وجيء العاملون بإحدى شركات السمسرة فى البورصة، بعلامات الارتياج التي ارتسمت على وجه أحد العملاء، هى سيدة فى العقد الثالث من عمرها، بعد تلقها هاتفًا يفيد بوفاة زوجها.
قصة تلك السيدة، قائلاً: إنها قامت بفتح حساب باسم زوجها بموجب توكيل عام، وبدأت تتعامل بيعًا وشراء ، وبات واضحًا أنها لا تعتمد على خبرة أو سند معين فى شراء الأسهم سوى توقعات جزافية يتبعها الكثيرون فى ذلك المجال.
وتابع: فى أحد الأيام سمعناها تصرخ بصوت عال من داخل مكتب أحد منفذي العمليات بالشركة، قائلة: "ما هذا، كل هذا خسائر، زوجى سيقتلنى إذا علم بالأمر، إنه حاد الطباع إلى درجة لا تتخيلها– موجهه حديثها للموظف- وظلت تلطم على خديها، إلى أن قام الموظف بتهدئتها، موضحًا لها أن السوق مكسب وخسارة يمكنها تعويض خسائرها شريطة أن تستثمر بوعى فى المرة القادمة.
وأشار إلى أننا علمنا أن هذه السيدة زوجها يعمل فى السعودية، ويقوم بتحويل أموال من أجل شراء مساحات من الأراضى، للاستثمار فيها حين عودته، لكن إحدى صديقاتها اقنعتها بالاستثمار فى البورصة والقيام بشراء الأراضى من عائد الاستثمار، بالتالى فإن أموالها تصبح مضاعفة.
وقال: إن تلك السيدة حققت خسائر قاربت الـ600 ألف جنيه، وتتردد كل يوم على الشركة.. وفى أحد الأيام دخلت منفعلة لأقصى درجة، وتعلن أن زوجها عائد إلى القاهرة آخر الأسبوع، وأن حياتها ستنتهى لو لم تعوض خسائرها، وظلت على أمل للتعويض حتى اليوم الذى سيصل فيه زوجها، وعندما رن هاتفها من جوال سعودى تعالت دقات قلبها وردت بصوت خافت على المتصل الذى أبلغها بوفاة زوجها.
وأضاف: كان غريبًا أن نجد السيدة تتنفس الصعداء بعد سماعها للخبر، الذى لم يحزنها أكثر مما أفرحها، وغادرت المكان وسط دهشة جميع الموظفين من حكاية تلك السيدة التى لم نر أى أثر للحزن على وجهها لوفاة زوجها بقدر ارتياحها لخروجها من مأزق عاشته شهورًا متتالية.