يتسابق المؤشر الكهربائي مع نفسه لكسر ارقامه القياسية حيث تمكن يوم أمس من تسجيل معدل قياسي جديد بفارق 52 ميغاواط مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا، حيث وصل عند الثانية والنصف ظهرا الى 10872 ميغاواط وسط درجة حرارة بلغت 53 درجة مئوية.
وكأن الوضع الكهربائي ينقصه خروج وحدات عن الخدمة اذ ادى تعطل وحدة كهربائية في الدوحة الشرقية امس الأول الى خسارة الشبكة الكهربائية 160 ميغاواط ليبلغ الانتاج الكلي للبلاد 10950 ميغاواط حتى تحولت الانقطاعات المتعددة بسبب الضغوط إلى معجزة حالت دون اللجوء الى القطع المبرمج بعد ان بلغ المؤشر اقصى حالات التشغيل غير الآمن.
هذه الاحمال الكهربائية التي مازالت ماضية في تسجيل ارقامها القياسية واقترابها من القطع المبرمج وضعت مسؤولي الوزارة في موقف لا يحسدون عليه، خصوصا ان الوزارة لا تملك اي فائض كهربائي لتستعين به في تخطي هذه الأزمة ما دعا العاملين في مركز المراقبة والتحكم الى الاستعداد لتطبيق خطة القطع المبرمج تحسبا لخروج اي وحدة جديدة من وحدات محطات التوليد لأسباب مفاجئة وما دفع الوزارة الى تكثيف اتصالاتها مع وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة للتنسيق معها حول أهمية التزامها بسرعة إطفاء وحدات التكييف بمجرد الانتهاء من الدوام الرسمي قبل الوصول الى مرحلة الحمل الاقصى كما قامت الوزارة بتنفيذ قطع جزئي للتيار داخل مبناها.
وفي هذا الشأن قالت مصادر ان معدل الإنتاج الكهربائي تساوى أمس مع معدل الاستهلاك ولولا الانقطاعات المتعددة التي طالت أمس عدة مناطق في البلاد والتي تمت تغذية بعضها بمولدات الديزل للجأت الوزارة الى القطع المبرمج حتما، فالمؤشر لامس أمس اخر نقطة في الخط الاحمر الشيء الذي يؤكد ان معدل الانتاج تساوى أمس مع معدل الاستهلاك، لاسيما ان الوحدة التابعة لمحطة الدوحة الشرقية التي خرجت من الخدمة أول من أمس لاسباب فنية لم توضحها الوزارة لم يتم حتى الآن إرجاعها الى الخدمة.
من جهة اخرى قال الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع م.صالح المسلم ان ما يحدث من انقطاعات كهربائية عن بعض المناطق هو أمر وارد بسبب تهالك وقدم شبكة التوزيع التي يجري لها القطاع حاليا عملية تحديث مرجعا سبب تأخر إرجاع التيار الكهربائي عن المناطق المقطوعة عنها الكهرباء الى عامل الوقت الذي يستغرقه وصول المولد الديزل من صبحان الى المنطقة المراد إيصال المولد لها، موضحا ان الوزارة تقوم بتأمين مولدات ديزل لكل المناطق التي تتعرض الى انقطاعات.
واضاف المسلم ان معظم الانقطاعات التي وقعت حتى الآن في حدود المعقول مقارنة ببقية دول الخليج رغم امتلاك الكويت اضخم شبكة كهرباء، مرجعا سبب الانقطاع الذي طال أمس منطقة السلام في جنوب السرة ومنطقة القادسية أول من أمس الى اعطال فنية اصابت المحولات والكيبلات التي تغذيها، مؤكدا ان فرق طوارئ شبكة التوزيع استطاعت إرجاع التيار في وقت معقول.
ولفت الى ان الكويت تمتلك اهم واضخم الشبكات مشيرا الى وجود مولدات ديزل تغطي ما تحتاج اليه الدولة من كهرباء وانها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذه المولدات.
من جانبه قال الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب د.مشعان العتيبي ان الوضع مستقر وجميع الوحدات تعمل بكامل قدرتها الإنتاجية، مشيرا الى ان خروج احدى وحدات محطة الدوحة الشرقية التي تنتج 160 ميغاواط لم يؤثر على القدرة الإنتاجية التي بلغت اليوم (امس) 10 آلاف و950 ميغاواط، متوقعا ان يتم إرجاعها خلال العشرين ساعة المقبلة. واشار الى ان عدد المحولات في الكويت يبلغ تقريبا 28 الف محول ووجود اعطال في عدد قليل يعد أمرا طبيعيا لوجود هذا الكم الهائل من المحولات.
من ناحية اخرى بعث وكيل الوزارة م.احمد الجسار أمس كتابا رسميا الى جميع وزارات الدولة مناشدا إياها تخفيض الاستهلاك.
وجاء في الكتاب «بناء على ارتفاع الاحمال الكهربائية لهذا اليوم نحيطكم علما بأن الحمل الكهربائي لهذا اليوم مرتفع جدا وفي تزايد تفوق ذروته الطاقة الكهربائية الآمنة المتوافرة، والوزارة تطلب من جميع الوزارات البدء في تخفيض الاحمال وإيقاف معدات التكييف وتقليل الاحمال الكهربائية الاخرى قبل الساعة الواحدة ظهرا حتى الرابعة عصرا، وذلك حتى تتمكن الوزارة من توفير خدمة الكهرباء لهذا اليوم (امس). وظل أمس مكتب الوزير د.بدر الشريعان في حالة استنفار، حيث تجمع فيه وكيل الوزارة وعدد من الوكلاء المساعدين لمتابعة الوضع وتلقي المعلومات عن قرب.