سيتوقف الزمن طويلا أمام بعض الوقائع، لدراستها من أكثر من منظور، ولكن لعل أصعبها ذلك الذي يتصل بنفس الإنسان، وخاصة حينما يدخل الإنسان في صراع بين آلامه وإنسانيته وفطرته الطيبة التي خلقه الله عليها.
وتجلى هذا الصراع النفسي في واقعة نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، لامرأة إيرانية أعفت عن قاتل ابنها قبل تنفيذ حكم الإعدام بثوانٍ قليلة، فبينما كان قاتل ابنها يتنفس آخر أنفاسه في هذه الحياة، والحبل يترنح حول رقبته، واقفا على مقعد سيركله والد القتيل، فاجأت والدة الضحية الجميع بدخولها لساحة تنفيذ الإعدام، لتصفع المجرم على وجهه، وتختار العفو عنه، قبيل تنفيذ حكم الإعدام بقليل.
وتتجلى عظمة الله في النفس البشرية، التي لم تكتفِ بالعفو عن القاتل بل أزاحت حبل المشنقة عن رقبة القاتل، وسط فرحة غامرة من والدة الأخير، التي لم تستوعب الموقف لفترة طويلة، وشرعت في احتضان والدة الضحية وشكرها للعفو عن ابنها.
وكشف والد القتيل عن السر وراء العفو المفاجئ، حيث أكد أن القتيل زار أمه في “رؤيا”، ليطلب منها أن تعفو عن القاتل الذي صرعه خلال مشاجرة في الشارع، وألا يدفعها الحزن للانتقام.