مع قرب الاحتفالات بأعياد شم النسيم، بدأت تنتعش تجارة السردين والفسيخ والملوحة اشهر الاكلات المصرية فى هذه الايام، واللافت للنظر هذا العام ان الاقبال على شراء هذه الاطعمة فاق كل التوقعات حتى اننا رصدنا ومنذ امس الاول وقوف المستهلكين فى طابور طويل لشراء الفسيخ فاق طوابير العيش التى يجاهد وزير التموين للقضاء عليها.

بداية اكد أحمد رفاعى رئيس الغرفة التجارية بكفر الشيخ زيادة ملحوظة فى حجم الطلب على مستلزمات عيد شم النسيم من الاسماك المملحة والبيض والليمون والبصل على الرغم من الارتفاع الملحوظ فى الاسعار مقارنة بمستويات العام الماضى وبنسب اقتربت من 50% لبعض الانواع.

وحول اسباب هذه الارتفاعات السعرية قال انها ترجع لعدة عوامل، أهمها ارتفاع سعر الدولار وانخفاض الانتاج المحلي.

وحول تقديرات قيمة فاتورة إنفاق المصريين على مأكولات شم النسيم اكد مختار الشريف خبير اقتصادى أنه من الصعب معرفة الرقم الحقيقى لمعدل الاستهلاك خلال الأعياد ، لكن فى المتوسط يقدر عدد الأسر التى تشترى الفسيخ والرنجة والبيض ومستلزمات الاحتفال بالعيد بنحو 20 مليون أسرة، تنفق كل منها نحو 100 جنيه فى المتوسط اى ان إجمالى الإنفاق يقدر بنحو مليارى جنيه.

وفى جولة على الاسواق رصدنا ارتفاع سعر الرنجة المحلى لما يتراوح بين 14 و22 جنيها حسب الجودة وذلك للأنواع الصغيرة ، أما الأنواع خفيفة الملح فتتراوح ما بين 22 وحتى 26 جنيها مقابل 18 جنيها للكيلو الواحد العام الماضى أما بالنسبة للرنجة المستوردة فتتراوح أسعارها ما بين 30 و35 جنيها للكيلو مقابل 25 جنيها العام الماضى والفسيخ فقد وصل سعر المملح منه السائب ما بين 70 و100 جنيه مقابل 50 جنيها فقط العام الماضى اى ان نسبة الزيادة تتراوح بين 40 و100% أما الفسيخ ذو الملح الخفيف فسعره يصل إلى 120 جنيها للكيلو الواحد مقابل 80 جنيها العام الماضى بنسبة زيادة 50% , هذا إلى جانب ارتفاع أسعار البيض والذى وصل سعر العبوة منه إلى 28 جنيها والليمون ويتراوح سعره ما بين 15 و17 جنيها للكيلو وأيضا البصل الأخضر وتباع الواحدة بنحو 50 قرشا. وأوضح أنه بالرغم من انخفاض معدلات حجم الواردات من الفسيخ والرنجة إلا أن فاتورة الاستيراد ارتفعت قيمتها بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار وطبقا للإحصاءات وصل حجم وارادات الأسماك المملحة لنحو 78.2 طن عام 2010 ثم تراجعت الى 13 طنا عام 2012 .

وقال أحمد يحيى رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية للقاهرة, أن أسعار الأسماك المملحة ارتفعت العام الحالى بصورة كبيرة نظرا لانخفاض حجم الواردات عن الاعوام السابقة بجانب تاثير ارتفاع سعر الدولار خاصة على الرنجة التى يتم استيرادها من الدانمارك وهولندا تحديدا.

وحول كيفية تميز الأنواع الجيدة واكتشاف المغشوش منها، قال عمرو عصفور عضو شعبة البقالة بالغرفة التجارية بالقاهرة انه ينصح بالشراء من أماكن معروفة والابتعاد عن الباعة الجائلين حتى يمكن الثقة فى مستوى الجودة بجانب امكانية التعامل مع هذه المحال فى حالة وجود شكوى او اكتشاف عيوب.

واضاف ان المستهلك يمكنه تميز السمكة الجيدة بلونها الذهبى بالنسبة للرنجة مع خشونة الملمس، وبالنسبة للفسيخ والاسماك المملحة (الملوحة) ضرورة الابتعاد عن السمكة المنتفخة ذات الانسجة الرخوة، كما ان الجيدة منها متماسكة ولها رائحة مقبولة.

واضاف أحمد هارون أحد تجار الأسماك , أن الاسعار مرتفعة جدا العام الحالى وهو ما ادى لضعف الاقبال على شراء الاسماك الطازجة خلال الفترة الماضية، مرجعا ذلك للظروف السياسية التى تحيط بالبلاد وحالة الترقب التى تسيطر على الشارع المصرى انتظارا لانتخابات الرئاسة وانشغال المواطنين بهذه الأحداث عن جو الاحتفالات.

واختلف معه يسرى السيد تاجر مواد غذائية, حيث يؤكد أن الشعب المصرى اعتاد على تناول هذه الأطعمة المملحة فى يوم شم النسيم ولذلك مهما ارتفعت أسعارها يقبل المواطنون على شرائها,وان كان التأثير يقتصر على تخفيض حجم الكميات التى يتم شراؤها نظرا لامكانيات الاسر المادية.