كثيرا ما ينتابني حزن شديد وأرق وتتملكني الهواجس ويتوقف معها العقل عن التفكير للحظات أنام فيها منهارا وأصحو مشتت الأفكار : لما أرى وأشاهد وأسمع من هنا وهناك من تلاطم الأمواج بسرعة فائقة حتى أشعر معه بان البحر هائج وسوف يثور ويخرج من حد شواطئه ويغرق الأرض أو أن يبتلعها ومعها السماء ملبدة بالغيوم والجو مليء بالعواصف والأتربة التي معها العيون تدمع بعد أن جفت الدموع والأرض مثقلة وتكاد تنفجر ببراكينها 0 لماذا يا ترى أرى كل هذه الأشياء؟ وأرى نفسي تائها ضائعا بين طواحين الأفكار التي ملئت الحياة التي نحياها فكل يأتى برأي والرأي الآخر 0 وكل يصبو الى غايته ويحاول فرض أرائه ويتمسك بها على أنها هي طريق الفلاح والإصلاح وهى طوق النجاة و الملاذ وهي0 و هي 0وهي ؟ إلى متى ونحو نعانى من التردي والانقسامات في كل شيء إلى مالا نهاية ؟ ونقول هنا فساد0 وهنا رشاوى0 وهنا تجاوزات 0وهنا انحرافات0 وهنا استبداد0 وهنا0 و هنا 0وهنا 0 والواجب علينا أن نبدأ بأنفسنا0لا الواجب أن تبدأ الحكومة0لا المسئولية تقع وتبدأ من رأس الهرم 0 لا ولا و لا 00 إلى متى هذا الضياع الذي نحن فيه غارقون؟ الى متى هذه الانقسامات والتشتتات بين النسيج الواحد؟ إلى متى هذه الصراعات ؟ لا لشيء إلا من اجل أن نقول أو يقال هناك صراعات بين هذا وذلك 0 لماذا لإثبات الذات ؟ أم لإثبات الهوية؟ أم 00 الشعب مقهور ومغلوب على أمره 0 والحكومة تائهة فى بحر التخبطات 0 توعد ولا توفي 0 تقول ولاتفعل0 تبيع الأوهام وتعطى العلاج المؤقت 0 وهى رغم ذلك معذورة0 سلسلة وحلقات مترابطة كل من فيها يرمى على الآخر تبعاته 00 ونحن أين من هذا ؟ الفساد يتغلغل بيننا والرشاوى على عينك يا تاجر؟ والتناحر موجود وظاهر جليا 0 الانحطاط الاخلاقي وصل إلى ذروته0 والتخاطب الفكري وصل إلى حد الانهيار الادبي 0 والأسلوب المتدني في كل شيىء0وهنا يحضرني سؤال أو إن صح التعبير مجرد خاطرة دائما ارددها بيني وبين نفسي 0 ماذا نريد من الحكومة؟ وماذا هي فاعلة؟ وماذا تريد الحكومة منا ؟ وما نحن فاعلون؟0 فالمفروض على الحكومة وهذا من أساسياتها القيام بالدور الرقابي 0 فلو هناك فاسد ما 0 لماذا تتركه الحكومة حتى يستفحل في فساده وطغيانه ومن ثم يهرب من العقاب ؟؟0 ومعه يتجرع الشعب تبعات هذا الفساد0 ومن ثم تتحرك الحكومة بقوانينها بعد أن ينهار كل شيء ويصبح معه الفاسد في مأمن من العقاب0 لماذا هذا الإنسان انحرف عن المسار القويم وأتى بأفعاله ؟ لأنه (من أمن العقاب أساء الأدب) 0 أم ماذا؟ لأنه وجد ارض خصبة لذلك الفساد والحكومة في غفلة وأصبحت كفيفة عن تلك التصرفات؟ ثم أين دور تلك الحكومة ؟؟ألا تتحرك إلا بعد استفحال الأمور؟ ومعها لا يجدي تحركها بشيء ؟ من المخطأ ؟ الحكومة أم المواطن الفاسد؟ بمن نبدأ أولا؟ فوالله أنى في حيرة من امرى 0 ما هو الحل؟ هل يأتي من الحكومة والمسئولين ؟أم يأتي من المواطن؟ فيا أستاذ أسامه جلال – الفقر سلاحا ذو حدين 0 والجهل كذلك سلاحا فتاكا- وعدم تفعيل القانون واستخدامه وتسخيره بالطريقة الصحيحة يكون حين ذلك من اكبر أسلحه الدمار0وهنا مكمن القضية (الحكومة أم المواطن )من فيهم من أوصل الآخر للفساد بجميع أنواعه ومسمياته؟ فلو كان متوفر للمواطن الحياة الكريمة والبسيطة من قبل الحكومة وهى بمعنى (تأمين لقمة العيش) وتوفير متطلبات الحياة- فهل سيكون بعد ذلك فساد؟ وان وجد سواء المواطن أو المسئول فاسد بطبعه هنا يكون العقاب أليس كذلك0؟ وتكون معه الحكومة قد قامت بدورها الرقابي وفعلت القوانين التي عفا عليها الزمن0 وأنا هنا لست مع رأيك يا أستاذنا الفاضل وأخالفك الرأي فليس 90% من المواطنون فاسدون وإلا كانت الشمولية في مصر فاسدة على حد قولك؟ ولا كل من بالحكومة فاسد؟ فلو كل مسئول يا استاذى الكريم يخاف ربه فيما يقوم به 0 وهذا ياتى إذا كان الأعلى منه مسئوليه كذلك إلى أن نصل إلى نهاية المطاف 0 ومعه يتم محاسبة المسئول قبل المرؤوس كونه مسئولا ولم يراعى عمله الرقابي الذي هو مكمن عمله لنصلح الحال 0 أم أن نحاسب المواطن أو الموظف المقهور على أمره ولولا الحاجة ما فعل ذلك 0 ويترك المسئول فهذا والله هو الفساد بعينه ولا مجال للإصلاح ولا فائدة ترجى من الحكومة أو من غيرها 0 فليصمت المنادون بالتغيير على حد قولك لأنه لن يجلب إلا الازدياد في الفساد والتردي والانهيارات0 وبدلا من أن ننير 80 مليون شمعة ومعها نستغني عن الكهرباء 0 فهل الشموع ستستمر في الإضاءة أم سوف تنصهر وتنتهي ويعود الظلام مرة أخرى ؟ إذن هو علاج مؤقت يا أستاذ أسامه ؟ مثله مثل ماتعمله الحكومة وتفعله الآن (علاج وقتي ومهدأ)وليس قاطعا 0 ومن ثم تقول فلنبدأ بأنفسنا 0 نعم معك كل الحق في ذلك ولكن فليبدأ المسئول وصاحب المسئولية بنفسه أولا0 وليعلن عن كل فاسد ليكون ويتم عقابه ليكون عبرة للآخرين0 فإذا صلح الراعي(المسئول) صلحت واستقامت الرعية؟ ولتقم الحكومة بدورها الرقابي وتفعيل قوانينها وتنفذ على من يتوهم في نفسه انه بعيد من مرمى تلك القوانين حينها يندثر الانكسار في كل شيء ولكن فلنبدأ أولا بوقف التنابذ والتقاذف والتراشق وكيل الاتهامات فيما بيننا على شاشات وبرامج التوك شو وما أكثرها في تلك الأيام التي تأتى بأناس من هنا وهناك ويتعمد القائمون عليها ببث الفرقة والخروج عن النص وإشعال المناظرات بطريقة كلها إسفاف ولا فائدة نتحصل عليها من تلك البرامج إلا الصوت العالي الغير مفهوم وهذا هو الفساد (الاخلاقى والقيمى وكل ما يندرج تحته من ألفاظ ومعاني) فلو كانت هذه البرامج تصب في مصلحة الشعب لكان أفضل أليس كذلك0 ؟؟ ولتكن محاسبة من يخطأ وبالذات من يتبؤ الأماكن المسئولة قبل أن يتنحى عن منصبه وليس بعد أن يخرج من دائرة الضو ء 0 وهنا سوف يخاف الآخرون في أن يسلكوا نفس الطريق 0ولاستطعنا أن نقوّم أنفسنا ونحاسبها 0 هنا فقط لا أقول أنني اتحدى0 ولكن نكون قد وضعنا أيدينا على الجراح ولملمت الأوراق المتناثرة يمينا وشمالا وغدونا نسلك الطريق الصحيح والقويم 00 فليبدأ الجميع بدون استثناء بمحاسبة نفسه من أعلى الهرم إلى مادون ذلك على حد قولك 0 فهل من مستمع أو مجيب لتلك الآمانى؟؟ ورحمة بهذا الشعب العظيم وترجع معه كرامتنا ولنترك طريق الفساد والضياع ونتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لكي يعيننا على طريق الهداية والنور ويرشدنا إلى طريق الصلاح وفى ظل قيادتنا ورئيسنا فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك – أعانه الله على تكملة المشوار لرفعه مصر وإعلاء كلمتها والمحافظة عليها وعلى كرامة ابنائها000