بالرغم من انخفاض الطلب على اللحوم البلدية
والمستوردة المجمدة بنسبة تصل الى 50% بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية فقد ارتفعت
أسعارها خلال شهرى يناير وفبراير بمعدلات وصلت الى 20% للبلدية و 5% للمستورد.
فسر الجزارون والمستوردون هذه الزيادة
بالنسبة للحوم المستوردة بارتفاع سعر الدولار وبزيادة الطلب العالمى على اللحوم فى
فصل الشتاء وابتعاد ملايين الاوروبيين عن لحوم الخنازير بعد تفشى انفلونزا
الخنازير فى الخارج .. أما اللحوم البلدية فقد شهدت اسواقها تدهورا ملحوظا فى
اعداد الماشية الجاهزة للذبح بعد ان أحجم المربيون عن تربيتها بسبب ارتفاع اسعار
الاعلاف والادوية والخدمات البيطرية.
وفى سوق المستورد «بمنطقة باب اللوق بوسط
المدينة » أوضح حمدى أمين صاحب متجر أن اللحوم المستوردة الاكثر اقبالا هى الكندوز
وتأتى من البرازيل فى شكل كراتين مجمدة تزن الواحدة 20 كيلو جراما حيث يصل سعر
الطن الى 3800 دولار والهندى الى 3200 دولار ليباع الكيلو بنحو 33 جنيها بعدما كان
يباع فى عيد الاضحى الماضى بنحو 31 جنيها للكيلو .. أما البتلو فهناك المشفى ويصل
سعره الى 51 جنيها للكيلو مقابل 48 جنيها خلال أكتوبر الماضى ، أما البتلو بالعظم
فيصل سعره الى 33 جنيه للكيلو مقابل 30 جنيه فى عيد الاضحى الماضى يستورد من
استراليا ونيوزيلاند بالمثل الضانى حيث تباع الخراف المذبوحة بنحو 33 جنيها مقابل 31
جنيها بداية العام الحالي.
وأشار حمدى أمين إلى ان نسبة المبيعات انخفضت
بنحو 50% بسبب الأحوال الاقتصادية التى تشهدها مصر وكان المفترض ان تدفع لتراجع
الاسعار ولكن حدث العكس ورفع المستوردون الاسعار بسبب تقلب سعر الدولار وارتفاع
تكلفة النقل والتخزين.
اما ياسر محمود صاحب محل جزارة للحوم البلدية
فيقول: إن السوق تعانى نقصا حادا فى أعداد الماشية البلدية يصل الى 65% بسبب احجام
المربيين عن تربية القطيع الجديد بعد انتهاء عيد الاضحى لارتفاع اسعار الاعلاف حيث
وصلت الى 4 آلاف جنيه للطن اضافة الى ارتفاع اسعار الادوية والخدمات البيطرية ،
مشيرا إلى ان سعر الكندوز البلدى كان يبلغ فى عيد الاضحى 28 جنيها للقائم و63
جنيها للمشفى اما الآن فقد وصل السعر للكيلو القائم الى 38 جنيه والمشفى يتراوح
سعره بين 70 و75 جنيها وفى المناطق الراقية يصل السعر إلى 85 جنيها والفليتو الى 90
جنيها.
أما الخراف الحية فيبلغ سعر الكيلو القائم 36
جنيها ليصل سعرها مذبوحة الى 75 جنيه مشيرا إلى أن الجزارين رفعوا هذه الاسعار
بسبب النقص الواضح فى الانتاج المحلى بالرغم من ان الماشية من الجاموس تلد فى فصل
الشتاء وكان الجزارون يقومون بتسمين هذه الماشية حتى مطلع الربيع لبيعها لكنهم
احجموا عن التربية مما أوجد فجوة كبيرة ترتب عليها ارتفاع الاسعار.
من جانبه طالب الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة
مستوردى اللحوم والدواجن المجمدة البنك المركزى باصدار تعليمات الى البنوك بتوفير
المقابل الدولارى لتغطية الاعتمادات المستندية بنسبة 100% وليس 25% كما هو الحال
الآن حيث يضطر المستورد لتدبير 75% من قيمة الصفقة من السوق الموازية للدولار وهو
الامر الذى يصعب على صغار ومتوسطى المستوردين القيام به حيث ترتفع تكلفة شراء
الدولار بصورة واضحة فى تلك السوق عن اسعار تداوله فى البنوك.
واضاف أن المستوردين خفضوا ايضا كميات
الاستيراد بنسب تصل الى 35% بسبب المخاوف من تعرض محالهم ومخازنهم لأعمال السطو.
وأكد أن كبار مستوردى الماشية الحية تحولوا
لاستيراد اللحوم المبردة المذبوحة بدل الماشية الحية لانها تتعرض للنفوق فى اثناء
رحلة الشحن التى قد تستغرق 60 يوما بسبب تغير المناخ وانتقال الامراض.. ورغم ذلك
انخفضت الكميات المستوردة العام الماضى بنسبة 15% مقارنة بمستويات عام 2012 حيث
بلغت الكميات المستوردة العام الماضى الى 209 آلاف و746 طنا اضافة الى 132 الفا و910
أطنان من الكبدة.