تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء بحماية المراقد الشيعية المقدسة في العراق حيث سيطر إسلاميون متشددون على معظم اجزاء أكبر مصفاة في البلاد.

 


وقال مسؤول بمصفاة بيجي بشمال العراق إن متشددين سنة يسيطرون على 75 بالمئة من المصفاة بعد قتال عنيف عند البوابات التي تدافع عنها قوات خاصة إثر حصار استمر اسبوعا.

 

 


واسفر الهجوم المباغت للمقاتلين السنة عن طرد قوات حكومية من مدن رئيسية في الشمال وسيطرة المتشددين عليها منذ الأسبوع الماضي.

 

 


ويقود المقاتلين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ولكنه يضم ايضا عدة اطياف سنية معتدلة اغضبها ما تراه قمعا من جانب بغداد.

 

 


وتحاول واشنطن وعواصم غربية اخرى انقاذ العراق كدولة موحدة بالضغط علي رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي للتعاون مع معارضيه السياسيين من السنة والأكراد. واجتمع المالكي مع معارضين سنة واكراد الليلة الماضية وانتهى الاجتماع بظهور مشترك اتسم بالفتور ومناشدة من أجل الوحدة الوطنية.

 


ولكن حكومة المالكي اعتمدت حتى الان بشكل شبه كلي على دعم انصارها الشيعة وهاجم مسؤولون زعماء سنة ووصفوهم بالخونة في حين جرى حشد ميليشيات شيعية -يعتقد كثيرون إن ايران تمولها وتدعمها- لوقف تقدم السنة بينما ينهار الجيش العراقي وقوامه مليون جندي وأسسته الولايات المتحدة بتكلفة 25 مليار دولار.

 


ومن شأن مشاركة ايرانية صريحة ان تحول القتال لصراع اقليمي. وإيران أكبر قوة شيعية في المنطقة واسفرت حربها مع العراق في الثمانينات عن سقوط مليون قتيل.

 


وفي بث تلفزيوني على الهواء مباشرة وجه روحاني أوضح رسالة تفيد استعداد طهران لحشد قواتها.

 

 


وقال أمام حشد خلال زيارة لاقليم لورستان الغربي "بالنسبة للمراقد الشيعية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء نقول للقتلة والإرهابيين ان الأمة الايرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة."

 

 


وذكر روحاني إن كثيرين عبروا عن استعدادهم للذهاب الى العراق للدفاع عن المراقد المقدسة "ووضع الإرهابيين في حجمهم الطبيعي". وأضاف أن مقاتلين مخضرمين من سنة وشيعة وأكراد العراق "مستعدون للتضحية".

ويزور ملايين الشيعة المراقد المقدسة كل عام. وتتحصن القوات الحكومية العراقية في مدينة سامراء التي يوجد بها أحد اهم المزارات الشيعية وهدد المقاتلون السنة بمهاجمة النجف وكربلاء.

 


ولكن الهدف الحالي للمقاتلين مصفاة بيجي أكبر مصدر لانتاج الوقود للاستهلاك المحلي في العراق ما يتيح لهم احكام قبضتهم على إمدادات الطاقة في الشمال حيث يشكو سكان المنطقة من نقص الوقود.

واغلقت المصفاة أمس الثلاثاء ونقل العمال الاجانب بطائرة هليكوبتر. وصدت القوات الخاصة العراقية أكثر من محاولة للسيطرة على المصفاة في حين هوت مدن وبلدات في المنطقة سريعا أمام تقدم المقاتلين في الاسبوع الماضي.

 

 


وقال مسؤول بمصفاة بيجي من داخلها "استطاع المتشددون اقتحام المصفاة. هم يسيطرون الآن على وحدات الإنتاج ومبنى الإدارة وأربعة أبراج للمراقبة. يمثل هذا 75 في المئة من المصفاة."


واصر صباح نوري الناطق الإعلامي باسم جهاز مكافحة الارهاب في العراق على أن القوات الحكومية ما زالت تسيطر على المصفاة وانها قتلت بين 50 و60 مقاتلا واضرمت النار في ست أو سبع مركبات للمقاتلين بعد ان تعرضت لهجوم من ثلاث جهات.

وذكرت عدة مصادر انها شاهدت اعمدة دخان تتصاعد من المجمع بعد إصابة اجزاء من المصفاة. وخلال الاحتلال الامريكي من 2003 إلى 2011 لم تغلق المصفاة والتهديد الذي تتعرض له يظهر كيف أن العراق يواجه الآن خطرا أكبر من المسلحين عما كان الوضع عليه قبل سحب واشنطن قواتها.

 


وفي تكرار لمساعى فاشلة سابقة لتضييق هوة الانقسامات العرقية والطائفية عقد زعماء سنة واكراد وشيعة اجتماعا مغلقا في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء ثم وقفوا أمام الكاميرات بينما تلا رئيس الوزراء الشيعي السابق ابراهيم الجعفري بيانا.

 


وقال الجعفري في كلمة إن القوى الارهابية لا تمثل أي طائفة أو دين. وتضمنت الكلمة تعهدا عاما بمراجعة المسار السابق.

 

 


وبعد ذلك غادر معظم القادة وبينهم المالكي وأسامة النجيفي أكبر زعيم سني شارك في الاجتماع المكان في صمت.

 


ورغم ان البيان المشترك الصادر امس الثلاثاء ذكر قصر حمل السلاح على من يعملون في الدولة الا أنه جرى حشد الاف من أفراد الميليشيات الشيعية للدفاع عن بغداد.

 

 


وقال مصدر شيعي يعمل بالحكومة أن عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله ومنظمة بدر يتمركزون إلى جانب الوحدات العسكرية العراقية.


وتسود حالة من القلق بغداد مع اقتراب المعارك لمسافة لا تبعد سوى ساعة واحدة عن العاصمة بالسيارة. وشهدت العاصمة التي يقطنها نحو سبعة ملايين نسمة قتالا طائفيا عنيفا بين عامي 2006 و2007 ولا زالت مقسمة لاحياء شيعية وسنية تحميها اسلاك شائكة وجدران ضد التفجيرات.