البطالة أصبحت مشكلة مزمنة حيث أظهرت إحصاءات رسمية أن معدل البطالة ارتفع بنسبة 0,08% ليسجل فى نهاية شهر مارس الماضى 13.4%من اجمالى قوة العمل المصرية بزيادة 31 الفا على الربع الاخير من عام 2013.

واشار التقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى ان قوة العمل شهدت زيادة بدورها بنحو 239 الف فرد بنسبة 0,09% لتصل الى 27.6 مليون فرد.وبالرغم من تزايد اعداد العاطلين الى 3.6 مليون شخص إلا أن كثيرا من المصانع والشركات تعلن كل يوم عن حاجتها لعمالة خاصة العمالة الفنية وهو ما يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول سبل علاج هذا الوضع.

بداية تؤكد الدكتورة يمنى الحماقى استاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس ومستشارة وزير التنمية المحلية لشئون المشروعات الصغيرة ان سبب اختلال سوق العمل يرجع الى ضعف حجم الاستثمارات الجديدة لتراجع نسب نمو الاقتصاد الوطنى خلال السنوات الماضية وتزايد اعداد الخريجين فى الجهة المقابلة وهو ما يزيد من اختلال التوازن بين العرض والطلب على العمالة.

وأضافت ان عدم المرونة فى سوق العمل أصبح عاملا مؤثرا فى زيادة البطالة خاصة فى ظل غياب مؤسسات تنظيم العمل وتوزيعه بشكل صحيح كما لا توجد آليات لتوجيه الشباب وتدريبهم على المهن الاكثر طلبا الى جانب عدم وجود مراكز لاكتشاف قدرات الموارد البشريه هذا بخلاف الفشل فى السياسة التعليمية.

وقالت الحماقى إن ما يزيد تعقيد الموقف ان المستثمرين بدورهم يشكون عدم وجود عماله فنية ماهرة، موضحة أنها أجرت رصدا لاحتياجات المصانع فى 4 محافظات (القاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية) اظهر وجود اكثر من 30 الف فرصة عمل فى قطاع الملابس فقط ورغم الاعلان المتكرر عنها لاتزال هذه الوظائف شاغرة.

وطالبت يمنى الحماقى بمرونه أكثر فى سوق العمل وايجاد آليات مؤسسية بخلاف ملتقيات التوظيف التى تنظم على فترات لربط الباحثين عن وظائف والباحثين عن عمال مع توعية الشباب بأهمية العمل الفنى مع توعيته بحقوقه وواجباته والزام صاحب العمل بدفع الاجر المناسب الذى يكفل الامان والاستقرار للعامل وتأمينه بشكل صحيح.

وأضافت ان مشكلة البطاله لابد من حلها بسرعة حتى لاتزيد ويوجد مشكلات كبيرة فى المجتمع، وتتلخص اهم نقاط الحل فى تفعيل دور مراكز التدريب والجمعيات الاهليه والاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتوفير التسهيلات اللازمة لهذه المشروعات من مصادر تموين لترخيصات للتسويق ومساندتهم مساندة حقيقية لأن المستثمر الصغير سوف يوفر فرص عمل وسيزيد حجم الناتج ويكافح الفقر ويزويد التصدير ويقلل الاستيراد.

من جانبه، أوضح مجدى شرارة رئيس اتحاد عمال العاشر من رمضان أن البطاله زادت بنسبه كبيرة فى الفترة الأخيرة بسبب المظاهرات والاضرابات وضعف حجم الاستثمارات الجديدة واغلاق المصانع هذا بخلاف الوافدين من الخارج.

ويؤكد شرارة ان حجم البطالة فى مصر وصل الى 25% من قوة العمل حيث كان فى السابق يتراوح بين 12 و14%، رغم توافر فرص عمل كثيرة بدليل الاعلانات المتكررة بالصحف من بعض مصانع قطاع المواد الغذائية التى يتوافر بها اكثر من الف فرصة عمل براتب مناسب وتؤمن على العاملين لديها وتوفر لهم وسيلة انتقال، فإن الشباب فى مصر غير مقبلين على تلك المهن ومازالوا يبحثون عن العمل الحكومى.

فى الوقت نفسه ، اكد الدكتور شريف ابو فرحة متخصص فى الموارد البشرية ان اهم اسباب البطالة هو ضعف النظام التعليمى الذى لايلبى متطلبات السوق الحديثة الى جانب المفاهيم المغلوطة لدى الشباب عن العمل حيث يبحثون عن راتب كبير دون بذل اى جهد او اكتساب اى مهارات تمكنهم من ذلك.

ويرى ان الحل لهذه المشكلة يتمثل فى تبنى مشروع قومى يشارك فيه رجال الفكر والاقتصاد والقانونيون والاعلاميون وجهات التدريب لتأهيل الشباب بجانب اكسابهم المهارات اللازمة لانشاء مشروعات صغيرة.