أيام قليلة ويبدأ العد التنازلى لدخول شهر رمضان المبارك، الذى ترتفع فيه معدلات الاستهلاك المحلى على مستوى كافة السلع الغذائية، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك المحلى فى شهر رمضان عن باقى شهور العام بنسبة تقدر 150%، بعد زيادة إقبال المستهلكين على الشراء.
ومع ارتفاع معدلات الاستهلاك المحلى تظهر حينها أزمة نقص السلع الزراعية فى مصر واستيراد ما يقرب من 80% منها لسد حاجة الأسواق، ورغم اعتماد المواطن الفقير على بعض السلع التى تتناسب مع مستوى دخله، إلا أنها كادت أن تختفي زراعتها وأصبحنا نعتمد بصفة رئيسية على استيرادها.
وتظهر فى مقدمة السلع الزراعية القريبة من المواطن البسيط هى سلع الفول والعدس واللوبيا وغيرها من البقوليات التى اشتعلت أسعار على مدار الأعوام السابقة بصفة متتالية حتى تخطى سعر الكيلو منها الـ 10 جنيهات، وتحولت إلى سلع بعيدة عن متناول الفقراء.
وعلق الباشا إدريس رئيس شعبة مستوردى الغلال وشعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية، قائلا أن مصر تتعرض لعشوائية في الزراعة، ولا نعرف لصالح من القضاء على استنباط سلالات جديدة فى مختلف السلع الزراعية والتوجه للاستيراد، مما أدى لاختفاء معظم المحاصيل، وتحولت إلى الاستيراد بالكامل وبالتالى ارتفاع أسعارها فى الأسواق.
وأشار إدريس فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إلى أن القضاء على الزراعة والتوجه للاستيراد هو مخطط للتحول للاستيراد من الخارج، والذى ظهر فى تخفيض ميزانية البحوث الزراعية سنويا لاستخراج سلاله جديدة تقاوم الأمراض، كما أن دور الإرشاد الزراعى أصبح معدوما، والفلاح لم يجد حيله سوى التوقف عن الزراعة بعد تسلمه مبيدات زراعية فاسدة تقضى على المحاصيل.
كما أوضح رئيس شعبة الغلال إلى أننا تحولنا لاستيراد الفول بنسبة 80% حيث وصل سعره إلى 10 جنيهات للكيلو المستورد فى حين يتخطى سعر المزروع محليا إلى 12 جنيها تقريبا بسبب إرتفاع جودة المحلى، لافتا إلى أننا نستورد ما يقرب من 700 ألف طن لسد إحتياجات الأسواق.
ولفت إلى أن عدد كبير من الدول بدأت فى زراعة البقوليات خصيصا لمصر بعد القضاء على زراعتها، ومنها أستراليا وفرنسا وانجلترا وكندا.
وعن باقى السلع الزراعية من البقوليات، أشار إدريس إلى أن هناك الكثير منها الذي انعدمت زراعته بالكامل فى مصر ومنها العدس، واللوبيا تزرع بنسبة 10% فقط، والترمس والحلبة والحمص وذرة الفشار انعدمت زراعتها بالكامل، ومنها ما يزرع بنسب ضئيلة جدا.
وشدد إدريس على ضرورة تحقيق وزير الزراعة الحالى لأمال المزارعين مرة أخرى فى عودة السلع الزراعية إلى مصر، وتوقف الاستيراد لتوفير النقد الأجنبى فى سلع تقوم مصر بزراعتها بأعلى جودة تفوق المستورد منها، والقضاء على مخطط وقف زراعة السلع وتحول مصر إلى دول مستهلكة غير منتجة.