل لنا من مناطق المعادى ومصر القديمة باكثر من 150 الف متر مكعب مياه يوميا عن احتياجات المنطقة ، مشيرة الى تراجع اسعار العقارات فى تلك المناطق بسبب ازمتى الكهرباء والمياه.