نوجه أكبر حملة دعوية في تاريخ أمريكا اللاتينية

40 مركزا إسلامي ينشرون الدعوة في المونديال

هدفنا تعريف الجماهير الوافدة في المونديال بالإسلام

لم تكن هناك كلمة لشيخ الأزهر في افتتاح المونديال

هناك فتاوي تجيز بإفطار اللاعبين المسلمين في رمضان

«كن داعيا بالمونديال » حملة هدفها تعريف الجماهير الوافدة المشجعة للإسلام وهدايتهم له، يقود هذه الحملة الشيخ خالد تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل وشيخ مشايخ البرازيل.

الحملة هي أكبر مشروع دعوي في العالم ويقيم عليه مجموعة من الدعاة المصريين والعرب الموجودين بقيادة شيخ مشايخ البرازيل الشيخ خالد تقي الدين، وهي حملة أولى من نوعها متواجدة طوال فترة المونديال التي تقام في البرازيل، وتقوم الفكرة على توزيع (مليون) نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم وكتيبات للتعريف بالإسلام على الجماهير الوافدة والمشجعة.

شبكة الإعلام العربية “محيط” أجرت حوارا مع الشيخ خالد تقي الدين، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وشيخ مشايخ البرازيل، وسألته عن قضايا عديدة هامة، وخرجت بالحصيلة التالية.

حدثني عن بداياتكم في الدعوة الإسلامية بالبرازيل ؟

وصلت البرازيل أغسطس عام 1986م بعد تخرجي مباشرة من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث أسهمت في تأسيس مسجد وجمعية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بضاحية ” فيلا ساو جوزيه ” بمدينة ساو باولو في البرازيل، وبعد عام انتقلت لدولة البارجواي لأساهم في تأسيس المركز الإسلامي بالعاصمة أسنسيون والمركز العربي الإسلامي بمدينة “سيدادي ديل ايستي ” على الحدود مع دولة البرازيل، ثم عدت للعمل مرة أخرى إلى البرازيل عام 2000 بمسجد مدينة غوار وليوس، وعام 2009 عملت مديرا للشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، وقمت بتأسيس مشروع ” اعرف الإسلام “، الذي يتبنى إيصال المعرفة بالثقافة والدين الإسلامي لأبناء المسلمين والشعب البرازيلي، والآن تفرغت لرئاسة المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل.

”كن داعياً بالمونديال” حملة فريدة من نوعها - من صاحب الفكرة.. وكيف تبدأ ؟

نعم.. نحن خلال عملنا الميداني في مشروع ” اعرف الإسلام ” من خلال الأنشطة المختلفة في البرازيل، مثل طاولة الدعوة والخيام الدعوية والمشاركة في معارض الكتب، وزيارة الجامعات والمدارس والتواصل مع السجون، نبعت فكرة الاستفادة من مونديال البرازيل، وذلك بتنفيذ نفس المشاريع التي نقوم بها ونزيد عليها بما يتناسب مع طبيعة الجمهور والواقع المعاش.

وقبل 3 أعوام بدأنا في التخطيط للعمل من خلال وضع خطة مبدئية، وبدأنا في زيارة المؤسسات الخارجية والتواصل مع المؤسسات المحلية لتنفيذ المشروع، وقد استهدف المشروع ثلاث فئات، المشجعون المسلمون الوافدون إلى المونديال، أبناء الجالية المسلمة في البرازيل، والجمهور المشارك في المونديال.

وبالنسبة للمشجعين المسلمين أصدرنا دليلا باللغتين الإنجليزية والفرنسية، يحتوي على معلومات عن المراكز الإسلامية وأوقات الصلوات، وتعريفا بالبرازيل والمباريات وأماكنها واتجاه القبلة وعناوين السفارات العربية والإسلامية، وقد تم إنشاء تطبيق لأجهزة الأندرويد وآبل ستور تحت اسم SALM BRAZIL ويحتوي على تلك المعلومات.

وما دور الجاليات المسلمة في الدعوة؟

بالنسبة لأبناء الجالية المسلمة تم دمجهم كمتطوعين للتعريف بالإسلام خلال الحملة، وبالنسبة للمشجعين من مختلف الجنسيات، فقد تم تجهيز 4 ملايين كتاب هي مجموع ما وصلنا من المؤسسات التالية، أوقاف أبناء العويصة بمتابعة من الدكتور عبد الرحمن الشيحة ومساعدة الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام في شحنها بحوالي 3.800.000 مليون كتاب، والهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته ساهمت ب 100.000 ألف كتاب، وجمعية إحياء التراث ساهمت ب 48 ألف كتيب و15 ألف ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وشبكة الإسلام الحق بمليون كارت تعريفي، وقسم الدعوة الإليكترونية بجمعية النجاة ببنرات ورول أب اليكترونية للكتب ومقاطع الفيديو تعتمد على التقنية الحديثة، وجمعية مصلحون من مصر دعمت بكتب وبنرات مختلفة، وتولى اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل مسؤولية الدعم اللوجستي في تسيير الحملة في أكثر من 14 مدينة على امتداد البرازيل.

وما طبيعة العمل الدعوي؟

أما عن طبيعة عملي الدعوي فيبدأ قبل صلاة الفجر ويمتد حتى منتصف الليل، وأقضيه في الجواب على الأسئلة المختلفة والاستشارات، ثم دعم صفحات التواصل الاجتماعي حيث أقوم عليها جميعا، والرد على البريد الإليكتروني، ثم أذهب للعمل داخل المكتب، والتنقل الميداني للعمل مع الفرق المختلفة والإشراف عليها، وزيارة الفرق الرياضية، وعمل المقابلات التليفزيونية والإعلامية للتعريف بالحملة، فاليوم بحمد الله مشحون بالعمل وفي الليل أعود للبيت لأعضاء بعض الاهتمام للعائلة التي تمارس معي العمل الميداني سواء الزوجة أو الأولاد ولله الحمد والمنة.

تكفل الحكومة البرازيلية حرية الأديان ؟

تعد البرازيل نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة، وتكفل الحكومة البرازيلية حرية الأديان وممارستها والدعوة إليها ونشرها، وتساعد المؤسسات الإسلامية التي تريد بناء مساجد أو مدارس بمنحها أرضا مجانية لإقامة مشاريعها عليه، وقد صدر قرار جمهوري باعتبار يوم 25 مارس من كل عام يوما لتكريم الجالية العربية، وقرار من برلمان ولاية ” ساو باولو ” باعتبار يوم 12 مايو من كل عام يوما للإسلام، وقرار من برلمان مدينة ” فوز دو إيجواسو” حيث يوجد ثاني أكبر تجمع للمسلمين باعتبار نفس التاريخ يوما لتكريم الدين الإسلامي، وقرار من برلمان البرازيل باعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والدستور البرازيلي يكفل للمرأة المسلمة استخراج الأوراق الرسمية الهوية وجواز السفر بالحجاب.

ما أهم انجازات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل على مدار السنوات الماضية ؟

أهم إنجاز هو توحيد الدعاة والمشايخ تحت مظلة واحدة وتسجيل ذلك رسميا داخل الحكومة البرازيلية، وتوحيد رؤية الهلال واعتماد الجالية على المجلس في إثبات ذلك، والمجلس في طريقه للقضاء على ظاهرة الإفتاء بدون علم وكثرة الكلام حول الإسلام من أشخاص يدعون العلم.

هل استغليتم مونديال كأس العالم في البرازيل لتوصيل رسالتكم؟

نعم.. كان هناك تقدم نوعي من حيث أن المجلس هو من يشرف ويوجه أكبر حملة دعوية في تاريخ أمريكا اللاتينية والتي يقوم بها اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل تلك المؤسسة العريقة والتي تضم 40 مركزا إسلاميا تنتشر على كافة الولايات البرازيلية والحملة تحت عنوان “سلام برازيل”، وتأخذ أيضا نداء “كن داعيا في المونديال”.

كم عدد المسلمين في البرازيل؟

ليست هناك إحصائية دقيقة لعدد المسلمين في البرازيل، وإنما العدد تقريبي ويقدر بمليون ونصف مسلم..

كم العدد التقريبي الذين أسلموا عن طريقكم؟

أسلم على يدي ما يقارب 60 شخصا ولله الحمد والمنة.. نسأل الله القبول والإخلاص.

هل الأحداث الجارية في البلدان العربية وسقوط حكام إسلاميين تؤثر على مسيرتكم الدعوية؟

المسيرة الدعوية لم تتأثر كثيرا بما شهدته البلاد العربية، كون الدعوة في البرازيل تعتمد بشكل أساسي على مقومات داخلية تنبع من أرض البرازيل، وبعد تجربة وخبرة في مجال الدعوة خلال الجاليات في أمريكا اللاتينية، وجدنا أن إدخال العامل السياسي خلال المسيرة الدعوية يعطل الكثير من الأعمال كون الجالية هنا أكثرها من بلاد الشام فإذا تم جر الجالية لما يحدث من خلافات في العالم العربي سنكون نسخة وانعكاس لما يقع هناك من أحداث، لذلك نحن نتمنى أن تنتهي هذه الأحداث بسلام، وأن يتعلم الجميع من روح التسامح التي تعيشها البرازيل بكل ما فيها من عرقيات وأديان ومذاهب مختلفة يجمعها جميعا روح المواطنة والتعايش السلمي.

ما الذي تحتاجونه لإنجاح حملتكم خلال هذه الأيام ؟

نحتاج أولا للدعاء خصوصا مع دخول شهر رمضان المبارك أعاده الله على أمة الإسلام بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وكذلك التعريف الإعلامي بحملتنا خصوصا في وسائل الإعلام المختلفة، والتواصل مع المؤسسات المهتمة سواء دينية أو ثقافية في العالم الإسلامي للتحضير للتعريف بالإسلام وثقافته وحضارته خلال الأولمبياد عام 2016 في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

ما أفضل المواقف التي رأيتها في المونديال وأثرت فيك ؟

تتعدد المواقف.. وأذكر أن في إحدى الأيام قدمت بطاقة صغيرة لامرأة كانت تمر في الشارع فلما قرأتها وجدت ” في الإسلام خيركم خيركم لأهله ” وبدا عليها التأثر ولم تتمالك نفسها من البكاء، وقالت هذا كلام عظيم سوف أهديه لزوجي، فأخبرناها أن هذا كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

كم عدد من أسلموا على أيديكم في المونديال حتى الآن ؟

خلال حملتنا أسلم 6 أشخاص وهي موثقة، وسمعنا عن إسلام أشخاص آخرين ولكن لم يصلنا أي توثيق لتلك الأخبار.

ما حكم من يفطر نهار رمضان من المشاركين المسلمين في المونديال؟

اليوم هنا قصير كوننا في موسم الشتاء، ويبلغ حوالي 12 ساعة فهي سهلة على المشجع المسلم أن يصوم إلا أصحاب الأعذار، أما بالنسبة للاعبين فهناك فتاوى تبيح لهم الإفطار إذا كان لديهم مباراة أو تدريب قاس وخصوصا وهم يقومون بواجب وطني لتمثيل بلادهم في المونديال.

هل ألقى شيخ الأزهر كلمة عبر الفيديو كما تداوله الإعلام المصري؟

لم تكن هناك كلمة للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر خلال الافتتاح.

ما خطتكم الموضوعة خلال المباراة النهائية في المونديال؟

الخطة تعتمد على الحضور المكثف لأعضاء الحملة حول استاد “ماراكنا” للتعريف بالإسلام قبل وبعد المباراة النهائية من خلال الكثير من الأنشطة الدعوية، مثل الخيام الدعوية وطاولة الدعوة والداعية المتحرك واللوحات الاليكترونية.

ما مستقبل الدعوة الإسلامية في البرازيل بعد انتهاء المونديال؟

مستقبل الدعوة الإسلامية في البرازيل واعد، والآفاق مفتوحة لعمل دعوي متميز، والبرازيل أرض خصبة للدعوة، ونريد أن نوحد الخطاب الديني الذي يحمل وسطية الإسلام وفكره المعتدل لكافة المؤسسات والشعب البرازيلي، وسوف نسعى بلا شك لتطوير الكثير من الوسائل من خلال خبرتنا المتراكمة على أرض الواقع، وأتوقع خلال الأعوام القادمة أن تشهد الدعوة الإسلامية نموا حقيقيا على كافة المستويات.