مع استمرار الصراع فى سوريا ينمو وجود
السوريين ويزداد نشاطهم الاقتصادى فى مصر وطبقا لتقرير الأمم المتحدة فإن النزاع
فى سوريا ادى الى ارتفاع عدد اللاجئين فى العالم فى العام الماضى لأعلى مستوى له
منذ 18 عاماً، وسجّلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ما يقرب من 1.8
مليون لاجئ من سوريا فى كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.وأشارت المفوضية
الى ان هناك حوالى 80 ألف لاجئ سورى فى مصر من المسجَّلين فى المفوضية، بينما
تُقدّر الحكومة المصرية عدد السوريين الموجودين فى مصر بين 250و 300 ألف شخص.وذكرت
ان حالة اللاجئين السوريين فى مصر تُعدّ من أفضل الحالات نسبياً مقارنة مع بقية
الدول المضيفة.
فيما تقدر بعض المصادر الاقتصادية ان حجم
الاستثمارات السورية فى مصر يصل الى 3 مليارات دولار ( مليارا دولار منها توجد فى
الاقتصاد غير الرسمى ) وتتركز معظم استثماراتهم فى الملابس والمفروشات والمنسوجات
والسياحة والتعدين والأعمال التجارية والمطاعم والحلويات والعطارة.
وقال المهندس بهاء العادلى نائب رئيس مستثمرى
بدر ان المدينة بها عدد من المستثمريين ورجال الأعمال السوريين يستأجرون عددا من
المصانع العاملة فى مجال الملابس والصناعات المغذية التى قد تستخدم فى التصدير
فالمستثمر السورى لديه عزيمة وإصرار قوى على النجاح والتحدى وهم يعملون فى ظروف
قاسية ماديا ونفسيا الا أنهم مصرون على الاستمرار فى العمل
وقال المهندس محمد البستانى الخبير العقارى
أن هناك حقيقة مهمة وهى ان مجىء السوريين الى مصر وانتشارهم فى مناطق مختلفة بها
وخاصة فى المدن الجديدة مثل العبور والرحاب والقاهرة الجديدة والسادات و6 أكتوبر
ومدينة نصر بالاضافة الى وجودهم فى المحافظات المختلفة لم يحدث ازمة اسكان فى مصر
بل احدث وجودهم رواجا وتوازنا واستقرارا لسوق العقار فى هذه المدن وفى مصر كلها
فلم تهبط الاسعار او تنهار السوق كما ان وجودهم فتح مجالات وفرص عمل لتدبير
احتياجاتهم الضرورية من مأكل ومشرب وخدمة ومواصلات
ويمكن القول أن السوريين فى مصر لديهم رغبة
شديدة وإصرار على العمل ويرفضون ان يكونوا بلا عمل ، ورغم اهتمامهم وحرصهم على
العمل فإن نسبة البطالة بين السوريين فى مصر تمثل أكثر من 70% وتشمل الأنشطة
الاقتصادية التى يعمل السوريون فيها مستثمرين وعمالا..صناعة الملابس وبخاصة ملابس
الأطفال والرجال فى مدينة العبور التى يخصص معظم انتاجها للتصدير كما تكثر المطاعم
والحلويات والمقاهى ومحال العطارة الشامية كما يعمل نسبة كبيرة من السوريين فى
محال السوبر ماركت الكبرى بمدينة العبور وامداد هذه المحال بما تحتاجه الاسره
السورية
من مستلزمات وسلع خاصة بعاداتها وتقاليدها فى
المأكل والمشرب والغريب أن كل من التقينا به من المواطنين السوريين مهما تكن
أنشطتهم وأعمالهم قد طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم خوفا من أن يتعرضوا لمشكلات أو
يتم ترحيلهم خارج البلاد
وفى جولة بمدينة 6 اكتوبر ومدينة نصر أوضح
العديد من السوريين انهم يحاولون العيش وسط ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة ويمارسون
حياتهم اليومية بما يتوافر لديهم من امكانات فالبعض يحصل على مساعدة من بعض منظمات
الاغاثة الاسلامية او من مفوضية اللاجئين بالاسكندرية وقد تحصل الاسرة على مبلغ 300
جنيه فى الشهر وبعض المنظمات تمنح هذه المساعدة ثلاثة أشهر فقط .
وأكد السوريون فى مختلف أماكنهم أن امن
وسلامة مصر من أمنهم وسلامتهم فمصر هى وطنهم الذى يعيشون فيه حاليا فمن مصلحتنا ان
تستقر مصر ويقضى فيها على الارهاب والعنف
وقال احد المستثمرين السوريين انه لم ينقل كل
استثماراته وأعماله الى مصر بل انه يعمل بنسبة 10% من نشاطه فقط والنسبة الباقية
مازالت فى سوريا ويترقب تحسن الاوضاع ويعود الامن والاستقرار فى سوريا ومن المحتمل
أن يعود الكثير من المستثمرين السوريين الى بلادهم عندما تتحسن الظروف وتنتهى
الحرب والدمار فى سوريا وقال ان المستثمر السورى يواجه فى مصر صعوبات ومشكلات
لاحصر لها من بعض الجهات المعنية بالاستثمار ومن بعض المواطنين والعاملين فى مصانع
المستثمرين السوريين. وتنحصر مضايقات الجهات الحكومية فى صعوبة استخراج التصاريح
للاعمال والمنشآت الاستثمارية فى المدن الصناعية وغيرها وخاصة فى العبور والعاشر
من رمضان وكذلك صعوبة استخراج الاقامات للمستثمريين وعائلاتهم وشركائهم. كذلك توجد
تخوفات من بعض العاملين بأن السوريين ينافسونهم فى أعمالهم وهذا فكر غير صحيح .