يمارس ختان الإناث في بريطانيا، بعد مرور 30 عامًا على منعه قانونيًا، وتجري عمليات تشويه لأعضاء الإناث التناسلية في مستشفيات راقية في مدن بريطانية كبرى، كلندن وبرمنغهام وبريستول.
أصدر ائتلاف، يضم منظمات طبية ونقابات مهنية وجمعيات حقوقية، تقريرًا في العام 2013، يقدر وجود 66 ألف ضحية لختان الإناث في انكلترا، ويحذر من أن أكثر من 24 ألف فتاة دون سن 15 مهددات بتشويه أعضائهن التناسلية.
في بريطانيا وخارجها
استقبلت مستشفيات لندن وحدها خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 2000 فتاة، كنّ ضحية تشويه أعضائهن التناسلية، وحدثت لهن مضاعفات، ولا يُعرف عدد اللواتي تحدث لهن مضاعفات، ولا يراجعن الطبيب أو المستشفى.
وكان ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مُنع في بريطانيا في العام 1985، وابتداء من العام 2003 يواجه عقوبة بالسجن 14 عامًا كل من يأخذ فتاة إلى خارج بريطانيا لتشويه أعضائها التناسلية. وقالت شرطة لندن إنها اعتقلت شخصين في أواخر العام الماضي بسبب إجراء عملية ختان لطفلة عمرها خمسة أسابيع، لكنهما لم يُحاكما لعدم كفاية الأدلة.
وأكد ناشطون في منظمات تعمل مع مهاجرين، يُمارس ختان الإناث في مناطقهم، لصحيفة غارديان، أن فتيات من مواليد بريطانيا يُنقلن إلى الخارج لإجراء عملية الختان عليهن "خلال موسم الجزّ"، الذي يتزامن مع الإجازات الصيفية، كما يتعرّضن لتشويه أعضائهن التناسلية بهذه الطريقة في بريطانيا نفسها.
مدينة التشويه
وقالت الناشطة إلينا أنور، من منظمة "روشني" في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، إن ختان الإناث عادة لا يمارسها المهاجرون في الوطن الأم فحسب، بل في إسكتلندا أيضًا. وأضافت أنور أن تضاعف عدد المهاجرين الأفارقة في إسكتلندا منذ العام 2001، وارتفاع تكاليف السفر أسهما بقسطهما في تزايد ختان الإناث فيها.
وقالت أنور إن زيارة البلد الأصلي أصبحت باهظة الثمن، فأصبح المهاجرون يجمعون ما لديهم من موارد مالية لاستقدام شخص من الخارج، يتولى تشويه الأعضاء التناسلية لبناتهم جماعيًا داخل بريطانيا.
ما قالته أنور دعمته الناشطة سارة ماكالوك، قائلة: "تشكل بعض العائلات تعاونيات لجمع المال المطلوب من أجل استقدام أحد من الخارج. وتأتي العائلات بجميع بناتها لإخضاعهن لعملية تشويه أعضائهن التناسلية دفعة واحدة". وأوضحت ماكالوك أن العائلات الميسورة تستخدم ممرضين أو أطباء أو عيادات خاصة، "ولهذا السبب اتُهمت لندن خصوصًا بكونها مدينة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في أوروبا، لأن العديد من الأشخاص يأتون بالقطار عبر بحر المانش لتشويه بناتهم فيها".
عواقب كارثية
يلفت الناشطون إلى صعوبة الحصول على حقائق ومعلومات ملموسة، بسبب إهمال الحكومات البريطانية المتعاقبة، التي تخاف من مواجهة ما يُسمّى "ممارسات ثقافية"، بحسب الناشطين. واستجابة لضغوط الناشطين والمنظمات الحقوقية، أعلنت الحكومة البريطانية أن المستشفيات ستبدأ الآن بجمع بيانات عن النساء اللواتي يُعالجن فيها، بعد إخضاعهن لعملية تشويه أعضائهن التناسلية.
وتحت عنوان ختان الإناث، تم تشويه الأعضاء التناسلية لنحو 98 بالمئة من الإناث في السودان والصومال ومصر، وهذه العملية تُمارس في 28 بلدًا أفريقيًا وبعض البلدان في آسيا والشرق الأوسط، بحسب صحيفة غارديان.
ويمكن أن تكون العواقب كارثية، إذ يمكن أن تنزف الفتاة حتى الموت، أو تُصاب بالتهابات، وعلى المدى البعيد يمكن أن تعاني من التهابات متكررة في المثانة، وظهور تكيّسات في الرحم والمبيضين، وأن تصاب بالعقم أو بمضاعفات عند الوضع، إلى صدمات نفسية وانعدام في الرغبة الجنسية.