قال وزير الصناعة والتجارة الخارجية والاستثمار منير فخري عبد النور اليوم الاثنين إن مصر مرت بفترة انتقالية صعبة جدا، مشددا على أن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة حاليا هو استعادة ثقة المستثمرين العرب والأجانب. جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر "الانفتاح المصري على الاستثمارات العالمية" والذي ينظمه مجلس الأعمال المصري البريطاني والجمعية المصرية البريطانية للأعمال بالاشتراك مع مكتب التمثيل التجاري في السفارة المصرية في لندن، بحضور اللواء سامح سيف اليزل رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال والمهندس نجيب ساويرس رئيس شركة "أوراسكوم "القابضة. وقال منير فخري عبد النور "قررت المجيء إلى هنا لإعلان دعم الحكومة للقطاع الخاص ودعم العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المملكة المتحدة، التي تحتل المركز الثاني كأكبر مستثمر في مصر، بالإضافة إلى رغبتي ورغبة الحكومة في توضيح الصورة الحقيقية وتصحيح المفاهيم المغلوطة في وسائل الإعلام عن مصر". وأضاف "نحن نواجه تحديات ضخمة، حيث أن الموقف الاقتصادي في مصر عام 2013 كان صعبا جدا بسبب الإدارة السيئة لحكومة النظام السابق، حيث بلغ العجز في الموازنة 270 مليار جنيه مصري، وانخفضت الاحتياطات إلى نحو 11 مليار دولار من 56 مليار دولار في عام 2011، التضخم كان مرتفعا وبلغ 11% والبطالة 13% والموقف كان صعبا وكان علينا العمل." وأوضح الوزير المصري أن المشكلة الكبيرة التي تواجه الاقتصاد المصري حاليا هي مشكلة الطاقة حيث أن الإنتاج الحالي من الغاز والبترول غير كاف، مشيرا إلى وجود حلين على المدى القصير الأول هو استخدام الفحم، وهو ما يلاقي اعتراضات بسبب التأثير السلبي على البيئة، بالإضافة إلى الاستيراد. وأضاف أن الحل على المدى الطويل هو الاعتماد على الطاقة المتجددة، مؤكدا على الحاجة إلى تطوير مصادر الطاقة المتجددة. وأشار إلى أن المشكلة الثانية التي تواجه الاقتصاد المصري هي فقد ثقة المستثمرين في السوق المالي، مشددا على أنه يجب على الحكومة الحالي إعادة هذه الثقة المفقودة للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب، بجانب خلق مناخ مناسب لتسهيل الاستثمار في مصر. وفيما يتعلق بما حدث في الثلاثين من يونيو، قال منير فخري عبد النور "للأسف الذين حكموا مصر خلال الفترة من 2012 حتى منتصف 2013 فشلوا في أن يفهموا أن مصر ليست فقط دولة عربية أو دولة ذات أغلبية مسلمة ولكنها أيضا دولة متوسطية وشعبها يطمح في الحداثة والتطور ويطمح لحوار بين الثقافات لأن هذا هو تاريخ مصر". وأضاف "تاريخ تاريخ مصر منذ 7000 عام يشهد على حوار مستمر بين الحضارات. نريد أن نحافظ على هويتنا وسنفعل كل ما باستطاعتنا للحفاظ على هويتنا". وقال الوزير المصري إنه يبدو أن المشير عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي سيخوض الانتخابات الرئاسية وسيواجه منافسة من عدة مرشحين ومن بينهم حمدين صباحي، والذي خاض الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2012. وأعرب عبد النور عن ثقته في فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية القادمة في حالة ترشحه نظرا لما يتمتع به من شعبية طاغية في الشارع المصري. وقال منير فخري عبد النور إنه في العصر الحالي من المستحيل إيجاد دكتاتورية في مصر، بسبب الدستور الحالي الذي يحرم رئيس الجمهورية من سلطات كثيرة كان يمتلكها في السابق، بالإضافة إلى التوازن بين السلطات في الدستور. وقال "لست هنا من أجل عمل دعاية انتخابية للمشير السيسي، ولكنه رجل يعرف ما هي المشاكل التي تعاني منها مصر وهو رجل مستعد لاتخاذ قرارات صعبة جدا لإصلاح المجتمع المصري اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ومرة أخرى هذا الإصلاح يتطلب قرارات صعبة ومؤلمة جدا." وأشار الوزير في نهاية كلمته إلى أهمية المشروعات المهمة المقبلة عليها مصر ومنها مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروع المثلث الذهبي.