احتفلت السفارة المصرية في الكويت ليلة امس بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة وذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة المصرية والكويتية .. وقال سفير مصر لدى الكويت عبدالكريم سليمان في كلمته خلال الحفل..

    لقد تفجرت ثورة يوليو 1952 نتيجة للفساد والتكلس والترهل الذى أصاب قطاعات الدولة المصرية، وكان لزاماً أن يخرج جيل جديد ليقود الوطن إلى رحاب التنمية والتقدم بشكل أفضل فى ظل ظروف عالمية متغيرة وعصر ساده الإستقطاب بين المعسكرين الشرقى والغربى، فأوقدت ثورة يوليو شعلة نور حققت دفعة للأمام على المستويين المحلى والقومى، بل وساهمت فى صياغة عالم جديد وشكَّلت تحالفاً كبيراً ضم دول العالم الثالث والدول المستقلة حديثاً حينذاك فى "منظمة عدم الانحياز". وحازت بذلك تقدير العالم وإعجابه.

     ولا يفوتنا ونحن نحتفل بثمرة جهود أبناء مصر المخلصين والأشقاء العرب بعودة مصر للإتحاد الإفريقى بعد تجميد أنشطتها فى ظروف سياسية شابها نوع من سوء الفهم - لا مجال لذكرها أو الخوض فيها الآن – أن نستذكر اليوم بكل فخر الإسهام البارز "لمصر ثورة يوليو" فى مساندة حركات التحرر من الإستعمار والمساعدة فى استقلال غالبية الدول الأفريقية، وفى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التى تحولت مؤخراً إلى الاتحاد الإفريقى.

السادة الحضور

     ذكرى يوليو لا تقتصر فقط على استدعاء الماضى المجيد وإنجازه التليد، بل نستشرف فيها مستقبلاً أفضل لمصرنا العزيزة ونجده ساطعاً جلياً فى الحيوية المتجددة للشعب المصرى الذى قام بثورتين عظيمتين فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 اللتان ضمتا جذوتهما لتجديد شعلة ثورة يوليو وإحياء أهدافها مبرزة العلاقة المتميزة بين المصريين شعباً وجيشاً وليصحبا فى ضوء طريقهما أجيالاً لم تشهد أمجاد ثورة يوليو مطالبة وساعية نحو الحرية والتنمية والتقدم والاستقرار والأمن.

     لقد دشنت مصر طريقها بالفعل بتحقيق استحقاقين من استحقاقات خارطة الطريق وهما الدستور والانتخابات الرئاسية ويتبقى انتخابات البرلمان فى غضون أشهر قليلة لتتأسس بذلك معالم المرحلة الجديدة التى نرى أنها ستكون مشرقة بإذن الله.

   إذ شاهدنا جميعاً باعتزاز حفل تنصيب الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيساً للجمهورية وتنظيمه بالغ الدقة والذى ينبئ عن عهد جديد وأداء يليق بشعب مصر العريق لتفتح مصر بذلك صفحة جديدة محملة بالأمل نحو المستقبل تهدف إلى الرسو بالوطن على بر الأمان طاوية بذلك فترة انتقالية اتصفت بالقلق حول حالة الأمن الداخلى فى محيط إقليمى يعانى من الاضطرابات بشكل مزمن، ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أعرب عن تقدير مصر حكومة وشعباً لمشاركة صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد فرحة الشعب المصرى وحضور حفل التنصيب.

الإخوة والأخوات

     نثق جميعاً بقدرة مصر بكوادرها البشرية ومواردها الطبيعية على القفز نحو التقدم وندرك أنها فى حاجة ماسة الآن إلى المزيد من جهود أبنائها فى الداخل والخارج وتعاون أشقائها من الدول العربية وأصدقائها من الدول الأجنبية لتحقيق قفزات ملموسة وسريعة صوب التنمية والرخاء، ونأمل أن يتآزر الكل ويسمو الجميع فوق أية خلافات فرعية فى مرحلة تتسم بالتحديات.

     لقد شهدت العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين مؤخراً طفرة ملحوظة فى تكثيف الزيارات على كافة المستويات ولعل أبرزها زيارة الرئيس السابق عدلى منصور إلى الكويت ثلاث مرات فى غضون شهور معدودة وآخرها زيارة سمو الأمير إلى مصر فى حفل التنصيب فضلاً عن الزيارات الوزارية المتعددة بين البلدين وأنتهز هذه الفرصة للتعبير عن خالص الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً على كافة أشكال الدعم السياسى والمادى الذى قدمته وما زالت تقدمه لمصر فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخها.

الإخوة والأخوات

     حقاً فإن الأمل سطع فى سماء مصر .. مصر الحضارة .. مصر النيل والأهرامات .. مصر الأزهر والكنيسة .. مصر التاريخ المضئ .. مصر العقول المستنيرة .. مصر الكوادر البشرية .. مصر الجيش القوى خير أجناد الأرض .. مصر الأمن والأمان .. ولأنها مصر فنحن نثق فى النصر .. ونردد معاً "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

الإخوة والأخوات

     فى الختام دعونا نتعاهد جميعاً على تعويض ما فاتنا خلال المرحلة الانتقالية الصعبة التى مر بها الشعب المصرى لنرفع المعاناة عن كاهل أبناء وطننا العزيز، ونأمل فى تحقيق ذلك من خلال تضافر كافة جهود أبناء مصر فى لحمة وطنية.. الكل على قلب رجل واحد وأن نقدم كل ما فى وسعنا من مساعدة لوطننا العزيز.

وفى هذا السياق نقدم التحية للمبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى اليوم بإعلانه عن التنازل عن نصف راتبه الشهرى وكذلك عن نصف ثروته ونرجو أن تكون هذه المبادرة نبراساً حميداً لأبناء مصر فى الكويت لتدشين حملة تبرعات من المصريين لصالح صندوق دعم مصر بالسفارة كل حسب مقدرته وظروفه للمساهمة فى اجتياز الوطن لهذه المرحلة الدقيقة.